دينيّة
19 أيلول 2016, 07:57

يسوع المسيح: "أنا هنا، لا تخافوا"

ماريلين صليبي
جنب الطّريق العامّ محلٌّ تجاريٌّ لبيع التّماثيل.. تماثيلٌ حجريّة لشخص يسوع المسيح ومريم العذراء والقدّيسين.

 

وعلى الطّريق العامّ نفسه يسير النّاس وتمرّ السّيّارات.. مرورٌ يجعل نور الانتباه إلى هكذا محلّ خافتًا، انتباهٌ مفقود لتماثيل قلّما تستقطب الأنظار نتيجة استعجال المارّة وعدم اهتمامهم.

إلّا أنّ تمثالًا واحدًا من بين العديد يلفت النّظر حتمًا.. تمثالٌ ليسوع المسيح لا بدّ أن حبس جملة من التّأمّلات الإيمانيّة: كيف يتعامل إذًا يسوع المسيح معنا، نحن الخطأة؟

تمثالٌ طويلٌ وعالٍ هو، متأهّب بعنفوان وصلابة، حنون الوجه بشوش الثّغر، فاتحٌ ذراعيه حاضر لاستقبال كلّ حاضن، هكذا يصوَّر يسوع المسيح وهكذا هو حقًّا..

يسوع المسيح إذًا أخ للبشريّة جمعاء، هو يحبّنا وينتظر قدومنا بشغف وترقّب وأمل.

هو ضاحك أبدًا مهما كنّا مخطئين لأنّه يدرك ضعفنا ويسامح آثامنا ويمنحنا فرصًا لنطلب المغفرة ونتجدّد بالإيمان والرّجاء.

يسوع المسيح ينقر أبواب قلوبنا باستمرار ليدخل إليها ويبيت فيها سيّد المكان راعي الأحداث، ينتظر أزليًّا أن نفتح له وندخله إلى حياتنا مكرّمًا معزّزًا لنسير بحسب تعاليمه ونسلّمه قراراتنا.

حبّ يسوع المسيح لنا يفوق كلّ تصوّر ويتخطّى كلّ حاجز، يفتح ذراعيه لأوسع مدى ليحضننا بحنان وعطف ومحبّة، ليطمئن أحزاننا ويعزّي يأسنا ويقول لنا: "أنا هنا، لا تخافوا"...