ثقافة ومجتمع
26 تشرين الأول 2015, 22:00

أحمد الصراف : «شكراً لن نرحل»

(الاب يوسف مونس) رسالة جوابية الى احمد الصراف حول ما كتبه في جريدة «القبس» الكويتية: ايها المسيحيون، ارحلوا عن اوطانننا

دعني يا سيدي اكمل لك «طلبتي» عن ارثنا الروحي والحضاري والفني والفكري والجمالي وقد غفل عن بالي ذكر العديد من اسمائهم فلهم اقدم اعتذاري وطلبي من كرم اخلاقهم مسامحة نسياني لذكرهم…

جرار القيامة والحياة في جبيل

كيف نترك جبيل ونخرج منها وهنا قبل الآف السنين رتلنا: الاله ادون مات حقا مات، الاله ادون قام. حقا قام واتينا اليوم نقول ونردد: المسيح قام حقا قام. كنا ندفن موتانا في جرار على شكل بيضة الحياة. وآمنا منذ القدم بوجود الله وثالوثيته وموته، من هنا من جبيل حملنا حروف الابجدية وقيامته وعبرنا الى العالم من شواطئنا حاملين معها البرفير والارجوان…

كيف سنترك هنا ومجد الرب سكن ارزنا ومن ارز جبالنا صنعنا هيكل سليمان وعلى شواطئنا انشدنا قصائد اوغاريت وصلينا للاله البعل الذي يرى كل شيء.

اننسى آسيا الصغرى ومناسك الكابادوكيا؟

اننسى اسيا الصغرى وتركيا وازمير حيث كانت السيدة العذراء ومار يوحنا وتاوس وبولس Tharseوباسيليوس وغريغوريوس وميساء الكابادوكيا والاناضوليا وبيت السيدة العذراء هناك وكنيستها سيدة الحكمة اجياصوفيا في اسطنبول او القسطنطينية وانطاكية مدينة الله المقدسة حيث اول ما دعينا فيها نصارى هي هنا وما زال بطاركتنا يسمونهم بطاركة انطاكية وسائر المشرق. بطرس الرسول كان هناك.

ارمينيا ومذبحة الدم والاستشهاد

اننسى ارمينيا وجبالها نيغورفي كرباخ وكنائسها واناشيد غريغوريوس المبتور؟ اننسى مذابح الارمن لاجل ايمانهم. والاهوال التي تحملوها في رحيلهم وانتشارهم ام مذابح الاشوريين والسريان والكلدان وكافة المسيحيين من اقباط ونساطرة ويعاقبة واردوسيين والارثوذكس او ملكيين وموارنة ويعاقبة وسواهم.

القدس هنا والارض المقدسة في القلب

كيف يخرج من هنا مسيحيو فلسطين؟ والى هنا اتى من بلاد فارس ملوك المجوس حاملين ذهبا ومرا ولبانا واتى ملائكة من السماء ينشدون للمولود من عذراء وام وبتول واتى رعيان فقراء حاملين هداياهم وحملانهم ليروا ما اخبرهم به الملاك هنا في بيت لحم وقصص الميلاد وصرخة بابا نويل الحاملة الفرح والرجاء وهنا دم اطفال بيت لحم الذي اهرق لاجل الهنا. هنا الناصرة حيث عاشت العائلة المقدسة، يسوع ويوسف ومريم وما زالت بعض الابواب باقية هنا وهي من صنع يوسف النجار من خشب الحور والبطم والارز واللذاب والزيتون والسنديان والصنوبر.

هنا عين كارم وكفرناحوم

ونهر الاردن والمغطس حيث عمّد يوحنا يسوع وانفتحت السماء على الاب والروح القدس. هنا الجليل وبحيرة طبريا وجبل طابور وجبل التجلي في حرمون، هنا رفض رجم المرأة الزانية وغفر للتائبة التي احبت كثير وغسلت قدميه بالدموع والطيب وانشفتهما بشعرها. هنا العشاء السري وبستان الزيتون والشعانين وهتاف الاطفال. هنا جلد يسوع وحكم عليه بالموت لانه تكلم عن المحبة والمغفرة وعطف على الخطأة والفقراء. هنا درب الالام والجلجلة والصلب والقبر والقيامة وجبل الصعود الى السماء. هنا نزل علينا الروح القدس وذهبنا الى ارض لبنان ارض مقدسة. السيد المسيح اتى ارضنا مع امه العذراء مريم وسقى ضيوف العرس الماء المحوّل خمرا؟ في قانا بناء على طلب امه مريم. مريم المصطفاة التي لم يتكلم القرآن عن امرأة وقد تكلم عنها لاكثر من 28 مرة وضعها بسورتين. وهنا على كل شواطئ افريقيا اقمنا كنائسنا ومعابدنا لمريم ام الله ولسواها من السكرانين بالله. مريم هذا الاسبم الحبيب يردده القرآن لاكثر من 28 مرة ولهذه المصطفاة يتفرد القرآن بسورتين لها. مريم بنت عمران ومريم. لم تذكر اية امرأة في القرآن كما ذكرت مريم سيدة نساء العالمين الطاهرة والمطهرة والعاكفة والمعتكفة وتبقى السورة التي تحكي بشارة الملاك لها القريبة من بشارة لوقا في الانجيل رائعة الحكايات ومخزنا في لبنان اننا جعلنا من يوم 25 آذار، يوم عيد البشارة عيدا، وطنيا لبنانيا مسيحيا واسلاميا…

العالم يبشر بالمحبة والاخوة واحترام حقوق الانسان رجلا كان ام امرأة.