قديسو اليوم: 28 تشرين الأول 2016
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار البابا القديس تاليسفوراس
ولد هذا القديس في بلدة موريُّوم في اليونان. ثم اتى مدينة روما، حيث تثقف بالعلوم وارتسم كاهناً. واشتهر بغيرته وقداسته، الى ان خلف البابا سكتوس الاول المتوفي سنة 125.
فأخذ يدير دفة الكنيسة بحكمة وغيرة رسولية. فقام يدافع عن الايمان الصحيح ضد المبتدعين، وعقد مجمعاً حرم فيه تعاليمهم الضالة. وشدَّد على حفظ فريضة الصوم الاربعيني، كما كانت في عهد الرسل. وامر باقامة القداس نصف الليل في عيد الميلاد. وحرَّم اقامة الشكوى المدنية على الاكليريكيين وتوفي شهيداً سنة 136. ودفن في الفاتيكان، بجانب ضريح القديس بطرس. صلاته معنا. آمين.
القديسين الشهيدين ترنسيوس ونيونيلة وأولادهما السبعة (نيطاس وفوتيوس وشربل وبيلس وأياركس وثاودولس وأفنيكي) (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
لم يبق لنا إلا القليل القليل من سيرة هذه العائلة المباركة. فنحن لا ندري لا مكان استشهادها بالضبط - مع أن بعض المصادر يشير إلى أن العائلة سورية - ولا زمانه ولا الظروف التي جرى فيها. نعلم فقط، كما هو واضح من صلوات هذا اليوم، أن أفرادها اعترفوا بالرب يسوع المسيح "أمام الحكّام المردة" وجاهدوا جهاداً شرعياً وعانوا "العذابات المتنوعة بشجاعة" وأخمدوا "نار العذابات بندى الروح الإلهي" فأضحوا "ضحايا مقبولة وتقادم طاهرة نقيّة"، "وقد حصلوا على النهاية الخالدة التي نورها لا يعقبها ظلام".
هذا الكلام عن تلك العائلة المقدّسة عام يصح على كل شهيد. ولا همّ طالما أنها "جاهدت عن الإيمان" وبقيت في وجدان الكنيسة مثلاً حياً للعائلة المسيحية يحتذى به.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : أبينا البار استفانس الذي من دير القديس سابا بالقرب من أورشليم
تشير المصادر القديمة إلى وجود قدّيسين يحملان الاسم نفسه، وكلاهما ترهب في دير القديس سابا في وقت يكاد يكون واحداً.
فأما الأول فقد ولد في بداية القرن الثامن للميلاد في قرية من قرى عسقلان الفلسطينية. كان يتيم الوالدين، وقد أخذه إليه عمّه زكريا الذي كان راهباً في دير القدّيس سابا، فاقتبل الإسكيم الرهباني وأقام ملتصقاً بعمه طائعاً، سالكاً في الجهادات النسكية خمسة عشر عاماً. بعد ذلك غادر عمّه إلى غير مكان ليرأس أحد الأديرة. وقد عمل في دير القدّيس سابا خبازاً فمضيفاً فشمّاساً فقيّماً على نظام الصلوات. وقد أبدى في كل خدمة عيّن عليها طاعة وتواضعاً ومحبة خالصة جعلته في أعين الرهبان الباقين أقرب إلى الملاك النازل من السماء.
ولما تحرّر البار استفانس من مشيئته الذاتية تقدّم في حياة التوحّد تقدّماً كبيراً، فعاش في خلوة خمس سنوات قضاها في الصلاة المستمرة لا يخرج إلا السبت والأحد. وكان من غوصه في محبة الله أن اعتاد الخروج بعيداً عن الدير لكيلا ينثلم تأمله في الإلهيات بشيء.
ثم بعد خمس عشرة سنة اقتبل بعض التلامذة. وقد منّ عليه الله، لمّا بلغ اللا هوى، بنعمة التأثير العجائبي في مجرى الأحداث لخير الأخوة في الدير. مما ينقل عنه أنه أخرج شيطاناً من إحدى الفتيات الصغار وأخرج ماء من أرض يابسة ليسقي تلميذه.
عرف بيوم وفاته سلفاً. وقد رقد في 31 آذار عام 794 للميلاد.
أما استفانوس الآخر فهو ابن أخي القدّيس يوحنا الدمشقي.
ولد في مدينة دمشق عام 725 للميلاد. وأخذه عمّه يوحنا إليه في دير القدّيس سابا وهو في التاسعة من العمر، بعدما نفي والده نعمة الله إلى أطراف الصحراء.
أخذ استفانس عن عمّه العلوم والآداب، كما أخذ عنه الحياة الرهبانية. وقد التصق به إلى وفاته عام 749م. انكّب على الصلاة وكتابة الأناشيد الكنسية فأبدع ولقب بالمرنّم أو المنشئ. وإليه تنسب كتابة سيرة الشهداء العشرين المستشهدين في دير القدّيس سابا عام 796م.
رقد بسلام في الرب عام 807 للميلاد.
تذكار القديسين الشهيدين ترنديوس وزوجته ناونيلا وأولادهما السبعة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
لم يحفظ لنا التاريخ شيئاً عن أعمال هؤلاء الشهداء، ولا عن وطنهم وحياتهم وطريقة إعترافهم بالمسيح، ولم يذكر نوع العذابات التي احتملوها لأجل المحافظة على إيمانهم بالرب يسوع. وجلّ ما نعرفه من الكتب الطقسية والتقاريظ الكنسية التي بها نكرّمهم، أنّهم إحتملوا آلاماً منوّعة وهكذا فازوا جميعاً بإكليل المجد الأبدية.
قهنيئاً لهذه الأسرة المقدّسة التي عاشت في الهناء والآداب الصالحة والأخلاق المسيحية المرضية على الأرض، ثم ذهبت كلّها معاً إلى الأخدار العلوية لتنعم إلى الأبد مع المسيح مثيب المجاهدين في مملكته التي لا زوال لها.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : البار إستفانس المنشىء
هو أحد أولئك الأبرار القديسين الذين عاشوا في القرنين الثامن والتاسع، وعطّروا الفلوات بعبير فضائلهم، وأسمعوا الدنيا نغمات نشائدهم وأشعارهم.
يُظنّ أن هذا البار هو إبن أخي القديس يوحنا الدمشقي، وأنّه لما شبّ وترعرع ذهب إلى دير القديس سابا، في ضواحي أورشليم، ونسك هناك، ووصل إلى درجة سامية من الكمال الرهباني. وألّف نشائد بديعة حتى لقّبه التاريخ بالمنشىء أو المرنّم، وهو الذي وضع سيرة إستشهاد الرهبان العشرين الذين فتك العرب بهم سنة 767، ووضف كيف كانت حياتهم وقداستهم، وكيف قضوا بشجاعة وإيمان وإقدام.
ولمّا تشتت شمل الكثيرين من الرهبان ذهب إستفانس هذا إلى مدينة القسطنطينية، فرحّب به البطريرك جرمانس القديس وإكرام مثواه، وساعده على إنشاء دير له في فترة السلام التي تلت إنعقاد المجمع المسكوني سنة 787.
وبعد حياة حافلة بالأعمال الصالحة والأصوام والأسهار والتآليف والإرشاد رقد بالرب، في دير القديس سابا، على ما يزعم البعض، رقود الأبرار القديسين، وانضم إلى جيوش الرهبان الصالحين الذين سبقوه إلى نعيم الطوباويين.
نياحة القديس الأنبا ثاؤفيلس الثالث والعشرون(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم من سنة 404 ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا ثاؤفيلس الثالث والعشرون من باباوات الإسكندرية، كان تلميذا للأب القديس أثناسيوس الرسولي، وتربى عنده، وتأدب منه الأدب الروحاني.
ولما تنيح البابا تيموثاوس قدم هذا الأب مكانه، وكان عالما حافظا لكتب الكنيسة، ملما بتفاسيرها، فوضع ميامر كثيرة وأقوالا مفيدة في الحث على المحبة والرحمة، والتحذير من الدنو من الأسرار الإلهية بدون استعداد، وفي القيامة، والعذاب المعد للخطاة، وغير ذلك من التعاليم النافعة
وكان الأب القديس كيرلس ابن أخته، فاعتنى بأمر تعليمه بأن أرسله إلى الأب سرابامون بجبل شيهيت، فتفقه عنده ودرس كتب الكنيسة وعلومها وقضى هناك خمس سنوات وعاد إلى خاله، وكان ملازما للقراءة أمام الشعب.
ولما كان البابا ثاؤفيلس عند الأب القديس أثناسيوس الرسولي سمعه ذات يوم يقول -وقد تطلع إلى أكوام كانت تجاه قلايته- أن وجدت زمانا أزلت هذه الأكوام، وبنيت مكانها كنيسة للقديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي.
فلما قدم بطريركا تذكر ذلك القول، وكان يتحدث به كثيرا، وكان برومية امرأة غنية توفى زوجها وترك لها ولدين، فأخذتهما وأخذت معها مالا كثيرا وأيقونة الملاك روفائيل وحضرت إلى الإسكندرية، فلما سمعت باهتمام الأب البطريرك بإزالة هذه الأكوام تقدمت إليه بغيرة صادقة وقدمت له الأموال الكافية لتحقيق غرضه، وحدث بعد إتمام العمل أن ظهر تحت أحد الأكوام كنز مغطى ببلاطة نقش عليها بالقبطية ثلاثة أحرف ثيطة أي (ث)، فلما رآها الأب ثاؤفيلس علم بالروح القدس سر هذه الحروف وقال "لقد أتى الزمان الذي يظهر فيه هذا الكنز لأن الثلاث ثيطات قد اجتمعت في زمان واحد، وهم ثآؤس أي الله، ثاؤدسيوس الملك ابن أرقاديوس بن ثاؤدسيوس الكبير، وثاؤفيلس البطريرك يعنى ذاته"، ووجد أن تاريخ هذا الكنز يوافق زمان الاسكندر بن فيلبس المقدوني أي منذ سبعمائة سنة،
فأرسل الأب إلى الملك يعرفه بذلك ويطلب إليه الحضور، فحضر الملك ورأى الكنز، ثم أمر بمنح مبلغ كبير للأب ثاؤفيلس، فبنى عدة كنائس، وقد بدأها ببناء كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي، ونقل جسديهما إليها، وهى التي كانت معروفة يومئذ بالديمارس، ثم كنيسة على اسم السيدة العذراء، ثم كنيسة على اسم الملاك روفائيل بالجزيرة، وسبع كنائس أخرى،
أما ولدا المرأة التي حضرت من رومية فقد رسمهما أسقفين، ولما رأى الملك صدق عزم الأب البطريرك واهتمامه ومحبته في عمارة الكنائس، أمر له بمال البرابي التي في ديار مصر كلها فحولها إلى كنائس وأماكن لإضافة الغرباء، وعين لها أوقافا وأكمل أيامه في سيرة مرضية لله، ثم انتقل من هذا العالم بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين..