مسيحيو الشرق: من بقي منهم
13 شباط 2014, 22:00
مسيحيو الشرق: من بقي منهم
(أليتيا - روما) قبل خمسين عاماً، عندما زار بولس السادس القدس – كان أول بابا في التاريخ يجري هذه الزيارة –، كانت الأماكن المقدسة في المدينة موجودة كلها تقريباً على أراضي المملكة الأردنية. كان الوضع مشابهاً بالنسبة إلى قسم كبير من اليهودية ووادي الأردن. كان عدد المسيحيين كبيراً، وفي بعض الأنحاء، كما في بيت لحم، كانوا يشكلون الأكثرية.
فيما يستعد البابا فرنسيس للذهاب هو أيضاً إلى الأراضي المقدسة من 24 ولغاية 26 مايو المقبل، تبدلت الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط بشكل تام. فلا سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولبنان ممزق بعد حرب أهلية في حين أن سوريا تنهار. العراق مدمر والأوضاع متفجرة في مصر. كذلك، يفر ملايين اللاجئين من منطقة إلى أخرى.
قبل ثلاثة أشهر من انطلاق البابا، يتحدث ساندرو ماجيستر الصحافي الإيطالي المتخصص بالشؤون الفاتيكانية عن الوضع في المنطقة حيث يُهجّر المسيحيون الذين يقل عددهم شيئاً فشيئاً بسبب العدائية المتنامية.
إليكم مقتطفات من مقالته:
"(...) المسيحيون هم الأكثر تعرضاً لحصار هذا العنف. الهجرة التي تبعدهم عن بلدان الشرق الأوسط لا تتوقف، ولا تُعوًّض من خلال هجرة اليد العاملة الآسيوية المؤقتة نحو بلدان الخليج الغنية.
في هذا الصدد، أعلن بييترو بارولين، أمين سر الكرسي الرسولي، خلال المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة الإيطالية Avvenire، ونشرت في 9 فبراير: "إن وضع المسيحيين في الشرق الأوسط هو أحد أهم مخاوف الكرسي الرسولي الذي لا يتوقف عن توعية أصحاب المسؤوليات السياسية بشأن هذه المسألة، لأن الأمر متعلق بالتعايش السلمي في هذه المنطقة وفي العالم أجمع".
وأضاف بالإشارة إلى حضور مسيحيين من مختلف الطوائف في الشرق الأوسط، وإلى لقاء البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية المسكوني الذي سيجري في القدس بعد مرور نصف قرن على قبلة السلام التي تبادلها بولس السادس وأثيناغوراس: "كما أنه سياق بليغ بشكل استثنائي على صعيد الحركة المسكونية، لأن المسيحيين يستطيعون أن يسعوا ويجدوا سبلاً مشتركة لمساعدة إخوتهم في الإيمان الذين يتألمون في مختلف أنحاء العالم".
ولكن، ما هو عدد المسيحيين الذين يعيشون في الأراضي المقدسة وفي المناطق المجاورة، ومن هم؟
بصورة شاملة، وبحسب عدة تقديرات، يتراوح حالياً عدد المسيحيين بين 10 و13 مليون نسمة من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 550 مليون نسمة، أي أن نسبتهم تبلغ حوالي 2%.