دينيّة
03 أيلول 2017, 07:00

"إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد!"..

شقيقتان متفانيتان بمحبّتهما للمسيح استقبلتاه مع تلاميذه بفرح عظيم، ولكن كلّ على طريقتها؛ فانهمكت مرتا بتكريمه وتلاميذه من خلال خدمتها لهم، بينما جلست مريم على قدميّه لسماع كلامه بصمتٍ وحبٍّ.. موقفان متكاملان يعبّران عن تتلمذ وخدمة.

 

نرى مرتا تُحسن استقبال المسيح ولكنّها "كانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة" (لو 10: 40) فأضاعت ما هو أساسيّ وجوهريّ، وراحت تتذمّر وتشتكي. لكنّ المسيح لم يلمها فكان يعرف ضعفها، إنما قال لها "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد!" (لو 10: 41)، موجهًا بذلك خدمتها إلى الطّريق الصّواب.
أمّا مريم، "فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ" (لو 10: 39) بصمت واندهاش، فهو الأساسي بالنسبة لها. كان استقبالها روحانيّ عميق عطش لسماع كلمة الله والغوص بتعاليمه، مختارةً بذلك "ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل" (لو 10: 42). 


يحدّد لنا إنجيل اليوم إذًا جوهر الحياة المسيحيّة المرتكز على الصّلاة والعمل بالتّوازي، فالصّلاة تغذّي العمل وتنمّيه وتعطيه بُعدًا روحيًّا. فأين هو المسيح من قائمة أولوياتنا، هل نختار النّصيب الأفضل أم نتلهّى بالقشور؟