دينيّة
08 أيار 2017, 07:01

قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ

دُعي التّلاميذ للغداء مع الرّبّ وهو الّذي أعدّ الوليمة وهم قدّموا السّمك الّذي اصطادوه وهم عالمين أنّها دعوة مميّزة من الرّبّ ولكن لم يجرؤوا أن يسألوا؟ لماذا عدم الجرأة ولماذا هم على يقين أنّه الرّبّ؟

 

لماذا قد لا يجرؤ الإنسان على طرح الأسئلة على الرّبّ؟ أليس الله هو النّبع والمرجع؟ أليس هو الّذي عرّفنا عليه يسوع بأنّه أب؟ أيبقى بنظرنا الشّخص البعيد الّذي نخاف منه؟ لماذا؟ تلاميذ عاشوا مع يسوع وأكلوا معه ورافقوه ورافقهم في مسيرة الخلاص وبقي أميناً لهم حتّى بعد الموت فقام وعاد ليُظهر لهم حقيقة الخلاص فيدركوا أنّهم قائمون معه في حياةٍ جديدة فكيف لهم ألّا يجرؤوا على السّؤال؟ أهو الشّكّ أم اليقين؟ أهو الخوف أم الثّقة؟ وكأنّنا بهذا التّناقض نلخّص حالة البشريّة الّتي بمسيرتها هنا ومعه هو الإله المخلّص تجاهد لتصل إلى الميناء الثّابت الّذي يجعلها على يقين أنّه "هو هو" الإله الّذي أعدّ كلّ وليمة وأنّها مدعوّة للمشاركة في قلب التّناقض وفي عمق الخوف وفي قمّة اليقين في الوليمة الإلهيّة فيبقى هو الحاضر معنا ليثبّتنا وينتشلنا من الفقر في الصّيد فيكون لنا الصّيد الوفير لنتقاسمه مع بعض في قلب الحياة الجديدة الّتي يعدّها لنا كلّ يوم.