دينيّة
24 شباط 2017, 06:30

قديسو اليوم: 24 شباط 2017

تذكار البارّة مرغريتا التائبة (بحسب الكنيسة المارونية) ايطالية، ماتت امها فتزوج ابوها ثانية، ولم تكن خالتها تحسن معاملتها. ولفقرها وجمالها الرائع وقعت بيد رجل غني تعشَّقها. باذلاً لها المال لكي تعيش بالبذخ وتبقى منصاعة له. ثم قُتِلَ عاشقُها ولما رأته صريعاً تأثرت جداً ومست النعمة قلبها، فمقتت سيرتها الرديئة واعتزمت التوبة حياتها كلها. واسرعت الى دير مار فرنسيس فاعترفت بخطاياها وقبلت كراهبة ثالثية.

 

انصرفت الى ممارسة جميع الفضائل والتقشفات البالغة حد القساوة والغرابة، وكانت تتناول القربان المقدس الذي جعلت فيه كل مسرتها ولذتها. وبذلك كانت تنتصر على جميع التجارب التي يثيرها عليها ابليس. ولم يكن احبّ اليها من مساعدة الفقراء، تحسن اليهم لمّا توفره من اجرة شغلها، وقدج تناهت بفضيلة التواضع والتوبة الصارمة بنوع غريب. فانها وضعت يوماً حبلاً في عنقها، كما فعلت قبلاً، وأخذت تطوف في المدينة تصحبها امرأة تصيح قائلة: هذه هي مرغريتا التي اهلكت نفوساً كثيرة. كل ذلك تكفيراً عن ذنوبها.

فقبل الله توبتها ومنحها صنع آيات عديدة. وكثيرون تابوا وتقدسوا على يدها. ثم رقدت بالرب سنة 1297.

وجاء السنكسار الروماني ان جسدها بقي سالماً اكثر من اربعة اجيال تصدر عنه معجزات باهرة. صلاتها معنا. آمين.

 

وجدان رأس يوحنّا المعمدان (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

إنّ إبنة هيروديا، بعد أن رقصت أمام هيرودس وأُعجب بها، طلبت منه رأس يوحنّا المعمدان كما علمّتها والدتها في حينه.

ويقال أن هيروديا دفنته في قصر على ضفاف البحر الميّت لكي لا يتوصّل أحد الى العثور عليه.

وفي القرن الرابع توصّل إثنان من الرهبان الى إكتشاف مكان دفن رأس يوحنّا المعمدان في عهد الملك الآريوسي فالنس، ثم حملاه الى القسطنطينية باحتفال كبير في عهد الإمبراطور تاوذوسيوس الكبير الذي بنى له كنيسة وجعله فيها...

 

تذكار الوجود الأول والثاني لهامة النبي والسابق المجيد يوحنا ‏المعمدان (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

بعدما قطع هيرودس الرابع، رأس يوحنا المعمدان "تقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه" (متى 12:14). أما رأسه فأخذته هيروديا على طبق ودفنته في مكان غير لائق بالقرب من قصر هيرودس .
ويستفاد من التقليد أن قبر يوحنا المعمدان كان في القرن الرابع في السامرة موضع إكرام المؤمنين ثم دكه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه، لكن بعض المسيحيين تمكنوا من إنقاذ ما أمكن وأتوا به إلى أورشليم ودفعوه إلى رئيس أحد الديورة واسمه فيليبوس الذي نقل الرفات إلى القديس أثناسيوس الإسكندري، غير أن الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون وثمة تقليد وصل إلى السلافيين يفيد أن حنة، إمرأة خوزي، وكيل هيرودس التي أمست إحدى حاملات الطيب (لو 10:24) لم تطق أن يكون رأس السابق المجيد في مثل الموضع غير اللائق الذي كان فيه فقامت وأخذته سراً إلى أورشليم إلى جبل الزيتون حيث وجده فيما بعد رجل من النبلاء صار راهباً .

بعد ذلك بزمن وصل إلى فلسطين رهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقدسة فظهر لهما السابق في حلم الليل، كلاً على حدة، وقال: "توجها إلى قصر هيرودس فتجدان هامتي تحت الأرض". وإذ قادتهما النعمة الإلهية سهل عليهما نبش الرأس فشكرا الله وعادا بالهامة أدراجها من حيث أتيا، في الطريق التقيا فخارياً من أصل حمصي كان بائساً وترك موطنه سعياً وراء الرزق. هذا، يبدو أن السابق ظهر له في الحلم وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيسرت أموره ببركة السابق. ولما كان مشرفاً على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلمه إلى شقيقة له، طالباً منها ألا تفتحه إلا بأمر المودع فيه وأن تسلمه، متى أتت الساعة، إلى رجل تقي يخاف الله. على هذا النحو انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى ان وصلت ليد كاهن راهب أسمه أفسطاتيوس، اتخذ لنفسه منسكاً في مغارة غير بعيدة عن المدينة حمص، عيب هذا الراهب كان إنه اعتنق الآريوسية، فلما حضه الغرور على إثبات نفسه ادعى أن الأشفية التي كانت تجري بوفرة بواسطة هامة السابق هي منه هو، ولم يمضِ وقت طويل على أفسطاتيوس حتى بانت هرطقته وسيئاته فطرد من ذلك الموضع. أما رأس السابق فبقى مواراً في مغارة إلى زمن لاحق حدث فيه أن كان مركلوس وهو راهب تقي، رئيساً لدير بقرب تلك المغارة، في زمن الأمبراطور مرقيانوس (450-457 م ), وأسقفية أورانيوس على كنيسة حمص. في ذلك الزمان ظهر السابق المجيد لمركلوس عدة مرات وأحبه وقدم له إناء من العسل، ثم بعد ذلك قاده إلى زاوية في المغارة. هناك بخر مركلوس وباشر بالحفر فبان له الرأس تحت بلاطة من المرمر، في جرة، وان أسقف المحلة نقله إلى الكنيسة الأساسية في حمص فأضحى للمدينة برمتها نبع بركات وخيرات فياضة، هذا دام إلى زمان الأمبراطور ميخائيل الثالث (842-867 م) وبطريرك القسطنطينية القديس أغناطيوس حين تم نقله إلى المدينة المتكلمة، نقل الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس العيد الذي نحتفل به اليوم .

هذا ما جرى للهامة وفق ما ورد عند القديس سمعان المترجم، غير أن تقليداً آخر يتردد صداه لدى بعض المؤرخين الروم كسوزمينوس يفيد أن الرأس جرى اكتشافه في فلسطين بهمة راهبين نقلاه إلى سيليسيا، فلما علم الأمبراطور البيزنطي والنس (364-375م) بذلك أمر بنقله إلى القسطنطينية، وفي الطريق توقفت العربة التي كانت تنقله بصورة غير عادية في بنتيخيون ( بيثينيا ) ولم تعد تتحرك، فأودع لدى راهبة كانت تدين بهرطقة مقدونيوس اسمها مطرونا، رئيسة لدير رهباني رجلي. فلما توفيت مطرونا انتقل الرأس إلى كاهن أرثوذكسي وبقى لديه إلى أن جاء الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير وأخذه في جبته، يوم الثامن من آذار 392 م ليجعله في كنيسة بهية في حي أبدومون بناها خصيصاً لتحتضن الهامة.

 

تذكار وجود هامة السابق المكرّمة مرّة أولى وثانية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إن صالومي إبنة هيروديا، بعد أن رقصت وأعجبت هيرودس الملك ونالت منه ما كانت والدتها تتمنّاه، وهو رأس يوحنّا المعمدان في طبق، لفّت ذلك الرأس المبارك بلفائف وحفظته عندها إلى أن عادت من القصر الشرقي، على ضفاف البحر الميّت، إلى قصر أورشليم، وهناك دفنت ذلك الرأس في إحدى الزوايا، حتى لا يطمع أحد فيه فيأخذه.

وبقيت تلك الذخيرة الثمينة مدفونة في أورشليم إلى القرن الرابع للمسيح. فأُحي إلى إثنين من الرهبان بوجودها في ذلك المكان. فأخرجها المؤمنون، على عهد الملك الآريوسي فالنس، ثم حملوها إلى القسطنطينية  بإحتفال عظيم على عهد الإمبراطور ثاوذوسيوس الكبير. فخرج ثاوذوسيوس مع البطريرك والأساقفة والرهبان، ورجال البلاط والجيش، إلى خارج المدينة لإستقبالها. وأخذها الملك بين يديه ولفّها بأرجوانه، ودخل بها المدينة بأبّهةٍ يعسر على القلم وصفها. وبنى لها ثاوذوسيوس كنيسةً جميلة وجعلها فيها. ونال بواسطتها نعماً جزيلةً. وإن سوزومينس يقول أن ما أحرزه من الظفر على أفجانس المتمرّد كان بشفاعة رأس يوحنّا المعمدان. إذ بينما كانت المعركة قائمة كان الملك ساجداً في تلك الكنيسة يصلّي أمام الذخيرة المباركة. ولمّا انهزمت جيوش الأعداء، سمع الملك كأنَّ واحداً يسرع في الخروج من الكنيسة وهو يصرخ: "لقد انتصرت عليَّ أنا الذي قطعتُ رأسك".

ثم على توالي الأجيال، وبسبب الحروب والغزوات، تعدّدت الكنائس التي حظيت بقطعةٍ من تلك الذخيرة الثمينة.

أمّا كيف وُجدت هامة السابق للمرّة الثانية والثالثة، فإنّ التاريخ الصادق صامت عن ذلك.

 

استشهاد القديس انبا مينا الراهب (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس مينا الراهب. ولد هذا القديس بإحدى بلاد أخميم من أبوين مسيحيين يعيشان علي الفلاحة. ومنذ حداثته مال قلبه إلى ذهد العالم، فترهب بأحد أديرة أخميم وأقام مدة يصوم يومين يومين ناسكا في طعامه وشرابه ثم انتقل إلى بلاد الاشمونين وأقام في دير هناك ست عشرة سنة لم يغادر خلالها الدير. فلما ملك العرب البلاد وسمع بأنهم ينكرون إن يكون لله ابن من طبيعته وجوهره مساو له في الأزلية، عز عليه هذا القول واستأذن رئيس الدير وذهب إلى الأشمونين وتقدم إلى قائد العسكر وقال له أحقا تقولون إن ليس لله ابن من طبيعته وجوهره؟ فقال له: نعم نحن ننفي عن الله هذا القول ونتبرأ منه. فقال له القديس إنما يجب إن نتبرأ منه إذا كان ذلك عن طريق التناسل الأبوي ولكن اعتقادنا إن الرب يسوع اله من اله، نور من نور. فقال له هذا في شريعتنا كفر. فقال له القديس اعلم إن الإنجيل يقول الذي يؤمن بالابن له حيوة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حيوة بل يمكث عليه غضب الله. فغضب القائد من هذا القول وأمر جنوده فقطعوا القديس بالسيوف أربا وطرحوه في البحر. فجمع المؤمنون أجزاء جسده وكفنوه ودفنوه ورتبوا له تذكار في مثل هذا اليوم. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا امين.