قديسو اليوم: 20 تشرين الأول
ولمَّا كان يوليانوس الجاحد، مضطهد المسيحيين ذاهباً بعسكره الى محاربة الفرس، ومرَّ بانطاكية ألقى القبض على ارتيموس الذي اصبح شيخاً وقوراً، وأمره بان يشترك في ذبائح الاوثان، فأبى وجسر على الملك، موبخاً اياه على تنكيله بالنصارى وعلى شراسته وضلاله. فاستشاط الملك غيظاً، وبدلاً من ان يوقِّر تلك الشيخوخة التي ابيضَّت في خدمة المملكة، أسلمه الى رعاع الجند فانقضوا عليه انقضاض الكواسر واخذوا يضربونه بالمجالد حتى سقط مغشياً عليه، فضُرب عنقه وتكلل رأسه بغار الشهادة سنة 363. يدعى بالسريانية المُسَلَّط وهو اللقب الذي قلده اياه الملك قسطنطين الكبير. صلاته معنا. آمين.
القديس شليطا (ارتاميوس) الشهيد العظيم(+363م) (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كان القديس شليطا (ارتاميوس) من أبرز رجالات الدولة في أيام الإمبراطور قسطنطين الكبير. وقد حظي بلقب البطريق والدوق الجليل، كما كان حاكماً عسكرياً للإسكندرية وسائر مصر. وإليه يعود الفضل في نقل رفات كل من القديسين اندراوس الرسول ولوقا الإنجيلي إلى مدينة القسطنطينية.
كان شليطا (ارتاميوس) موظفاً أميناً لم تفسده المناصب والألقاب ولا جعلته يغتر بنفسه. وقد شهد أهل زمانه لتقواه وتواضعه وإنصافه ومحبته للفقير.
استمر شليطا (ارتاميوس) في خدمة الإمبراطور قسطنديوس، بعد قسطنطين الكبير، والإمبراطور يوليانوس الجاحد، إلى سنة رقاده.
أما خبر استشهاده فمفاده أن الإمبراطور يوليانوس الجاحد، الذي عمل بكل جهده على ضرب المسيحية واستعادة الوثنية، انتقل إلى مدينة أنطاكية ليواصل حربه ضد الفرس. ومن هناك استدعى حكام المقاطعات مع جنودهم ليؤازروه في سعيه. فلبى شليطا (ارتاميوس) النداء وجاء بعسكره إلى أنطاكية. كان ذلك في وقت كان الإمبراطور يحاكم كاهنين مسيحيين، افجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا الكفر بالمسيح والإذعان لعبادة آلهة الإمبراطور. وقد عامل يوليانوس الكاهنين بقسوة وأمر بجلدهما. وإذ عاين شليطا (ارتاميوس) ما حدث هاله الأمر فتقدم من الإمبراطور معترضاً على هذا الظلم ومبيناً ضلال الاعتقاد بآلهة غير الإله الحقيقي، خالق السماء والأرض، وبسيد غير الرب يسوع المسيح، وتنبأ له بأنه إن استمر محارباً للمسيح فلن يكتب له النجاح في حربه ضد الفرس، وسيلقى حتفه.
رد الفعل الأول للإمبراطور كان الدهش ثم الغضب الشديد، لاسيما وإن يوليانوس كان يشك بولاء شليطا (ارتاميوس) له كحاكم لمصر. فأمر به جنوده، فقبضوا عليه ونزعوا شاراته وأودعوه السجن إلى اليوم التالي.
في اليوم التالي، وجه إليه يوليانوس تهمة اغتيال أخيه غايوس – قسطنطين، فدافع شليطا (ارتاميوس) عن نفسه، إلى أن قال له يوليانوس أنه مستعد لأن يصفح عنه إن هو تخلى عن إيمانه بالمسيح. ولما لم يجد الإمبراطور فائدة من محاولته كسب شليطا (ارتاميوس) إليه، سلمه إلى المعذبين فأشبعوه ضرباً وتعذيباً كمثل طعنه بالسياخ المحماة بالنار وتركه بلا طعام ولا ماء، إلى أن قطعوا هامته.
وإن سيدة تقية أخذت جثمانه إلى مدينة القسطنطينية حيث بقي قروناً طويلة مصدراً للبركات وشافياً للمرضى.
أما يوليانوس الجاحد فانطلق بعد ذلك لمحاربة الفرس فسقط صريعاً في أرض المعركة. وهكذا تحققت نبوءة القديس شليطا (ارتاميوس) بشأنه.
تجدر الإشارة إلى أن الاسم الذي غلب للقديس ارتاميوس في السريانية هو شليطا أو المتسلط وهو اللقب الذي أطلقه الإمبراطور قسطنطين الكبير عليه. يذكر أن القديس ارتاميوس (شليطا) هو في بلادنا شفيع الفلاحين وله على اسمه عدد من الكنائس التي ترقى إلى ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادي.
القديس البار المتوشح بالله جراسيموس الناسك الجديد
هو من إحدى جزر البليوبونيز. مال قلبه إلى الإلهيات منذ نعومة أظفاره، وكان لحضانة أبويه دور كبير في ذلك. ترك موطنه في أول مراهقته وراح يبحث عن الرهبان والنساك ليتعلم الحياة الرهبانية منهم. امتاز بكونه كثير التجوال. أقام طويلاً في جبل آثوس وصار راهباً مجداً في الأصوام والأسهار والصلوات. كهن في أورشليم ردحاً من الزمان. أقام في المغاور في بعض الجزر اليونانية سنوات طويلة لا يقتات إلا من بقول الأرض. حرص على الهرب من مجد الناس. استقر به في جزيرة اسمها أومالا حيث أيقن بالروح أنه قد آن الأوان لاقتبال التلاميذ بعد هذه السنوات الطويلة من المراس الرهباني. أسس في أومالا ديراً نسائياً على اسم أورشليم الجديدة. عرف بالروح يوم وفاته. رقد بالرب في عيد رقاد والدة الإله من العام 1579م. تذكاره اليوم هو تذكار نقل رفاته. ما يزال جثمانه محفوظاً اليوم تفوح منه رائحة الطيب، وتجرى به عجائب كثيرة.
استشهاد القديس سرجيوس رفيق واخس (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس سرجيوس رفيق القديس واخس. كان من كبار الجنود المتقدمين في بلاط الملك مكسيميانوس ومن أصحاب الحظوة لديه. ولأن هذا الملك كان وثنيا، وهذان القديسان من أهل الإيمان. فقد أرسلهما إلى أنطيوخس ملك سوريا لتعذيبهما. حتى إذا لم يرجعا عن إيمانهما يقتلهما. فعذب أنطيوخس القديس واخس عذابا شديدا. وإذ لم ينثن عن مسيحيته أمر بذبحه، فذبحوه وطرحوه في نهر الفرات فقذفته المياه إلى الشاطئ. وأرسل الله عقابا لحراسته الجسد الطاهر حتى أوحى إلى قديسين، فأخذاه باحترام ودفناه.
وبقى سرجيوس حزينا عليه، فرأى في نومه أخاه واخس في هودج جميل ونوره ساطع فتعزت نفسه كثيرا. وبعد هذا أمر الحاكم أن يسمر في رجليه، ويرسل إلى الرصافة (كانت في الجانب الشرقي من بغداد، وقد زالت في العصر العباسي) مربوطا في أذناب الخيل. وكان دمه يقطر على الأرض. وصادفوا في طريقهم صبية عذراء، فاستقوا منها ماء. ولما رأت الحالة التي عليها هذا القديس حزنت عليه، ورثت لشبابه وجمال منظره. فقال لها القديس "ألحقي بي إلى الرصافة لتأخذي جسدي"، فتبعته. ولأن حاكم تلك الناحية كان صديق القديس سرجيوس إذ بوساطته وجد في هذا المركز. فقد حاول إقناعه بالعدول عن رأيه حفاظا على حياته. وإذ لم يقبل منه أي نصح أمر بقطع رأسه فتقدمت العذراء وأخذت الدم الذي خرج من عنقه المقدس وجعلته في جزة من الصوف.أما جسده المقدس فقد حفظ إلى انقضاء زمان الجهاد، حيث بنوا له كنيسة بالرصافة، تولى تكريسها خمسة عشر أسقفا. ووضعوا الجسد المقدس في تابوت من الرخام وشهد من قصدوه للتبرك أن دهنا طيبا ينبع من هذا الجسد شفاء للمرضى.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.