دينيّة
19 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 19 أيار 2017

تذكار الشهيدين فيلاتاروس وكيرياكي (بحسب الكنيسة المارونية)ان فيلاتاروس كان من نيكوميديه رجلاً مسيحياً. أمره الملك ديوكلتيانوس ليكفر بالمسيح، ويضحّي للاوثان. فلم يذعن له، فأمر بان يوضع في أتون ويسد الباب عليه فصانه الله من كل أذى. عندئذ أطلق سبيله.وفي سنة 304 تنازل ديوكلتيانوس عن الملك لمكسيميانوس، فأمر هذا بالقبض على القديس وحكم عليه بالجلد. ثم نفاه الى جزيرة وفيها قاسى من الاهانة والعذاب ما أودى بحياته وأناله غار النصر في المجد الابدي.

 

أما الشهيدة كرياكي فقبض عليها مكسيميانوس مع خمس عذارى وكّلفها الكفر بايمانها، فشتمته. فأمر بأن يضربوها على وجهها ثم جلدوها جلداً عنيفاً حتى سالت دماؤها. وطرحوها مع العذارى الخمس في النار، فنلن جميعهن اكليل الشهادة. صلاة الجميع معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار البارّ أمّون الناسك

ولد هذا البار في مصر سنة 294 من أسرة شريفة وغنية. ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره أكرهه ذووه على الزواج بابنة جميلة تقية ذات حسب ونسب، فاتفق كلاهما على حفظ الطهارة. وعاشا معاً سبع عشرة سنة ممارسين الصلاة والنسك والعمل اليدوي. ثم أرادا أن يفترقا لكي يتفرغا بنوع أكمل للعبادة. فبقيت عروسه في بيتها تضم اليها بعض العذارى وعشن معاً بالنسك، عيشة ملائكية.

أما القديس أمّون فمضى الى برية نطرون في مصر، حيث تنسك اثنتين وعشرين سنة. وهناك تتلمذ له عدد غفير من الرهبان قيل انهم بلغوا 3000 راهب. توفي سنة 348 بسلام الرب. صلاته معنا. آمين.

 

تذكار الشهيد باتريكيوس أسقُف برصة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

 

تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة بتريكيوس أسقف بروصة ورفقته (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ القدّيس الشهيد بتريكيوس كان أسقفاً على مدينة بروصّة في بيثينيا، وكان رجلاً حكيماً ضليعاً من الكتب المقدّسة. إلاّ أن التاريخ لم يذكر لنا سنة إستشهاده بل حفظ لنا أعمال كما يأتي.

ذهب يوليوس قنصل آسيا الى مدينة بروصّة للإستحمام في مياهها المعدنية الحارة، فعلم بوجود القدّيس بتريكيوس أسقفاً عليها، وبما له من الإسم الكبير بين المسيحيين والوثنيين معاً. فأمر به، فقُبض عليه وأتي به. فسأله عن إسمه وعن نسبه وعن معتقده. فلمّا علم أنّه مسيحي، وأنّه رئيس كهنةٍ، قال له : يا لغباوتكم أنتم عبدة المسيح! كيف تكفرون بآلهتنا وتذهبون وراء رجلٍ مصلوب لتعبدوه؟ الا فاسجد للإله اسكولاب الذي أفاض علينا هذه المياه المعدنية الحارة التي هي ينبوع أشفية وبركات.

فأخذ الأسقف القدّيس يشرح له أن أسكولاب هو لا شيء، وأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض، وفجّر المياه من الصخر، وجعل حدّاً للبحر، وأنّه هو الذي يحيي ويميت، وأن يسوع المسيح هو إبنه ومساوٍ له في الأزليّة والألوهيّة والروحانيّة، وأنّه إله واحد معه، وإنّه إنّما أخذ طبيعتنا ولبس جسدنا ليفتدينا من عبوديّة الشيطان وينقذنا من عبادة الأصنام.

فلمّا سمع القنصل منه ذلك غضب وقال له: الآن نرميك في هذه المياه الحارة، ونرى هل المسيح الذي خلقها وأنت تعبده ينقذك منها.

فأجاب الأسقف بطمأنينة وقال: نعم أنّه هو خالقها وضابطها، وله إذا شاء أن ينقذني منها. ولكن لا أطمع منه في ذلك، وإذا أماتني في غليانها فليس ذلك دليل على عدم قدرته وضعف سلطانه، لأنّه السيّد يفعل ما يشاء.

فأمر القنصل به، فعرّاه الجند من ثيابه وزجّوه في تلك المياه الحارة المحرقة. فصلّى وقال: يا سيّدي يسوع المسيح، تنازل وتحنّن على عبدك. فلم تمسّه تلك المياه بأذى. ورأى القنصل يوليوس تلك المعجزة فنسبها الى أعمال السحر، وحكم على الأسقف القدّيس بقطع الرأس. فقطعت هامته المباركة وهو يصلّي ويقول: يا إلهي، يا خالق الأشياء بأسرها وسيّدها المطلق الذي له السلطان على كل المخلوقات المنظورة وغير المنظورة، الذي يستجيب تضرّعات أولئك الذين يستغيثون به الحقّ، أعنّي أنا عبدك، لأنّي أريد أن أموت معترفاً بإيمانك وطارت نفسه الى الأعالي، لتنعم مع رئيس الأحبار والشهداء الى الأبد.

وربّ قائلٍ يقول: كيف رأى القنصل المعجزة بعينيه وبقي مصرّاً على عناده ولم يعفُ عن القدّيس، بل أسلمه الى الموت؟ فالجواب لا يعسر على المسيحي اللبيب: أولاً لأنّ الإيمان هو موهبة مجّانية من الله. ثانياً لأنّ القلوب الماديّة المتحجّرة يصعب عليها أن تترك أهواءها وتتبع المسيح. فكم صنع موسى من المعجزات أمام فرعون، فلم يؤمن ولم يذعن لأوامر الله. وكم يرى الكفرة كل يوم من العجائب الباهرة ويلبثون في ضلالهم وآثامهم. أليس أن تاريخ الكنيسة المقدّسة، وحياتها وشهداءها وقدّيسيها ورهبانها وراهباتها وأعمالها الجبّارة الخيريّة والإجتماعيّة هي أعجوبة العجائب؟ ومع ذلك نراها مضطهدة متألّمة، وذلك لأنّ المسيح وعدها بالصليب وحمله أمامها وقبلها، ولأنّ النزاع لا بد أن يبقى قائماً بين الفضيلة والرذيلة، لتلمع الفضيلة وتنتصر بآلامها وصبرها.

 

نياحة القديس الأنبا بفنوتيوس الاسقف (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس بفنوتيوس الأسقف، وقد ترهب في برية القديس مقاريوس وأجهد نفسه في النسك والعبادة كما قضي أيامه وهو لا يأكل إلا البقول الناشفة وتعلم في البرية القراءة والكتابة وقوانين الكنيسة. ورسموه قسا فمكث في البرية خمسا وثلاثين سنة , وذاعت فضائله فاستدعاه البابا فيلوثاؤس الثالث والستون من باباوات الإسكندرية ورسمه أسقفا وكان لا يغير ملابسه إلا يوم الاحتفال برفع القرابين وفيما عدا ذلك كان يلبس من شعر ومن شدة النسك نحل جسده جدا ومرض فسأل الله في صلاته قائلا: "يا ربي يسوع المسيح لأجل الأسقفية لا تنزع عني نعمتك " فظهر له ملاك الرب وقال له " اعلم أنك كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك ولا تجد ما تتداوى به. فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض. أما الآن فأنت في العالم وعندك من يهتم بك وما تحتاجه من دواء عند مرضك "

ومكث هذا الأب في الأسقفية اثنتين وثلاثين سنة ولما دنت وفاته استدعي الكهنة والشمامسة وبعدما سلم لهم أواني الكنيسة قال لهم: "اعلموا أنني ذاهب إلى السيد المسيح وقد سرت بينكم كما تعلمون. والسيد المسيح الذي أنا مزمع أن أقف أمامه يشهد علي أنني ما أخفيت درهما واحدا من كل ما كان يصل إلى من الأسقفية " ثم باركهم وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد ثاؤكليا زوجة تيطس 

في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة ثاؤكليا زوجة القديس يسطس (ذكرت سيرته تحت اليوم العاشر من شهر أمشير). وذلك أنه بعد ما أرسلهما دقلديانوس إلى الإسكندرية وفرقهما واليها أرسل يسطس إلى أنصنا وهناك نال إكليل الشهادة ثم أرسل هذه القديسة إلى صالحجر. فلما رآها الوالي تعجب كيف يترك هؤلاء المملكة مفضلين عليها الموت. ثم لاطفها فلم تقبل كلامه وقالت له " لقد تركت المملكة ورضيت بمفارقة زوجي منذ صباي وتعزيت عن ولدي من أجل السيد المسيح فما عساك تعطيني؟ " فأمر بضربها إلى أن تقطع جسمها ثم أودعها السجن فظهر لها ملاك الرب وعزاها وقواها. فلما رأي المسجونون أنها شفيت من جراحاتها آمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. وعند ذلك أمر الوالي بقطع رأسها. فنالت إكليل الشهادة وأتي بعض المؤمنين ودفعوا للجند فضة وأخذوا الجسد وكفنوه ووضعوه في تابوت إلى انقضاء زمن الاضطهاد. صلاتها تكون معنا. آمين.