دينيّة
16 نيسان 2025, 07:00

صلاة الزّيت المقدّس

أرزة البيطار
تُقيم الكنيسة يوم الأربعاء العظيم خدمة صلاة الزّيت، وتعتبر هذه الخدمة سرًّا من أسرار الكنيسة المعروف بسرِّ الزَّيت المقدَّس الّذي يجهَّز للمرضى والمؤمنين على رجاء شفاء النَّفس والجسد.

وقد وردت في الإنجيل شهاداتٌ كثيرةٌ حول هذا السِّرّ وأهميَّته، ففي الإصحاح السَّادس من إنجيل مرقس، حين أرسل الرَّبّ التَّلاميذ ليكرزوا وأعطاهم سلطانًا، يرد في قوله:"وأخرجوا شياطين كثيرةً ودهنوا بزيتٍ مرضى كثيرين فشفوهم". والعبرة هنا تكمن في أنّ الكرازة المستقيمة وقبول الإنسان بالقلب لها، يولّدان حياةً جديدةً بالرَّبّ يسوع  وثمارهما شفاء النَّفس قبل الجسد. كما يرد عن سرِّ الزَّيت في رسالة يعقوب "أمريضٌ أحدٌ بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ باسم الرّبّ."

كما وردت شهاداتٌ من العصور الأولى للمسيحيَّة حول استعمال الزَّيت في الكنيسة في كتابِ الرُّسل الإثنيّ عشر المعروف بـ "الذيذاخي" والّذي يعود إلى نهاية القرن الثّاني ميلاديّ حيث نجد النَّص التّالي:"أيُّها الرَّبّ إلهنا أنت قدِّس هذا الزَّيت واغرس فيه موهبة التَّقديس للّذين يوزِّعونه والّذين يتقبَّلونه..." ويتابع "هبنا نحن أيضًا إذ نُمسح به، صحَّة النَّفس والجسد". 

كما يشير القدّيس الذَّهبيّ الفمّ إلى استخدامه في كلِّ حالات المرض وليس فقط عندما يشرف المريض على الموت، فالسِّرُّ ليس هو سِرُّ المسحة الأخيرة وإنمَّا هو متاحٌ لكلِّ من يؤمن بالمسيح الربّ كمخلّص. 

أمَّا عن خدمة سرِّ الزَّيت المقدَّس فهو بالعادة يتمُّ في الكنيسة وسط الجماعة، وفي حال تعذَّر ذلك فإنَّه يتمُّ في المنزل. ولمباركة الزّيت، يُقرأُ في الخدمةِ سبع رسائل وسبعة أناجيل وسبعة أفاشين، وبالعادة يُتمِّم الخدمةَ سبعةُ كهنةٍ يمثِّلون الكنيسة الجامعة الرَّسوليَّة غير أنَّ الكنيسة ومن النَّاحية التَّدبيريَّة، أجازت أن يكون عدد الكهنة أقلّ وحتّى أنَّه بامكان كاهنٍ واحد إتمامها.  أمّا بعد فيقوم المتقدِّم في الكهنة بعد الإنجيل السَّابع برفع الإنجيل مفتوحًا فوق رؤوس الحاضرين ويضع باقي الكهنة أيديهم على الإنجيل ويتلو إفشين إلى الرّبّ يسوع.

وفي الأساس أيضًا كان الكاهنُ يمسح المؤمن سبع مرّاتٍ ولكن أيضًا من باب التَّدبير بات المؤمن يُمسَحُ مرَّةً واحدةً.