قديسو اليوم: 7 تشرين الثاني 2016
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القديس ليونردوس
كان ليونردوس من اسرة فرنسية، من زعماء الملك كلوفيس ومن خيرة جنوده. ترك الدنيا وتجند ليسوع الملك السماوي فتنسَّك في جبال لوزان الوعرة، عاكفاً على الصلاة والتأمل وسائر انواع التقشف، فمنحه الله صنع العجائب، ولا سيما تخليص الاسرى والمسجونين وردّ الخطأة الى التوبة.
وقد زاره في منسكه الملك كلوفيس وكانت الملكة قد تعسَّرت عليها الولادة، وعجز الاطباء عن شفائها، فشفاها القديس بصلاته، فغمره الملك بالهدايا والمال، تصدَّق بها على الفقراء، وبنى قرب صومعته ديراً للرهبان الذين تتلمذوا له.
فكان لهم خير أبٍ وأعلى مثالٍ في طريق الكمال، الى ان نقله الله اليه نحو سنة 558. صلاته معنا. آمين.
شهداء ملطية الثلاثة والثلاثون (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
ملطية في بلاد أرمينيا الصغرى، فيها سفك الشهداء دماءهم في عهد الملكين ديوكلسيانس ومكسيمانس في أوائل القرن الرابع. والتاريخ لم يحفظ لنا سوى أسماء ثلاثة منهم وهم: ايارون ونيكنذرس وهزيكس. قبض الوالي عليهم وأتى بهم الى ديوانه وأخذ يتملّقهم عسى أن يحملهم على إنكار إيمانهم، ولكنه يئس إذ لم يحصل على أية نتيجة إيجابية. فأمر الوالي بجلدهم بشراسة وأودعهم السجن، ثم عاد واستدعاهم وطلب منهم الإذعان لأمره ونبذ إيمانهم. لكنهم أبوا ذلك، فلما لم يظفر بمبتغاه، أمر بضرب أعناقهم، وكان ذلك في القرن الرابع... وهكذا فازوا بإكليل الاستشهاد.
القديس الشهيد هارون ورفاقه الاثنين والثلاثين المستشهدين في ملطية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
عاش القديس الشهيد هارون في قرية من قرى الكبّادوك. كان فلاحاً تقياً وكانت له أم عمياء حرص على ملازمتها والعناية بها.
وجاء يوم صدر فيه أمر بتسخير كل من كان يتمتع بالصحة الجيدة والقوة البدنية للخدمة العسكرية. ولما كان هارون معروفاً بصلابة عوده فقد جاءه عسكريان يريدان استياقه إلى أمام الحاكم ليسياس في مدينة ملطية الأرمنية لهذه الغاية. وإذ لم يشأ أن يغادر والدته ولا أن يكفر بمسيحه ويقدّم العبادة للإمبراطور، كما كانت عادة العسكر في ذلك الزمان، فإنه اتخذ عصاة غليظة واندفع نحو الجنديين ففرا من أمامه. لكنهما عادا بعد قليل بتعزيزات. ولما لم يرد هارون أن يعرّض ذويه للخطر فقد أسلم نفسه، فقبض عليه العسكر وقفلوا عائدين به وباثنين وثلاثين مسيحياً – بعضهم من أقربائه – إلى ملطية.
وفي الطريق ظهر ملاك الرب لهارون وأنبأه بأنه لن يخوض غمار حرب من أجل ملك أرضي بل من أجل ملك السموات والأرض وأنه سيحظى سريعاً بالمجد والكرامة.
ثم أن الموقوفين ألقوا في السجن فكان لهم هارون معزياً ومشدداً. ولما مثل أمام الحاكم قرّعه الحاكم لعصيانه الأوامر الإمبراطورية وأمر ببتر يده اليمنى لأنه تجرأ فرفعها على الجنود.
ولم يتزعزع هارون أمام ما جرى وما سيتبع قيد أنملة بل ثبت كجندي أمين للمسيح. غير أن واحداً من المساجين ممن عاينوا ما حدث، وكان قريباً لهارون، واسمه فيكتور، تملّكه الخوف فدنا من الحاكم سراً ووعد بإعطائه أرضاً كانت له إن هو تركه يذهب، فأطلق الحاكم سراحه.
وإن هي سوى أيام قليلة حتى تعرّض هارون ومن معه للضرب بأعصاب البقر. ثم أمر الحاكم بأن يساقوا إلى الموت فقطعت هاماتهم جميعاً.
وفيما كان الشهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر ويتكللون بالمجد الإلهي، إذاً بمن غادرهم، كافراً بالمسيح، فيكتور، نسيب هارون، يسقط صريعاً هو أيضاً، ولكن بميتة طبيعية، مكللاً بالخزي والعار ومحصى مع الهالكين.
أما هارون فلمّا شاء ذووه أن يحظوا بهامته، تبركاً، فقد اضطروا إلى دفع ثقلها ذهباً للحصول عليها.
وأن أسماء الشهداء الاثنين والثلاثين، كما وردت في التراث، هي التالية:
هزيخيوس ونيكاندروس وأثناسيوس وماما وباراخيوس وكلّينيكوس وثياغينوس ونيقون ولونجينوس وثيودوروس وفاليريوس وكسانتيكوس وأبيفانيوس ومكسيميانوس ودفاتيوس وكلوديانوس وثيوفيلوس وغيجانتيوس ودوروثيوس وثيودوتس وكستريكيوس وأنيقيطا وتميليوس وأفتيشيس وهيلاريون وديودوتس وعمونيتوس.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : أبينا البار لعازر العجائبي
ولد لعازر في قرية مجاورة لمغنيزيا في العام 968 م. وقد نقلت عن ولادته روايات شتى إن دلّت على شيء فعلى أنه كان إناء مختاراً لله منذ الطفولية. فثم حديث عن عمود نور انتصب فوق منزله الوالدي ساعة ولادته، وثم حديث آخر عن نور ملأ البيت وأرعب النسوة اللواتي كن حاضرات وقت الولادة ففرن من المنزل مذعورات.
أنى يكن الأمر فسيرة لعازر كانت فريدة إذ أن والديه نهجا في تربيته نهج العارفين بأن الولد كان مختار من الله، لذلك اعتنيا بتربيته على التقوى والكتب المقدسة. وكان لعم له، راهب، دور بارز في تنشئته في هذا الاتجاه. خلال ذلك امتاز لعازر بالتواضع وحلاوة المعشر والرصانة والإقبال على الصلوات بشغف وهمّة. كما كانت له محبة فائقة للفقراء جعلته يبدّد كل ما كانت تصل إليه يده، قليلاً كان أو كثيراً.
تنقّل لعازر بين عدة أديرة، وقيل أنه كان شرهاً في الأصوام كما النهمون في المأكول. سلوكه في الطاعة وقطع المشيئة كان مثالياً. وقد عاش متوحداً في مغارة سبع سنوات واجه فيها ببسالة صنوف التجارب وكثافتها. بعد ذلك انتقل إلى أورشليم وأقام زمناً في دير القديس سابا.
وتشاء العناية الإلهية أن يتعاطى النسك على عمود نظير سمعان العمودي. وقد ذاع صيته في كل أفسس والمنطقة حتى كان الناس يقصدونه من أماكن بعيدة لينالوا بركته ويتزودوا بإرشاداته. الفقراء أيضاً كانوا يأتونه من كل صوب وكان يعطيهم كل ما لديه ولا يبقى لنفسه شيئاً. ويقال أن تلميذيه تركاه في وقت من الأوقات لأنهما قالا أنه يبدّد كل شيء فبماذا نقتات نحن. سبع سنوات قضاها على العامود لم يعرف خلالها طعاماً غير الماء والقليل من خبز الشعير، ولا نوماً غير دقائق كل يوم. إلى ذلك كان يشد نفسه إلى سلاسل من حديد.
بعد ذلك عاش في مغارة من جديد وعاد إلى العمود ثانية وثالثة. وقد اجتمع حوله التلاميذ بالعشرات. وكان هو في ارتقائه في مراقي النور الإلهي يتابع تلاميذه في أتفه تفاصيل حياتهم الروحية.
منّ الله عليه بموهبة البصيرة والنبوءة. وقد عرف التاريخ رقاده سلفاً، ولكنه، نزولاً عند رغبة تلاميذه المتوسلين إليه، سأل والدة الإله أن تطيل عمره على الأرض قليلاً فأعطته خمسة عشر عاماً إضافية. وفي الثامن من شهر تشرين الثاني من العام 1054 للميلاد ودّع ورقد بسلام في الرب.
تذكار القديسين الشهداء الثلاثة والثلاثين الذين في مليتيني (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان هؤلاء الشهداء من مدينة مليتيني أو ملطية في بلاد أرمينيا الصغرى وهم من المؤمنين الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل إيمانهم على عهد الملكين ذيوكلسيانس ومكسميانس، في أوائل القرن الرابع. ولم يحفظ لنا التاريخ سوى إسم ثلاثة منهم: أيارون ونيكنذرس وهزيكس. أمّا الثلاثون الباقون فإنّ أسماءهم مكتوبة في السماوات.
فقبض عليهم والي مليتيني وأتى بهم إلى ديوانه. فأخذ يتملّقهم، عساه يحملهم على الكفر بإيمانهم. لكنّهم ثبتوا جميعهم على اعترافهم بالمسيح، وكانوا يشجّعون بعضهم بعضاً على احتمال آلام الإستشهاد، حبّاً للمسيح، وبغية الفوز بنعيم ملكوته.
فأمر الوالي بهم، فجُلدوا بشراسة حتى تورّمت أعضاؤهم وتناثرت لحمانهم وبلّلت الأرض دماؤهم. فلبثوا صابرين. فأعادهم إلى سجنهم. فقضوا أياماً يتألّمون من شدّة ما نالهم من الضرب ومن الجروح. ثم عاد وأتى بهم أمامه وأفرغ كنانة جهده في حملهم على الإذعان لأوامر الملوك. فلمّا لم يظفر منهم بطائل أمر بهم فضُربت أعناقهم، وهكذا فازوا بإكليل الإستشهاد.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: البار لعازر الصانع العجائب
يقول السنكسار الروماني عن هذا القدّيس أنّه كان مصوّراً بارعاً، وكان في مدينة القسطنطينيّة، في القرن التاسع، يرسم صور السيّد المسيح ووالدته الطاهرة والقدّيسين، غير مبالٍ بما يتهدّده من غضب الملك ثاوفيلس محارب الأيقونات.
أمّا كتبنا الطقسيّة فتقول عنه أنّه كان ناسكاً فاضلاً. والرأي عندنا أن هذا الوصف لا يناقض ذاك. لأنّه لا يستبعد أن لعازر كان أولاً ناسكاً يتعبّد لله على عمود، كما كان ذلك شائعاً في بلاد آسيا وفي جوار القسطنطينيّة، في القرنين الثامن والتاسع. ثم لمّا رأى القياصرة وصنائعهم يحاربون الأيقونات ويحطّمونها، دفعته الغيرة الدينيّة ليكون هو رسول عبادة الأيقونات. ولمّا كان بارعاً في فن التصوير، ترك عموده وقام يرسم الأيقونات ويوزّعها بين المؤمنين، غير حاسب حساباً لغضب الملك ثاوفيلس المضطهد.
إلاّ أنّنا نعرف كيف كانت وفاته، بل نعلم من التقريظات الت تقدّمها له الكنيسة أنّه عاش عيشة الأبرار، وكان شديداً على نفسه، كثير الإماتات، متجرّداً عن كل غاية عالميّة، أو مصلحة شخصيّة. وأنّه قضى حياته في سبيل خدمة العليّ ومات موت الأبرار القديسين.
استشهاد القديس ماركيانوس ومرقوريوس (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم من سنة 351 ميلادية استشهد القديسان العظيمان مركيانوس ومرقوريوس، وقد كانا تلميذين للأب القديس بولس الشهيد بطريرك مدينة القسطنطينية، وسبب استشهادهما هو إن الملك قسطنطينوس بن قسطنطين لما انتصر، وافق بما قاله اريوس فعارضه الآب بولس البطريرك فنفاه إلى بلاد الأرمن حيث قتل مخنوقا. وكان هذان القديسان قد بكيا عليه يوم نفيه. ووصفا الملك قائلين "انه يعتقد اعتقاد اريوس المحروم"، فوشي بهما أحد الأريوسيين لدي الملك حيث كان بإحدى الضياع. فاستحضرهما وأمر بقتلهما بالسيف. فقتلا ودفنا وبقيا إلى زمان القديس يوحنا ذهبي الفم الذي لما اطلع علي قضيتهما أرسل فاحضر جسديهما المكرمين إلى مدينة القسطنطينية. وبني لهما هيكلا ونقل جسديهما إليه. وعيد لهما. صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.