قصة مبشّـر: زرع حضور يسـوع المسيح بين الفقراء الذي يتوقون إليه
ويقول: "أنا بصحة جيدة، وأشعر بالسعادة الكبيرة لالتزامي خدمة هذا الشعب. ها أنا أتعلم اللغة الأورومية، وبات بإمكاني تركيب بعض الجمل. فالسكان هنا، عندما يسمعونني أتكلم بالأورومية يضحكون، لأنها تخرج من فمي بغرابة. غير أني أعتقد أيضا أني أتكلمها باعوجاج، فأثير الضحك لديهم. أصعب أنواع العمل هنا يبقى الانخراط في ثقافة غريبة عن ثقافتي، وبالتالي فهم عقلية الشعوب الأخرى، والبقاء دائما بقربهم، فأضع جانبا أسلوبي، وأحكامي التي ترافق الإنسان بالفطرة. عندما أحتفل بالذبيحة الإلهية مع جماعتي المسيحية الصغيرة، وبينما أنظر إليهم، أفكر ما هي الخدمة الأفضل التي يمكنني أن أقدمها لهم. وسرعان ما أفرح بأن العمل الأسمى هو حضور كاهن بينهم، والذي من خلاله أحمل يسـوع للأسر الفقيرة التي تكافح لتحسّن ظروف حياتها. فلديهم الرغبة بالحياة، رغم كل الصعوبات. لو أمكنكم فقط رؤية الفرح الكبير على وجوههم عندما أذهب لزيارتهم في بيوتهم، وأكلمهم بلغتهم المحلية. أنا أشعر بأني محظوظ بعدة مجالات، فإني أقف بجانبهم، على أمل أن أوجّههم على الطريق الصحيح صوب المسيح والإيمان به كما حصل معي.
فهذا ما يجب أن أفعله: أجعل حضور يسـوع فاعلا في حياتي اليومية، وأحمله للآخرين، وأقرأ الانجيل معهم، فنسير سويا ليفهموا أين يجدوا القوة للتقدم الروحي، فيختبرون كيف أن كلمات وأعمال المسيح يمكنها أن تعطي القوة، والرجاء في وسط الصعوبات التي نعيشها كل يوم. هل يمكنني القيام بهذا؟ هل سأنجح؟ ففي تنقلي من رعية إلى أخرى غالبا ما أفكر بالطريقة التي يعيشها كل الأشخاص الذي ألتقيهم في الطريق، بخاصة النساء اللواتي يحملن أحمالا ثقيلة على أكتافهن، هذا بالإضافة إلى الأطفال الذين يرعون الغنم والبقر. ترى كيف هي منازلهم! كيف يأكلون! هل يذهب أولادهم إلى المدارس! هل لهؤلاء الأطفال أهل! هل يعيلهم أحد! هل هم مسيحيون؟ هل يعرفون يسـوع المسيح؟"
ويختم الأب جوزيب بالقول: "أتساءل بكل هذا في ذهني وأنا في الطريق، فأصلي لهم جميعا. في رعيتي أسأل هذه الأسئلة أيضا، ولكن الفرق أني أعرفهم أكثر. أملي أن أساعد بعضهم بالحصول على مستقبل أقل غموضا. فأنا أعيش في منطقة غالبيتها مسلمة، حيث المسيحية هي الأقلية، وحيث لا يوجد خدمة كهنوتية ورعوية كما هي الحال في إيطاليا، ولكن هناك الكثير لنفعله: الحضور، التعليم، تقاسم هموم الحياة، والمساعدة للحصول على بعض الإمكانيات لتحسين ظروف الحياة، لعلي أعيش على مثال السيد المسيح... سلام لكم".