كفى تبذيرًا.. للقضاء على الفقر
تحت خطّ الفقر أي بدولارين أو أقلّ في اليوم يعيش المليارات. مأساة لا تنتهي هنا، بل إنّ الفقر لا يكتفي بعدم تأمين السّيولة المادّيّة لمجتمعات العالم الثّالث، بل لا يوفّر لها أيضًا مياهًا آمنة أو معقّمة صالحة للشّرب والاستعمال، ولا يشرّع لها أبواب السّكن اللّائق، ولا يقدّم لها أبسط الخدمات الصّحّيّة الاعتياديّة، ليمنعها حتّى من التّمتّع بالتّغذية السّليمة.
وبينما يموت الأطفال بسبب الجوع والمرض ويقضي سكّان البلدان النّامية أوقاتهم متضوّرين جوعًا وألمًا باحثين عن لقمة تسند قلوبًا هزيلة ويائسة، تقلّ المساعدات المخصّصة للدّول الفقيرة عامًا بعد عام، لتبقى أمام الأمم المتّحدة رايةٌ ترفعها يوم السّابع عشر من ت1/أكتوبر من كلّ عامّ للقضاء على الفقر.
هي صرخة تعلو فوق آهات المجاعة والألم، صرخة "كفى" ذلًّا، "كفى" ظلمًا، "كفى" تمييزًا، "كفى" تبذيرًا وهدرًا، لأنّ من يذوق الفقر يلتمس معه المرارة والحِدّة والشّوك.
الفقر يلبس صاحبه العوز والحاجة والعجز، الفقر سيف يقطع حبل الأحلام ويهدّم القصور المبنيّة في مخيّلات الأمل، الفقر ممحاة تقضي على الطّموح المنحوت بالفرح والرّجاء.
في اليوم الدّوليّ للقضاء على الفقر، لنتذكّر، نحن المؤمنين، كلام ربّنا يسوع المسيح:"تَصَدَّق مِن مالَك، ولا تُحَوِّل وجهك عن فقير؛ وحينئذٍ فوجه الرّبّ لا يُحَوَّل عنك" (سفر طوبيا 4: 7)، وبهذا نعطي من مالنا القليل لفقير قد يغرف من المحبّة الكثير.