دينيّة
09 كانون الأول 2016, 06:30

قديسو اليوم: 9 كانون الأول 2016

تذكار القديس فرنسيس باولا (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا القديس في مدينة باولا في ايطاليا سنة 1416 من والدين فقيرين تقيَّين. فنذراه لخدمة رهبان مار فرنسيس مدة سنة. ولما شبَّ وفى نذر والديه في خدمة اولئك الرهبان الذين أعجبوا بفضائله فأحبوه كثيراً. ثم انفرد في مغارة مدة ست سنوات ممارساً التقشفات والصلوات الحارَّة. كان يأكل الخبز والحبوب فقط مرة واحدة كل يوم ولم يذق اللحم ابداً. فاشتهر تقداسته وتتلمذ له كثيرون فبنى كنيسة قرب باولا وطنه وشيَّد ديراً سكنه هو وتلاميذه ولم يكن له من العمر سوى تسع عشرة سنة. وكان الناس يحترمونه ويحبونه لقداسة سيرته. وقد شرَّفه الله بصنع العجائب الكثيرة. ووضع قوانين لرهبانه واثبتها البابا سكتس الرابع سنة1474.ومرض الملك لويس الحادي عشر فطلب من البابا ان يرسل اليه القديس فرنسيس، فجاءه وتنبأ له أنَّ حياته انتهت، فاستعدَّ لملاقاة ربه ومات بين يدي القديس. ولفرط حبه فضيلة التواضع، لقِّب رهبانه " بالاخوة الاصغرين".

 

رقد بالرب في تور في فرنسا سنة 1507 ولهمن العمر احدى وتسعون سنة.

وقد احصاه البابا لاون العاشر في مصاف القديسين سنة 1519. صلاته معنا. آمين.

 

حبل القديسة حنّة بمريم، والدة الإله (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
لا ذكر لجدّي الإله، يواكيم وحنّة، في كتب العهد الجديد. ولكن شاع ذكرهما في الكنيسة، في أورشليم، أقلّه منذ القرن الرابع الميلادي. وعن أورشليم أخذت الكنيسة الجامعة ما يختص بهما.

‏الصورة المتداولة في التراث الكنسي عن يواكيم وحنّة أنهما كانا زوجين تقيّين مباركين سالكين بمخافة الله. ولكن لم يكن لهما ولد لأن حنّة كانت عاقراً. هذا النقص في حياة يواكيم وحنّة كان لهما سبب حزن وضيق ليس فقط لأنه من المفترض أن يتكمّل الزواج بالإنجاب بل، كذلك، لأن العقم، في تلك الأيام، كان الناس يعتبرونه عار، وفي نظر الكثيرين من اليهود لعنة أو تخلياً من الله. لهذا كان هذان الزوجان الفاضلان لا يكفّان عن الصلاة بحرارة إلى الرب الإله ليفتح رحم حنّة ويمنّ عليهما بثمرة البطن. ولكن لم يشأ الرب الإله أن يلبي رغبة قلبيهما حتى جاوزت حنّة سن الإنجاب. لم يكن هذا إعراضاً من الله عنهما بل تدبيراً لأن قصده، كما ظهر فيما بعد، كان أن يعطيهم،ويعطي البشرية من خلالهم، أعظم عطيّة. ولكي لا يشكّ أحد في أن ما حدث هو من الله ترك حنّة تتجاوز سن الإنجاب.

‏استمر يواكيم وحنّة في الصلاة إلى العليّ بحرارة حتى بعد فوات الأوان على حنّة. وكان هذا تعبيراً عن ثقتهما الكاملة بالله أنه قادر على كل شيء. وفي العهد القديم أكثر من مثل عن نساء مباركات أنعم الرب عليهن بثمرة البطن بعد أن كنّ عاقرات، كحنّة أم صموئيل النبي، وبعضهن تجاوز سن الإنجاب كسارة. أما الرب الإله فارتضى مثل هذا التدبير لأنه شاء أن يكون المولود الآتي لا ثمر الطبيعة البشرية وحسب، بل ثمر النعمة بالأولى.

‏فلما حان زمان افتقاد يواكيم وحنّة، أرسل الرب الإله ملاكه إلى حنّة وبشّرها بأن صلاتها وصلاة زوجها قد استجيبت وأن العليّ سوف ينعم عليهما بمولود يكون بركة عظيمة لكل المسكونة. وآمن يواكيم وحنّة بكلام الملاك. وحبلت حنّة وأنجبت، في زمن الولادة، مولوداً أنثى، مريم المباركة، والدة الإله.

‏الحبل بمريم:

‏ولئن كانت ولادة مريم بتدخّل من الله فإن الحبل بها كان بحسب ناموس الطبيعة، أي إن الحبل بها جاء على أثر لقاء يواكيم وحنّة بالجسد، مثلهما مثل أي زوجين عاديين، وأن ما ورثته عن أبيها وأمه، لجهة الطبيعة البشرية، هو ما يرثه كل مولود عن أبويه، أي، بصورة خاصة، العبودية للموت والنزعة إلى الخطيئة أي إلى صنع ما يخالف الله. هذا الميل إلى الخطيئة هو بالذات ما عبّر عنه المرنّم في المزمور الخمسين حين قال إنه "بالخطيئة ولدتني أمي". هذه الحالة التي هي نصيبنا جميعاً لا ذنب لأحد منا فيه، بل هي الحالة التي ورثناها عن أدم وحوّاء بعدما خطئا إلى الرب الإله وسقطا من الحالة التي كانا يتمتعان بها في الفردوس. وهذا ما عبّر عنه الرسول بولس حين قال: إنه "بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة دخل الموت" (رومية12:5). مريم، والدة الإله، إذ، هي واحدة منا ولا تختلف عنا في ما ورثناه عن أدم وحوّاء، لذلك عندما سرّ الربّ الإله وارتضى أن يسكن فيها ويولد منه، سرّ وارتضى أن يسكن، من خلال مريم، فينا جميعاً لأن مريم واحدة منا في الطبيعة البشرية وفي الحالة التي صارت إليها الطبيعة البشرية. مريم، بهذا المعنى، هي باكورة الخليقة الجديدة، حوّاء الجديدة، أمّنا جميع، كما كانت حوّاء الأولى باكورة الخليقة العتيقة. ومريم أيضاً رمز الخليقة الجديدة.

‏نقول هذا لأننا نريد أن ننبّه إلى أن الرب يسوع المسيح وحده، دون سائر البشر- بمن فيهم مريم- كان حرّاً من الموت ومن دون أي ميل إلى الخطيئة. كما نلفت إلى أن مريم، والدة الإله، كانت طاهرة لا بسبب خلوّ الطبيعة البشرية التي اتخذتها من أي نزعة إلى الخطيئة، بل لأنه، شخصي، كانت بارّة، لا بل أبرّ أهل الأرض، زهرة البشرية بكل معنى الكلمة، وكذلك لأن الروح القدس حلّ عليها وقوة العليّ ظلّلتها (لوقا35:1).

‏هذا هو موقف كنيستنا الأرثوذكسية. وليس هذا هو موقف الكنيسة الكاثوليكية التي تدعي أن مريم، من لحظة الحبل به، كانت حرّة من الموت ومن أي نزعة إلى الخطيئة، تماماً كالرب يسوع المسيح نفسه له المجد. أي أن مريم، بلغة الكنيسة الكاثوليكية، كانت حرّة من "الخطيئة الجدّية". هذا هو مضمون عقيدة الحبل بلا دنس عند الكاثوليك، التي أعلنت كعقيدة ملزمة، لأول مرة، بعدما كانت رأياً في الكنيسة، في8 كانون الأوّل سنة 1854م.

‏حبل حنّة في الخدمة الليتورجية:

لو نظرنا في المعاني التي تتضمنها خدمة هذا العيد، اليوم، لبانت لنا ملامح الصورة التي ترسمها الكنيسة له. دونك بعض هذه المعاني:

1‏- حنّة امرأة عاقر لكنها عفيفة، متألهة العزم، حفظت، هي وزوجه، بدقة، شريعة الله وتممت سننها وعبدت الله بغير عيب. لهذا السبب استجاب الله صلاتها وأزال عار عقرها وشفى بالأوجاع قلباً موجع، فحملت حنّة التي ستلد بالحقيقة معطي الشريعة. لذلك نحن المؤمنين نغبطها.

2- ليس يواكيم وحنّة وحدهما المعنيّين. كل البشرية معنية بهذا الحدث العظيم. فيه تتجدّد وبه تبتهج لأن "عار العقر قد زال بجملته". النصوص تتحدث عن حنّة، أحيان، بلغة المفرد وأحياناً بلغة الجمع. حنّة رمز للبشرية العاقر التي سرّ الرب الإله أن يخصبها بالحياة. خدمة اليوم تدعو الجميع إلى الفرح بالعيد. يا آدم وحوّاء، ويا إبراهيم ويا جميع رؤساء الآباء ويا جميع القبائل ويا أقطار الأرض اطرحوا عنكم الحزن وابتهجوا لأن علّة الفرح والخلاص للعالم تنبت اليوم من بطن عادم الثمر.

3 ‏- اليوم تمّت أقوال الأنبياء. كل الرموز التي أشاروا بها إلى والدة الإله تحقّقت. لهذا السبب قالت إحدى أناشيد اليوم: "إن الجبل المقدّس يستقر في الأحضان. والسلم الإلهية تنتصب. والعرش العظيم للملك يُهيّأ. ومكان اجتياز الإله يُعدّ. والعليقة الغير المحترقة قد أخذت في الإفراع. وخزانة طيب التقديس "تفيض الآن أنهاراً..." (القطعة الثالثة على يا رب إليك صرخت في صلاة الغروب).

4 ‏- وكما أن البشرية بأسرها معنية بموضوع عقر حنّة وإثماره، كذلك كل واحد منا بصفة شخصية. الثمرة هي الفضيلة والعقم هو الخلو منها. حنّة مثال لنا. فكما تمّمت أحكام الشريعة وعبدت بلا عيب فمنّ عليها الرب الإله بوالدة الإله وأم الحياة، كذلك إذا حفظ كل منا الوصية بأمانة وعبد باستقامة فإن روح الله يسكن فيه وتكون له الحياة الأبدية. في أحد أناشيد قانون السحر، اليوم، تضرّع إلى والدة الإله أن تقصي عن ذهننا العقيم عدم الإثمار بكليته وأن تُظهر أنفسنا مثمرة بالفضائل (الأودية الثالثة. السيّدية).

هذا بعض مضامين العيد الذي نحتفل به اليوم. ولعل خير خاتمة ننهي بها حديثنا عنه القنداق الذي يعبّر عن شموليته وتدبير الله فيه باقتضاب: "اليوم تعيّد المسكونة لحبل حنّة الذي هو من الله لأنها ولدت التي ولدت الكلمة بما يفوق الوصف".

في مثل هذا اليوم أيضاً : القديسة حنة النبية أم صموئيل النبي

كان رجل من رامتايم صوفيم. أي من الرامة. من جبل أفرايم اسمه ألقانة، وكانت له امرأتان إحداهما حنة والأخرى فننة. فننة أنجبت أما حنة فكانت عاقراً. كان هذا لحنة سبب حزن عارم وكانت صرتها تغيظها. ولكن كان ألقانة يحب حنة ويكرمها ويخفف من حزنها قائلاً لها: أنا خير لك من عشرة بنين!".

واعتاد ألقانة أن يصعد من مدينته، سنة بعد سنة، ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه. شيلوه كانت، في ذلك الزمان، مقراً لتابوت العهد وخيمة الاجتماع. خيمة الاجتماع ألغيت في وقت لاحق حين تم بناء الهيكل في أورشليم. فيما استقر تابوت العهد فيه. وهي، كما يظن، على بعد حوالي، 17 ميلاً شمالي أورشليم.

كان ألقانة يأخذ زوجتيه وأولاد فننة معه إلى شيلوه. وكان يحرص على تقديم نصيبين لحنة من حصته من الذبيحة التي اعتاد أن يقدمها لله هناك.

حزن حنة كان من دون عزاء. كانت تبكي ولا تأكل.

وحدث أنها كانت مرة النفس. فقامت وصلت إلى الرب وذرفت أمامه دموعاً سخية ونذرت قائلة: "يا رب الجنود إن نظرت نظراً إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنس أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر فإني أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلورأسه موسى" (1صموئيل11:1). ولما أطالت في الصلاة متكلمة في قلبها، متمتمة وحسب، لاحظها عالي الكاهن، فظن أنها سكرى بخمر فانتهرها قائلاً لها أن تنزع خمرها عنها. فأجابته: "لا يا سيدي، لم أشرب خمراً ولا مسكراً، فأنا امرأة حزينة. لكني أسكب نفسي أمام الرب". فأجابها عالي محركاً بالروح: "اذهبي بسلام وإله إسرائيل يعطيك سؤالك!".

فانصرفت حنة قائلة: "لتجد جاريتك نعمة في عينيك!".

ورجع ألقانة إلى بيته في الرامة، وكان أن عرف زوجته حنة والرب ذكرها فحبلت وأنجبت، في زمن الولادة، صبياً سمته صموئيل الذي معنى اسمه "من الرب سألته".

وحان موعد الصعود إلى شبلوه من جديد فصعد الجميع إلا حنة لأنها قالت: "متى فطم الصبي آتي به لبتراءى أمام الرب ويقيم هناك إلى الأبد".

وأرضعت حنة ابنها حتى فطمته.

بعد ذلك صعدت إلى شيلوه ومعها ثلاثة ثيران مع دقيق وزق خمر. وكان الصبي معها صغيراً.

وتقدمت حنة من عالي الكاهن وقالت له: "حيّة هي نفسك يا سيدي! أنا المرأة التي وقفت لديك هنا تصلي إلى الرب. لأجل هذا الصبي صليت فأعطاني الرب سؤلي الذي سألته من لدنه. وأنا أيضاً قد أعرته للرب جميع أيام حياته هو عاربة  للرب...

وإذ قدّمت حنة ابنها تفوهت بصلاة اعتمدتها الكنيسة في التسبحة الثالثة من صلاة السحر التي تتلى عادة، في كنائسنا، في زمن الصوم الكبير. ومما جاء في هذه الصلاة ما يلي:

"قلبي تشدّد بالرب.... ففرحت بخلاصك... لا تتفاخروا... الله يهيء خططه... الرب يميت ويحيي.... يفقر ويغني... يرفع البائس عن الأرض.... يمنح المصلي ملتمسه.... لا يتفاخر الحكيم بحكمته. ولا ... القوي بقوته... ولا.... الغني بغناه. بل من افتخر فليفتخر بهذا: أن يفهم الرب وأن يعرفه وأن يصنع إنصافاً وعدلاً في وسط الأرض...".

وخدم الصبي صموئيل الرب أمام عالي الكاهن. وعملت له أمه جبة صغيرة اعتادت أن تصعدها له سنة بعد سنة لذبح الذبيحة السنوية.

وبارك الرب حنة وأعطاها بدل صموئيل ثلاثة بنين وبنتين.

(راجع، لتفاصيل أوفى، سفر صموئيل الأول، الإصحاحان 1 و2).

 

عيد حبل القديسة حنّة بوالدة الإله (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أنّ كنيستنا الشرقية منذ العصور العريقة في القدم تعيّد لحبل حنّة بوالدة الإله، لأنّها ترى فيه فجر النهار الذي فيه يبدأ خلاصنا، ولأنّها أيضاً تعتقد أن هذا الحبل، الذي حصل بحسب أصول ونواميس الطبيعة، كان حبلاً منزّهاً عن وصمة الخطيئة الأصليّة. ولكن منذ أعلنت الكنيسة المقدّسة، بفم رئيسها الأعلى البابا بيوس التاسع، 1854، أن هذا الإعتقاد أضحى رسمياً عقيدة ثابتة من عقائد الإيمان المقدّس، صارت كنيستنا تعيّد مع سائر كنائس الدنيا شرقاً وغرباً ليس لحبل حنّة فحسب، بل أيضاً وعلى الأخص للحبل بوالدة الإله البريء من الخطيئة الأصليّة. وأصبح هذا العيد من الأعياد الكبرى التي تكرّم الكنيسة فيها والدة الإله.

وأن بين الأسباب الكبرى التي حملت الكنيسة على إثبات وإعلان هذه العقيدة وضمّها إلى سائر قضايا الإيمان المقدّس، ما جاء في كتبنا الطقسية، وما كتبه آباؤنا القديسون، عن هذه البتول النقيّة، وما نعتوها به من النعوت الفائقة، وما خصّوها به من المدائح لا تليق إلاّ بمن كانت فوق كل خليقة، وكل قداسة، وكل جمال، وكل كمال. فالتي أضحت أم الكلمة المتأنّس، والتي فاقت بطهرها وقداستها جميع الملائكة والبشر، والتي قال الله عنها لآدم أنّها سوف تسحق رأس الحيّة الجهنّمية، والتي أضحت سلطانة السماوات والأرض، ولقد طالما دعتها الكنيسة والشعوب قاطبة: الفائقة القداسة، الكليّة النقاوة، شعاع الشمس العقليّة، تابوت الله، وغير ذلك من الأوصاف التي تدل الدلالة كلّها على دوام نقاوتها نفسها.

ففي صباح اليوم الثامن من شهر كانون الأول (ديسمبر) سنة 1854، أعلن البابا بيوس التاسع بسلطانه الأعلى المعصوم عن الغلط "أن مريم البتول قد تنزّهت عن الخطيئة الأصلية، وأن الله وقى نفسها من تلك الخطيئة الجديّة منذ الدقيقة الأولى التي فيها أبدعها وضمّها إلى جسدها. وذلك منّة خاصة منه، بفضل إستحقاقات إبنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص الجنس البشري".
فما كاد الحبر الأعظم، خليفة السيّد المسيح على الأرض وأبو المؤمنين أجمعين، يعلن للعالم تلك العقيدة السماويّة، حتى انطلقت المدافع إبتهاجاً، ودقّت أجراس رومة كلّها طرباً وتهليلاً، معلنة للعالم كلّه أجمع فرح الكنيسة بإعلان تلك العقيدة المريميّة الجميلة. وكان خمسون ألفاً من المؤمنين يزدحمون في كنيسة القديس بطرس في ذلك الصباح التاريخي العظيم ليحتفلوا بعيد البتول مريم ويشتركوا مع رئيس الكهنة الأعلى في تكريم العذراء النقيّة المجيدة.

وجاء اليوم الخامس والعشرون من شهر آذار(مارس)، يوم عيد البشارة المجيدة.

وبعد ذلك أخذت العجائب والنعم تنهال كالمطر المدرار على النفوس والأجساد، ولا يزال نهر النعم يتدفّق من هناك على الدنيا إلى يومنا هذا.

 

نياحة القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس أكاكيوس بطريرك مدينة القسطنطينية، وكان عالما خبيرا بالكتب الإلهية، مفسرا لغوامضها، فكرسوه قسا علي كنيسة القسطنطينية، ولما اجتمع مجمع خلقيدونية، لم يرض إن يحضر الاجتماع ولما طلبوه للاستنارة برأيه، امتنع محتجا بالمرض، وقد عز عليه ما جري للقديس ديسقورس حتى انه أعلن ذلك لأصحابه ومن يثق بهم من الوزراء والحكام الذين يعرف فيهم صحة الإيمان وحسن الوفاء، ثم كان يشكر الله انه لم يشترك في أعمال هذا المجمع، ولما مات أناطوليوس بطريرك القسطنطينية، اختير هذا الآب من المتقدمين والوزراء المؤمنين العارفين بإيمانه الصحيح لرتبة البطريركية، فسعي في إزالة ما حدث في الكنيسة من البغض والشقاق، ولكنه لما وجد إن المرض الروحي قد استحكم وعز شفاؤه، رأي انه من الصواب إن يهتم بخلاص نفسه، فأرسل رسالة إلى الآب القديس بطرس بابا الإسكندرية، يعترف له فيها بصحة الإيمان الذي ورثه عن الآباء القديسين كيرلس وديسقورس وقد اتبعها بعدة رسائل يطلب منه قبوله معه في الشركة، فجاوبه بابا الإسكندرية علي كل واحدة منها، ثم كتب له أيضًا رسالة جامعة أرسلها مع ثلاثة أساقفة، ذهبوا متنكرين إلى إن دخلوا القسطنطينية واجتمعوا بهذا الأب، فأكرمهم إكراما جزيلا، وقبل الرسالة منهم، وقراها علي خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها واعترفوا معه بالإيمان القويم، وبعد ذلك كتب أمامهم رسالة، قرر فيها قبول تعاليم الآباء ديسقورس وتيموثاؤس وبطرس، معترفا بصحة إيمانهم، ثم صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة، واشترك معهم في خدمة القداس وتناول القربان، واخذوا منه الرسالة وتبارك الفريقان من بعضهما، ورجع الأساقفة بالرسالة إلى البابا بطرس، واعلموه بشركتهم معه في القداس، فقبل الرسالة وأمر بذكر أكاكيوس في القداسات والصلوات، واتصل خبر ذلك بأساقفة الروم، فنفوا القديس أكاكيوس من القسطنطينية، فظل في المنفي إلى إن تنيح بسلام وهو ثابت علي الإيمان المستقيم، صلاته تكون معنا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس مكاريوس

في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس مكاريوس.صلاته تكون معنا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: تكريس بيعة القديسين قزمان ودميان وأخوتهما وأمهم

في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديسين قزمان ودميان واخوتهما انسيموس ولاونديوس وابرابيوس وأمهم ثاؤذوتي. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس الراهب يوحنا القليوبي

في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس الراهب يوحنا القليوبى.صلاته تكون معنا آمين.