قديسو اليوم: 2 أيلول 2016
فلما قام الملك اورليانوس يضطهد المسيحيين قبض على ماما ليكفر بالمسيح، فاعترف بايمانه. فأماتوه شر ميتة وله من العمر خمس عشرة سنة. فنال اكليل الشهادة سنة 275، وحفظ جثمانه في مدينة قيصرية الكابدوك واصبح شفيعها المكرم. ان الفضيلة هي عنوان الشرف والعظمة الحقيقية والغنى الذي لا يفنى، فلنتمسك بالغنى الصحيح اي الفضائل المسيحية، صلاة الشهيد القديس ماما معنا. آمين.
البار سمعان العامودي (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
نشأ في قرية السان في كيليكيا في أواخر القرن الرابع.اعتاد في أثناء رعايته للغنم (مهنة أخوته) الانفراد والتأمل. وعلى أثر سماعه إنجيل التطويبات وعمره خمس عشرة سنة، بعد وفاة والديه زهد في الدنيا وترك ثروته لأخوته وللفقراء، وقصد الدير، ففاق رهبانه الثمانين في ممارسة أسمى الفضائل ولا سيما الإماتة، فشدّ حبلاً على حقويه أنغرز في لحمه بقي على أثر نزعه عنه شهرين طريح الفراش. فطرده الرئيس خوفاً من أن يسري مثله على سائر الرهبان، فسكن بئراً مهجورة، لكن الرئيس ندم فأرجعه. ومع ذلك فطرقه الغريبة في الإماتات ألزمت الرهبان على إبعاده عنهم فأقام في كوخ في سفح جبل قرب أنطاكية، وكان الكاهن باسوس المعيّن من قبل بطريرك انطاكية لخدمة النساك يحمل إليه الأسرار الإلهية بين حين وآخر.
امتاز بتواضعه فشرفه الله بصنع الأعاجيب، وأراد أن يهرب من الناس، فتوغل في الجبل زبنى عموداً صعد عليه ليأمن الوحوش فعادت الجموع ووجدته فجعل من أعلى العمود ينثر عليهم نصائحه وبركاته، واضطرب آباء الأديار فارسلوا إليه يمتحنونه قائلين: " انزل من العمود" فأطاع ونزل، فلما رأوا منه ذلك، قبلوا يديه ورجوه أن يعود إلى عموده الذي عاش عليه ثلاثين سنة.
وشرفه الرب بروح النبوّة. وقد أتاه يوماً ثاوذوسيوس فعرف سمعان أن الله أعدّه ليكون كوكباً لامعاً في سماء البراري الفلسطينية فأصعده على عموده الذي لم يسمح لأحد الصعود إليه وعانقه وتنبأ له عما سيكون من أمره.
ومات سمعان ابن تسع وستين سنة،في 2أيلول عام 459، وكان جاثيا على العمود فظن الناس حوله أنه يصلي، فلما صعدوا إليه في اليوم الثالث وجدوه جثة هامدة وحملوا جثمانه إلى أنطاكية ووضعوا ذخائره في كنيسة كاسياني ثم نقلوه إلى "كنيسة الاتحاد بالتوبة" وأراد الملك لاون أن ينقل ذخائره إلى القسطنطينية فأبى عليه ذلك شعب انطاكية. وبقي أيضاً عمود البار سمعان مزاراً شهيراً وبنى هناك الرهبان ديراً وكنيسة. وترك الكاتب الشهير تاودوريطس للتاريخ وللعبرة أعمال القديس سمعان وطريقة حياته.
القدّيس "ماما" (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد القدّيس في ناحية بافلاغونية (في آسيا الصغرى الشماليّة بمحاذاة البحر الأسود) في ولاية البنطس. كان والداه زوجين مسيحيين تقيّين، فقبض عليهما الولاة وزجّوهما في السجن من أجل اسم الربّ يسوع. لم يكن ماما، يوم ذاك، قد أبصر النور. هناك في السجن رقد أبوه رقود المعترفين وما لبثت زوجته أن لحقت به بعد أن وضعت مولوداً ذكراً. وبطريقة غير مذكورة او معروفة درت أرملة مسيحيّة تقيّة اسمها أميّان بما جرى في السجن، فدخلت على الحاكم وسألته أن تأخذ جسدي الراقدين لتدفنهما وأن تأخذ الصبي لتربيه، فأذن لها.
أخذت أميّان الصبي إلى خاصتها واعتنت بأمره. وقد بقي أخرس لا ينطق بكلمة حتّى بلغ الخامسة. وكانت أول كلمة خرجت من فمه "ماما"، فجرى عليه، منذ ذلك، لقب "ماما".
نشأ "ماما" على التقوى ومحبّة الله. فلمّا بلغ الخامسة عشرة من عمره أبدى حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدّام أقرانه ويسخر من الأصنام دون مهابة. نشأ "ماما" على التقوى ومحبّة الله. فلمّا بلغ الخامسة عشرة من عمره أبدى حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدّام أقرانه ويسخر من الأصنام دون مهابة. فقبض الجند على القدّيس إثر وشاية وحاولوا إرغامه على تقديم الذبائح للأصنام فامتنع، فساقوه أمام ديمقريطس، حاكم قيصرية الكبادوك، ومن ثمّ أمام الأمبراطور نفسه. حاول الأمبراطور، أول الأمر، أن يتملّقه كما يتملّق الكبار والصغار فأخفق. فاغتاظ لرؤية ولد يتحدّى إرادته، وصار يتهدّده ويتوعّده، ثم سلّمه إلى الجلاّدين فضربوه وردّوه إليه، فأعاد الكرّة وقال للقدّيس أنّ عليه فقط أن يقول أنّه ضحّى للألهة حتّى يطلقه فرفض القدّيس أنّ يضحي أو ينكر المسيح يسوع.
إذ ذاك أسلمه الأمبراطور إلى المعذبين الذين أشبعوه ضرباً وطعنوه بالحراب ثم ألقوه في البحر. وهكذا قضى "ماما" شهيداً للمسيح.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيس يوحنا الصوّام بطريرك القسطنطنيّة
ولد يوحنا ونشا في مدينة القسطنطينية. امتهن النحت كأبيه وكان محبا لله منذ نعومة أظفاره. عرف به البطريرك يوحنا الثالث فأرسل في طلبه وسامه، في الوقت المناسب، شمّاسا، وأسند إليه خدمة الفقراء. وكان يوحنا محبّا، شفوقا سخيّا لا يفرّق في خدمة الفقراء بين مستحق وغير مستحق. وقد ارتبطت لديه محبة الفقراء بالتقشّف والنسك الشديدين. وفي العام 582 فرغت سدّة البطريركية فاختير بطريركا جديدا فمانع ثم رضخ واتخذ اسم يوحنا الرابع. وامتدت خدمته ثلاث عشرة سنة، وهو أول من لقب بـ "البطريرك المسكوني".
حافظ يوحنا، في البطريركية، على نسكه ومحبته للفقير ولم يتغيّر، فكان لا يشرب الماء إلا قليلا جدا ولا يتناول من المأكول سوى بعض الخسّ والبطيخ والتين المجفف والزبيب. ولهذا السبب لقبّته الكنيسة بـ "الصوام". وكان يبدد كل ما لديه على المساكين تبديدًا.ويقال أنّه من كثرة ما أنفق، اضطر، في أواخر حياته، إلى الإستدانة من الأمبراطور.
رقد في سلام عام 595 بعد موته أراد الأمبراطور أن يسترد ما له من ديون على البطريرك. فلما كشفوا على قلاّيته لم يجدوا فيها سوى ملعقة من خشب وقميص من كتّان وجبّة عتيقة.
القديس ماما الشهيد (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان القديس ماما الشهيد من بلاد الكباذوك، ومن عامة الشعب. ولد في أواسط القرن الثالث، وبقي طول حياته راعياً للغنم. لذلك لم يكن يعرف من الدنيا سوى ربّه وقطيع غنمه. فكان ذلك الرجل المسيحي الوديع المتواضع الذي يقوم بعمله لأجل خالقه وإلهه. وكانت مهنته تحمله على دوام التأمل بعظمة الكائنات. وكان راضياً بحاله قانعاً بمعيشته. فلما قام الملك اورليانس يضطهد المسيحيين، سنة 275، قبض ولاته على ذلك الراعي المسكين، وأحضروه مكبّلاً الى مدينة قيصرية، وأرادوا غصبه على الكفر بالمسيح. ولما لم يشأ أن يسمع لهم، وبقي مصرّاً على ايمانه وولائه لإلهه، ازدروه ونكّلوا به تنكيلاً، وأماتوه شرّ ميتة. ففاز بإكليل الاستشهاد، وأضحى الشفيع المشفّع لمدينة قيصرية وبلاد الكباذوك. وإن القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس الثاولوغس يمدحانه مديحاً فائقاً، ويطرئان شفاعته وعجائبه.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : الجليل في القديسين يوحنا الصوَّام
كان يوحنا هذا من مدينة القسطنطينية، أسرته من عامة الشعب، وأبوه يعيش من نحت الحجارة. ونبغ يوحنا في العلوم والمعارف ودخل في السلك الاكليريكي. وما زال يتقدّم في الرتب، حتى صار بطريركاً على العاصمة الرومانية الشرقية.
وامتاز البطريرك يوحنا الرابع هذا بتقواه وصياماته وعلمه وكتاباته، فدعيَ الصوَّام، أي الكثير الأصوام. وترك مؤلفات مفيدة نظير كتاب "التكفيرات Le pénitentiel". وهو مجموعة فرائض تكفيرية تساعد الكاهن المعرّف على فرض ما يجب فرضه من التكفير بحسب أنواع الخطايا.
ويوحنا هو أيضاً من الكتبة الروحيين البيزنطيين في ذلك القرن السادس. لكن كتابات يوحنا البطريرك وسائر معاصريه البيزنطيين لم تكن تضاهي ما تركه بعض الرهبان السوريين والفلسطينيين من التآليف الروحية الجليلة في ذلك العصر عينه.
لقد تصفّحنا بإنعام نظر فهارس المجموعة البولندية الضافية، فلم نعثر فيها على ذكر للبطريرك يوحنا الصوَّام بكونه قديساً من القديسين. ولم نجد له ذكراً في السنكسارات العديدة التي بين أيدينا. ولعلَّ السبب في ذلك ما قام بينه وبين الحبر الأعظم البابا بيلاج الثاني من الخلاف بشأن طمع الكرسي القسطنطيني في السلطة العليا والتقدّم على سائر الكراسي البطريركية الشرقية.
ظهرت مطامع رجال الكرسي القسطنطيني لأول مرة في المجمع المسكوني الثاني، المنعقد سنة 381، في مدينة القسطنطينية نفسها، لما قرّر آباء المجمع أن يسمّى أسقف القسطنطينية بطريركاً وأن يتقدّم على سائر بطاركة الشرق، وأن يكون الثاني من بعد الكرسي الروماني. إلا أن الحبر الأعظم دماسيوس اعترض بشدّة على هذا التدبير ولم يقبل به.
ثم عاد آباء المجمع الخلقيدوني سنة 451، فجدّدوا قرار المجمع القسطنطيني وثبّتوه، واعترفوا بتقدّم كرسي القسطنطينية، وجعلوا له شيئاً من السلطة على سائر البطاركة. فقام الحبر الأعظم لاون الكبير ونقض بسلطانه الأعلى ذلك القرار وأبطله. إلا أن أساقفة القسطنطينية وبلاد الشرق قاطبة قبلوا به، وساروا عليه، مع مخالفته للشرع.
وفي سنة 558، جمع يوحنا الرابع الصوَّام، بطريرك القسطنطينية، مجمعاً إقليمياً وأعلن فيه نفسه بطريركاً مسكونياً. فقام البابا بيلاج الثاني واعترض على ذلك الإعلان ونقضه. لكن بطاركة القسطنطينية حملوا ذلك اللقب وعملوا به، وتسلّطوا على سائر الكراسي البطريركية الشرقية مع ممانعة الكرسي الرسولي. أما إعلان يوحنا الصوَّام هذا، فإنه كان صدًى لقرار الامبراطور يوستنيانس رقم 131/2 وفيه يقول "نقرّر أن يكون قداسة بابا رومة القديمة الأول بين الأساقفة، وأن يكون غبطة رئيس أساقفة القسطنطينية وهي رومة الجديدة، الثاني بعد الكرسي الروماني الرسولي المقدّس، وأن يتقدّم على سائر الكراسي".
وبقي الكرسي الرسولي مقاوماً لتلك المطامع حتى انعقاد المجمع الفلورنتيني سنة 1439، فإنه رضيَ بذلك وأقرّ لبطريرك القسطنطينية لقب "البطريرك المسكوني".
ومهما يكن من هذا الجدل التأريخي البحت، فإنه يجدر بنا نحن المسيحيين الخالصي النية أن نأخذ عن هذا القديس ميله الشديد الى التوبة وتكفير الخطيئة بالصوم الذي يُعنت الجسد ويعنِّيه، لكنه يرفع العقل والقلب عن المادة والدنايا ويلصقهما بالله الذي هو روح وحياة سامية، عملاً بوصية الرسول القائل "إنكم اذا عشتم بحسب الجسد تموتون، وأما اذا أمتُم بالروح أعمال الجسد فتحيَون".
استشهاد القديسين بنيامين واودكسية اخته (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بنيامين وأخته القديسة أودكسية (أفدوكية). كان والداهما مسيحيين تقيين محبين للغرباء فربياهما تربية مسيحية. ولما كبر بنيامين اشتاق أن يستشهد علي اسم المسيح فذهب إلى شطانوف وأعترف أمام الوالي بالسيد المسيح فعذبه كثيرا ثم أودعه السجن. فلما علم والداه وأخته أتوا إليه باكين فعزاهم وعرفهم بزوال هذا العالم وحياة الدهر الآتي التي لا نهاية لها فلما سمعت منه أخته ذلك له: "حي هو الرب أني لا أفارقك حتى نموت معا " فوضعهما الوالي في مكان مظلم مدة عشرين يوما. ثم أخرجهما وعلق في عنقيهما حجارة ثقيلة، وطرحهما في البحر فنزل ملاك الرب وحل الحجارة وظلا سابحين علي وجه الماء إلى أن وصلا إلى بلدة بطره فوجدتهما فتاة عذراء وأنقذتهما فرجعا إلى الوالي واعترفا بالمسيح فأمر بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة. وبني المؤمنون لهما كنيسة في بلدهما شنشور.
صلواتهم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديسة مريم الارمنية
في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة مريم الأرمنية. كانت أسيرة فطلب منها أن تجحد إيمانها بالسيد المسيح فلم تقبل وعُذِّبَت عذابا شديدا ولكنها ظلت ثابتة علي إيمانها ولما هددت بحرقها في حفرة مشتعلة عند باب زويلة بالقاهرة، اجتمع هناك جموع كثيرة وظلوا يصعبون عليها الأمر فقالت: "حسنا أن القي روحي بين يدي سيدي والهي ومخلصي يسوع المسيح " وبسرعة ألقت نفسها في الحفرة فنالت إكليل الشهادة.
صلاتها معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.