دينيّة
08 آذار 2017, 06:30

قدّيسو اليوم: 8 آذار 2017

تذكار القديسة فرنسيسكا الرومانية (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت هذه القديسة في روما من اسرة شريفة. هامت، منذ حداثتها، بحب الفضيلة. رغبت في الدخول الى احد الاديرة لتكّرس بتوليتها للرب. لكنَّ والديها ارغماها على الزواج من شاب روماني شريف اسمه لوران بونسياني، كانت له خير رفيقة في الحياة ولم تكن مهامها البيتية لتمنعها من التفرغ للصلاة والتأمل. وكان زوجها يوفر لها المال لتوزعه على الفقراء والمحتاجين، ويسهل لها الطرق لممارسة افعال التقوى.

 

وقد رزقت منه اولاداً ربتهم بخوف الله. وكانت تعامل خدامها معاملة رفيقات واخوات لها بالمسيح. تمارس اقسى التقشفات، حتى لبس المسح. وقد منحها الله نعمة خاصة بان ترى ملاكها الحارس ينبهها على كل زلة ويعزيها في المحن والمصائب وكانت تنتصر على تجارب الشياطين بالصلاة وقوة الصليب المقدس.

وفي السنة 1425 انشأت، برضى زوجها، جمعية الارامل والبتولات اثبت قانونها البابا اوجانوس الرابع سنة 1433. وقد انعم الله عليها بصنع المعجزات الكثيرة.

وبعد ان توفي زوجها، انضوت الى الدير الذي كانت قد انشأته، فأقامها راهباتها رئيسة عليهن، بالرغم من ممانعتها، فكانت تساوي نفسها بهنّ وتؤثر ان تخدمهن بكل غيرة ونشاط. واستمرت في الرئاسة اربع سنوات كانت فيها خير مثال للقداسة والكمال. ثم رقدت بالرب سنة 1440 ولها من العمر ست وخمسون سنة. وقد اجرى الله حول ضريحها آيات عديدة.

 وفي سنة 1608 احصاها البابا بيوس الخامس في مصاف القديسات وهي شفيعة النساء المتزوجات والارامل. صلاتها معنا. آمين.

 

القديس ثيوفيلاكتُس أسقف نيقوميدية المعترف (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

ولد ثيوفيلاكتُس قرابة العام 765م لعائلة متواضعة من العامة. ترك موطنه شابا وذهب للمدينة المتملكة، والذي كان يومذاك مستشارا أمبراطوريا. فلما تبوأ طراسيوس (25 شباط) سدّة البطريركية عام 784، اقتبل ثيوفيلاكتُس الرهبنة في دير أنشأه طراسيوس عند جسر أوكسينوس. أحد رفقائه كان القديس ميخائيل الذي تسقّف، فيما بعد ، على سينادا. تبارى الرفيقان في ساحة الأتعاب النسكية فأجادا. كانا دائمي التأمل في الكلمة الإلهية عاملين على ردّ كل متعة عن نفسيهما وكل إشباع للجسديات. ويُنقل عنهما انهما في نهار صيفي شديد الحرارة انتابتهما رغبة شديدة في شرب الماء، فلكي لا يفسحا لنفسيهما في المجال لتلك الرغبة ان تملك عليهما سكبا الماء على الأرض ولم يسمحا لنفسيهما ان يتناولا منه نقطة واحدة. وقد نجحا، بعون الله، في تخفيف ثقل الجسد لدرجة ان نعمة الله سكنت فيهما بوفرة وامتدت إلى جسديهما جاعلة منهما صورة حيّة للفضيلة. وإذ لم يشأ القديس طراسيوس لهذن القمرين ان يبقيا مغمورين رفعهما إلى سدة الأسقفية، فاختير القديس ميخائيل متروبوليتا لسينادا في فيرجية، والقديس ثيوفيلاكتُس متروبوليتا للمدينة المشهورة نيقوميذية في بيثينيا. لم يكتف ثيوفيلاكتُس كراع ان يبثّ التعليم القويم ويسلك في الوصايا الإنجيلية بين شعبه وحسب بل انخرط في سلسلة من أعمال الإحسان وخدمة الموائد. فلقد أسس في نيقوميذية، نظير القديس باسيليوس الكبير من قبله في قيصرية الكبادوك، مدينة محبّيه، فكان من بين ما عمله بناء بيوت من طبقتين ضمّنها كل ما هو ضروري لاستقبال المرضى والعناية بهم، كما نظم مستشفى ضمّ إليه الأطبائ والممرضين. اهتمّ هذا المجمع بالمرضى من ناحية صحتهم الجسدية والروحية في آن. كما أقام بقربه كنيسة على اسم القدّيسَين قزما ودميانوس الصانعي العجائب العادمي الفضة. كان ثيوفيلاكتُس أبا للأيتام ومحاميا عن الأرامل. انعطف برأفة على حاجات خراف الله الناطقة الموكلة إليه. وعلى مثال القديس طراسيوس، أنشأ ثيوفيلاكتُس سجلات بأسماء المحتاجين في المدينة بقصد توزيع حسنات شهرية عليهم. كل أسبوع، بعد نهاية السهرانة، كان يقدم للمرضى في مستشفياته حماما ساخنا ويتّزر بمنشفة نظير معلمه يسوع فيعبر بينهم ويمسح جراحاتهم. ساس ثيوفيلاكتُس الكنيسة في سلام إلى ان جاء يوم أثار فيه الأمبراطور لاون الخامس الأرمني (813 – 820) الرب من جديد على الأيقونات المقدسة ومكرميها. في أرجاء الأمبراطورية استُعيد جو تحطيم الإيقونات ومطاردة الرهبان وإذلالهم، مما حدا بالبطريرك نيقيفوروس خلال العام 815م إلى جمع العديد من المطارنة ورؤساء الأديرة في القسطنطينية، من بينهم القديسين أفثيميوس سرديس (26 كانون الأول) و أمليانوس سيزيك (8 آب) و يوسف التسالونيكي (14 تموز) وأفدوكسيوس العموري وميخائيل السينادي وثيوفيلاكتُس النيقوميذي. هؤلاء قابلوا الأمبراطور غير خائفين من غضبه عليهم، وكرجل واحد وبصوت واحد عبّروا عن إيمانهم الواحد مبيّنين له الأسس المتينة التي يقوم عليها إكرام الإيقونات المقدسة. هذه الجهود المباركة والجسارة الإلهية اصطدمت بالإرادة السيئة للأمبراطور ولاهوتيي القصر.وبعدما أصغى لاون إلى حجج القديس نيقيفوروس وجماعته غضب عليهم غضبا شديدا وأمر بعزل البطريرك ونفي الجميع. وقد جرى نقل القديس ثيوفيلاكتُس إلى قلعة ستروبيلوس حيث بقي ثلاثين عاما وعانى أسوأ معاملة، لكنه استمر سائسا لرعيّته عن بعد. وسعيا لخلاص شعبه وحفظه من الذئاب الكاسرة وتأكيدا للأرثوذكسية، كانت لثيوفيلاكتُس مراسلات مع العديدين على نطاق واسع. بعض هؤلاء راسلهم حاضا إياهم على نبذ الامتيازات والكرامات التي يسرها لهم محاربو الإيقونات وعلى العودة إلى الإيمان القويم وحمل الصليب. والبعض الآخر شدّدهم ليثبتوا أمناء للإيمان الأرثوذكسي إلى النهاية. القديس ثيودوروس الستوديتي دعاه في إحدى رسائله: "عمرد الحق، قاعدة الأرثوذكسية، حافظ التقوى وسند الكنيسة". ولم ينس ثيوفيلاكتُس حاجات الفقراء والمضنوكين. كل الذين كانوا على صلة به لمسوا نعمة الله الفاعلة فيه فكانوا يتعزّون ويتقوّون.

وإلى ى آلام النفي والغربة، شاء الرب الإله، تكميلا لعبده، ان يفتقده بمرض دام طويلا فكابده دون تذمر شاكرا الله على كل شيء. وبقي كذلك إلى ان أسلم الروح قرابة العام 840م. بعد سنوات قليلة من وفاقه وانتصار الأرثوذكسية نقل البطريرك مثوديوس القسطنطيني رفات ثيوفيلاكتُس إلى نيقوميذية وأودعها كنيسة القديسَين قزما ودميانوس.

 

تذكار أبينا البار ثاوفيلكتس المعترف، أسقف نيكوميذية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لمّا كان هذا القديس في سن الشباب، كان كاتباً في ديوان الوزير طراسيوس في مدينة القسطنطينيّة. فلمّا صار طراسيوس بطريركاً على تلك العاصمة، ذكر ما كان لكاتبه من تقوى صحيحة وفضائل سامية، فأقامه أسقفاً على مدينة نيكوميذية العظيمة. وبقي هذا الأسقف طول حياته تلميذاً لذاك البطريرك. وكما جاهد القديس طراسيوس ضد الملك الفاسق قسطنطين الرابع، كذلك حافظ ثاوفيلكتس على وديعة الإيمان ضد الملك لاون الأرمني، الذي أثار من جديد حرب الأيقونات وأخذ يضطهد الكنيسة الكاثوليكيّة إضطهاداً مريعاً.

فجمع البطريرك القديس نيكفورس رهطاً من كبار أساقفته، وكان ثاوفيلكتس منهم، وذهب وإياهم إلى البلاط. فلم يدّع هؤلاء الآباء الأجلاّء وسيلةً ليحملوا بها الملك لاون على الرجوع من عناده. وبيّنوا له أن قضيّة نظر فيها المجمع المسكوني السابع، المنعقد في نيقية سنة 787، وشرحها وحكم أن إكرام الأيقونات هو فرض واجب، وأن الكنيسة ما زالت تكرمّها منذ عهد الرسل، قد أضحت قضيّةً مسلماً بها، وأن ليس لهم أو لغيرهم أن يعيدوا النظر فيها. فلم يرعو ذلك الملك، بل نفى البطريرك إلى ديره القديم فمات فيه، وأبعد ثاوفيلكتس عن كرسيه، فمات ايضاً في المنفى.

كان هذا الأسقف القديس تلميذاً لطراسيوس المعترف، فأضحى زميلاً له في إحتمال الإضطهاد والآلام، وصار من طغمة القديسين المعترفين الذين تألّموا من أجل الإيمان وذادوا عنه وماتوا في سبيله. فهم أعمدة الكنيسة التي سقاها المسيح بدمه ودمائهم، وهي لا تزال إلى يومنا هذا ترتوي من تلك الدماء.

 

استشهاد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا وتلميذ يوحنا البشير (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 167 م. استشهد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا الشهيرة بازمير. بدأ حياته في أواخر الجيل الأول المسيحي وتتلمذ للقديس يوحنا الإنجيلي. وهو الذي يعنيه الرب بقوله "اكتب إلى ملاك كنيسة سميرنا. هذا يقوله الأول والأخر... أنا اعرف أعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غني، وتجديف القائلين أنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان. لا تخف البتة ممن أنت عتيد إن تتألم به. هوذا إبليس مزمع إن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام. كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة". وقد سافر القديس إلى رومية سنة 157 م. لإقناع انيكسيتوس أسقف رومية بشان عيد الفصح ثم عاد وباشر أعماله الرعوية وأقام علي كرسي الرعاية زمانًا كبيرًا حتى شاخ. ووضع مقالات كثيرة وميامر عديدة عن الميلاد المقدس والموت والجحيم والعذاب، وعن العذراء القديسة مريم وعن تدبيرات المخلص وغير ذلك وجذب إلى الرب نفوسًا كثيرة بتعاليمه المحيية.

و لما أثار مرقس أوريليوس الاضطهاد علي المسيحيين ضيقوا الخناق علي القديس قائلين احلف فنطلق سراحك. اشتم المسيح. فأجاب بوليكاربوس قائلًا ستة وثمانين سنة خدمته ولم يفعل لي ضررا فكيف أجدف علي ملكي الذي خلصني؟ ثم قال له الوالي إن كنت تستخف بالوحوش فسأجعل النيران تلتهمك، إلا إذا تبت. فقال القديس بوليكاربوس انك تهددني بالنار التي تشتعل ساعة وبعد قليل تنطفئ لأنك لا تعرف نار الدينونة العتيدة والقصاص الأبدي المحفوظ للأشرار ولكن لماذا تتباطأ افعل ما بدا لك. وبعد اضطهادات مريرة وتهديدات عديدة أراد هذا القديس إن يسفك دمه علي اسم المسيح فأوصي شعبه وعلمهم إن يثبتوا في الإيمان وعرفهم أنهم سوف لا يرون وجهه بعد ذلك اليوم. فبكوا وتعلقوا به محاولين منعه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. أما هو فذهب واعترف بالرب يسوع وبعد عذابات كثيرة نالها أمر الوالي بقطع رأسه فنال إكليل الحياة. واخذ بعض المؤمنين جسده وكفنوه بإكرام.

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.