دينيّة
27 كانون الثاني 2017, 06:30

قديسو اليوم: 27 كانون الثاني 2017

تذكار الارملة البارة باولا (بحسب الكنيسة المارونية) وُلدت باولا في روما من اسرة شريفة مؤمنة. فنشأت على مخافة الله، ثم تزوَّجت ورُزقت اولاداً. ولما توفي زوجها، كرَّست ذاتها لعبادة الله ولتربية بنيها تربية صالحة. وانعكفت بكل قواها على الصلاة والتأمل وممارسة الاماتات الشاقة جداً.

 

وقال فيها القديس ايرونيموس مرشدها وكاتب سيرتها:" انها كانت نموذجاً صالحاً وامتازت بتواضعها، حتى كانت تعدُّ نفسها احقر من جواريها وخدمها. وكان فراشها مسحاً من الشعر. تقضي الليالي بالصلاة وذرف الدموع. وقد اشرتُ عليها ان تكف عن البكاء حفظاً لنظرها، فاجابت: يلزم هذا الجسد الذي تَنَعّم ان يشقى، وان يبدل الضحك بالبكاء". ولم يكن من حد لحسناتها على الديورة والفقراء حتى ان اهلها كانوا يمنعونها عن الافراط بصدقاتها لئلا تفتقر، فتجيبهم: لي أسوةٌ بسيدي يسوع المسيح الذي لم يكن له موضع يسند اليه رأسه".

ثم سارت وابنتها اوسطاكيا الى زيارة الاماكن المقدسة في فلسطين، وقد مرَّت بمدينة بيروت الى ان بلغت اورشليم. وتوجهت الى مصر والصعيد، تزور النساك وتطلب ادعيتهم وتسخو عليهم بالحسنات.

ثم رجعت الى بيت لحم حيث قامت تحت تدبير مرشدها القديس ايرونيموس، وتعلمَت اللغة العبرانية لتحسن فهم الكتاب المقدس وكانت تعيشُ عيشة قشفة جداً. وانشأت ديراً للرهبان وثلاثة ديورة للراهبات، وكانت ابنتها اوسطاكيا منهنَّ. وقامت القديسة تدرِّبهن في طريق القداسة والكمال الانجيلي بمثَلها وارشادها.

وبعد حياة قضتها بعيشة ملائكية، مضت لتنال ثواب مبرَّاتها عند الآب السماوي سنة 404. صلاتها معنا. آمين

 

نقل عظام يوحنا فم الذهب (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

بعد ثلاثين سنة من وفاته أي في سنة 438 نقل بروكلس بطريرك القسطنطينية عظام القديس يوحنا التي كانت مدفونة في كومان قرب قبر القديس فاسلسكس الشهيد الى العاصمة البيزنطية في احتفال مهيب يتقدمهم الامبراطور تاوذوسيوس، وأودعت عظامه في كنيسة القسطنطينية الى أن حُملت الى رومة ودُفنت في كنيسة مار بطرس.

 

تذكار نقل رفات أبينا الجليل في القدّيسين يوحنا الذهبي الفم إلى القسطنطينية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

بعدما رقد القدّيس يوحنا الذهبي الفم في منفاه في كومانا الكبّادوكية، ووري الثرى بقرب القدّيسين الشهيدين باسيليسكوس ولوقيانوس هناك كما كانا قد كشفا له في الحلم قبل وفاته بقليل. ولم تمرّ سنة على ذلك، أي في العام 408م، حتى توفي الإمبراطور البيزنطي أركاديوس وزوجته أودكسيا واعتلى العرش ثيودوسيوس الصغير. الإمبراطورة أودكسيا هي التي كانت وراء نفي القدّيس يوحنا إلى تلك الأصقاع. إثر ذلك أخذ أتباع القدّيس وأنصاره يستعيدون كراسيهم واعتبارهم بصورة تدريجية. البطريرك الإسكندري ثيوفيلوس الإسكندري كان لهم بالمرصاد وأبقى، هو وأتباعه، الوضع مشدوداً، أولاً لمناهضته للقدّيس يوحنا، وبالتالي لمن ينتمي إليه، وثانياً محاولة منه للاستئثار بالكلمة الفصل في شؤون الكرسي القسطنطيني. حالة التضاد هذه دامت إلى أن تولّى سدة البطريركية ‏البطريركية القسطنطينية بروكلس (20‏تشرين الثاني) الذي كان أحد تلامذة الذهبي الفم. وقد تمكّن القدّيس بروكلس من إقناع الإمبراطور بصوابية استقدام رفات معلّمه إلى القسطنطينية من كومانا. فلما خرج المرسلون والجنود إلى ‏هناك لنقل الرفات واجهتهم مشكلة لم يتمكّنوا من معالجتها. بدا كأن النعش ملتصق بالأرض. تعذّرت زحزحته رغم كل المحاولات. كأنما القدّيس أبى أن يغادر المكان. لماذا؟ ‏كانت ثمة عقبة! ولم يلبث الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير أن شعر إنه هو السبب وإن الذهبي الفم غير راض عنه لأنه لم يبد عن والديه لا توبة ولا اتضاعاً كافيين. لذا لجأ إلى أسلوب كان القدامى يتبعونه، فيما يبدو، تعبيراً عن توبتهم وحسن نواياهم حيال الراقدين. فكتب رسالة إلى القدّيس يوحنا، كما لو كان حيّاً في الجسد، سأله فيها العفو والمسامحة لما اقترفه والداه حياله ورجاه أن يقبل العودة إلى المدينة المتملّكة لسرور وعزاء الكثيرين من الذين طال انتظارهم له بشوق كبير. فلما حمل الموفدون الرسالة ووضعوها على صدر القدّيس انحلّت المشكلة وتزحزح النعش فأمكن نقله إلى القسطنطينية بسهولة.

‏نقل النعش من كومانا بإكرام عظيم. فلما بلغ الموكب خلقيدونية، غطّى الشعب المياه الفاصلة بين خلقيدونية والمدينة المتملّكة في مراكب مزيّنة ومضاءة بالمشاعل حتى بدت كأنها اليابسة. فجأة هبّت عاصفة هوجاء اربكت السفن الملكية ومالت بالسفينة التي كانت تقلّ النعش إلى نقطة من البرّ استقرّت فيها وأبت أن تتزحزح. فلما استطلع المعنيّون الأمر تبيّن لهم أن هذه البقعة من الأرض تخصّ امرأة أرملة اسمها كاليتروبي فرغبت فيها الإمبراطورة أودكسيا ووضعت عليها اليد بالقوة. ولكن انتصر الذهبي الفم للأرملة فحقدت عليه الملكة، ولما سنحت لها الفرصة أبعدته إلى كومانا. على الأثر صدر أمر بإعادة الأرض إلى الأرملة. إذ ذاك فقط هدأ عجيج البحر وتابعت السفينة الملكية سيرها بسلام.

‏أخيراً وصل النعش إلى القسطنطينية فأدخل أولاً كنيسة القديس الرسول توما في أمنتيوس. هناك كانت أودكسيا الإمبراطورة مدفونة وكان ضريحها عرضة للاهتزاز المتواصل لعشرين سنة خلت. فلما دخل نعش الذهبي الفم استكان ضريح أودكسيا.

‏بعد ذلك أُدخل النعش إلى كنيسة القديسة إيريني حيث أُجلس القدّيس على العرش وصرخ الشعب بفرح عظيم: "استعدْ عرشك يا قدّيس الله!".

‏أخيراً بلغ النعش كنيسة الرسل القدّيسين حيث مدافن الأباطرة والبطاركة. فلما أجلس القدّيس، هنا أيضاً، على العرش الأسقفي سُمع صوته يقول: "السلام لجميعكم!". وقد جُعلت الرفات تحت المائدة وأقيمت الذبيحة ‏الإلهية فجرت بالرفات عجائب جمّة.

 

تذكار نقل أعضاء أبينا الجليل في القدّيسين يوحنا الذهبي الفم إلى مدينة القسطنطينية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

هو من الأنوار الساطعة في سماء المشرق. فقد جمع بين العلم والوجاهة، والذكاء والفصاحة، والعبقرية والقداسة، فأضحى من كبار معلمي الكنيسة، وكبار القديسين، وامام الأحبار، وامام الخطباء وخلّف للأجيال اسماً عظيماً يملأ الأقطار في الشرق والغرب، حتى دعاه التاريخ "الذهبي الفم". فهو مجد الكنيسة وفخر سوريا، وعَلَم خفَّاق في سماء انطاكية والقسطنطينية.

تمجيده بعد وفاته

بعد ثلاثين سنة من وفاته أي في سنة 438 نقل بروكلس بطريرك القسطنطينية عظام القديس يوحنا الى العاصمة، في احتفال مهيب لم يسبق له نظير. فخرجت الالوف المؤلفة تستقبل راعيها القديم، وتتبرك برفات أبيها القديس، وقد عاد من المنفى.

وكان الامبراطور تاوذوسيوس وأخته بلخاريا في مقدمة الصفوف، وعلائم الحزن العميق والاحترام السامي مرسومة على محياهما. وكانا يتضرعان الى القديس يوحنا، لكي يغفر ذنب والديهما اركاذيوس وافذوكيا ويعفو عنهما. وهكذا كفر الاولاد إثم الوالدين.

وبقيت عظام القديس يوحنا في كنيسة القسطنطينية، الى أن حُملت الى رومة العظمى ودُفنت في كنيسة الفاتيكان تحت المذبح المخصص له.

ولم يزل يوحنا الى اليوم يسحر المسكونة بمواعظه الخالدة، التي تركها لنا في بطون الكتب، مع مؤلفات لا تحصى تفيض علماً وتقى.

وقد قال عنه البابا شلستينس، والقديس اوغسطينس، والقديس نيلس، والقديس اسيذورس البيلوسي أنه أشهر معلمي المسكونة، وأن مجده يشع في كل أقطار الدنيا، وأن أنوار علمه تضيء جميع الامصار، وأن من حرم سماع عظاته لا يحرم قراءتها والتمتع بروائعها. ولقد لقبوه بالرجل الحكيم الذي شرح أسرار الله، وشبهوه بالشمس التي تنير المسكونة.

 

وجود اعضاء القديسين اباهور وبيسورى وامبيرة امهما بالقرن الثالث الميلادي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم كان وجود أعضاء القديسين اباهور وبسوري وأمبيرة أمهما وذلك انهم كانوا من أهل شباس مركز دسوق. واستشهدوا في زمان عبادة الأوثانووضعت أجسادهم في كنيسة بلدهم. وفي سنة 1248 م. غزا الإفرنج ارض مصر، وملكوا مدينة دمياط وما جاورها من البلاد. فخرج إليهم الملك الكامل ملك مصر يومئذ بجيوشه، وفي أثناء مرورهم علي البلاد هدموا وخربوا بعض الكنائس، ومن بينها كنيسة شباس الموضوعة فيها أجساد هؤلاء القديسين، فاخذ الجنود تابوت القديسين ظنا منه ان يجد فيه شيئا ينتفع به. فلما فتحه وجد فيه هذه الجواهر الكريمة التي لا يعرف قيمتها. فألقاها بجوار حائط الكنيسة وأخذ التابوت وباعه. إلا ان الله الطويل الاناة تمهل عليه إلى ان دخل المعسكر. فكان هو أول من قتل كما شهد بذلك أصحابه عند عودتهم. أما الأعضاء النفيسة فقد شاهدتها امرأة أحد الكهنة، فأخذتها في طرف إزارها بفرح، ومن خوفها دخلت الكنيسة وأودعتها جانبا وأعطتها بقطع من الأحجار. وظلت الأعضاء مجهولة نحو عشرين عاما. لان المرأة كانت قد نسيت الأمر. ولكن الله أراد إظهار هذه الأعضاء لمنفعة المؤمنين فتذكرتها المرأة وأعلمت المؤمنين بمكانها. فجاء الكهنة وحملوها وهم يصلون ويرتلون، ووضعوها في تابوت جديد داخل الكنيسة. ورسم أسقف الكرسي الأنبا غبريال ان يعيد لهم في هذا اليوم، وان تثبت أسماؤهم في دليل الأعياد. واظهر الله من تلك الأعضاء آيات وعجائب كثيرة. منها ان ابنة إحدى المؤمنات كانت قد فقدت بصرها وانقطع رجاء شفائها. فتشفعت بهذه الأعضاء الطاهرة فبرئت وعاد إليها بصرها، فمجدت السيد المسيح الذي اكرم عبيده بهذه الكرامة العظيمة. صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.