أخلِص... تخلُص
لأنّ الإخلاص نقيض الخيانة، ناشد الحبر الأعظم الجميع به وحثّهم على السّير في طرقاته الخيّرة بخطى أكيدة.
لأنّ الإخلاص يطعن الكذب بالصّميم ويغدر بالغدر نفسه بسلاح الوفاء والمحبّة، طالب خليفة بطرس الأهالي بتغذية أولادهم بطعمه اللّذيذ وبسقي أرواحهم بنكهته المحيية.
لأنّ الإخلاص يأمر بالاحترام، احترامٌ متبادَل يكلّل العلاقات بأسمى الميزات، رأى أسقف روما فيه ضرورة ملحّة وحاجة ماسّة.
الإخلاص لا يبيت في العلاقات الغراميّة فقط، ولا في الزّواج أيضًا، ولا بين أفراد العائلة وحسب، بل يجعل في العمل، بحسب البابا فرنسيس، مكمنه وجوهره الثّمين.
فالعلاقات العمليّة المبنيّة على الثّقة والتّفاهم والوفاء والإخلاص بعيدًا عن الغيرة والفتك بالآخر والكذب والتّحايل هي الأكثر نجاحًا، نجاحٌ متألّق لتطوير العمل نفسه وزيادة الإنتاجيّة، وللموظّفين والإداريّين إذ تتفتّح الأذهان والآفاق المُنيرة وترتفع الأفكار والأولويّات.
ركّز البابا فرنسيس في كلامه على الإخلاص في عالم العمل، إلّا أنّ لهذا الإخلاص أوجه عديدة اتّخِذ في كلّها يا إنسان وجهًا واحدًا لك: وجه الوفاء... فكُن مخلصًا لعائلتك، لزواجك، لعملك، لطموحك، لبلدك، لكلامك، كُن مخلصًا إذًا في كلّ تفاصيل الحياة لتعيش بنور السّلام والمحبّة والإيمان وتكسب الحياة الأبديّة حيث لا محالة للكذب والظّلمة والشّرّ...