قديسو اليوم: 12 آب 2016
وكان القديس يشكر الله الذي قواه على احتمال العذاب وصانه سالماً. واخذ يصلي ليبيد الله صنم تلك المدينة هيركليوس، فاستجابه الله واهبط ذلك الصنم امام الناس فتكسر. فخزي الوثنيون لدى هذه الآية واشتد حنق الملك فأمر بقطع رأس القديس. وما رفع الجلاد سيفه فوق عنقه، حتى شلت يده، فارتد خائباً مذعوراً.
وكان اخوه فوتيوس ناظراً بعين دامعة الى جهاد اخيه الجاثي على ركبتيه، فركض اليه ووقع على عنقه يقبله، راغباً في الاستشهاد معه لاجل الايمان بالمسيح فأمر المغتصب بان يذيقوهما من العذابات انواعاً تقشعر لها الابدان. وهما صابران يشكران الله. ثم القوهما في السجن فأقاما فيه مدة طويلة بالصلاة يستعدان لسفك دمائهما في سبيل ايمانهما بالمسيح. عندئذ أمر الملك باخراجهما من السجن وطرحهما في اتون نار متقدة، وفيه نالا اكليل الشهادة، وبقوة الهية بقيت جثتاهما مصانتين من الحريق فأخذهما المسيحيون ودفنوهما باكرام. وكان ذلك سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.
القديسان الشهيدان فوتيوس وأنيكيتوس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
عاش القديسان فوتيوس وأنيكيتوس في نيقوميذية، العاصمة الشرقيّة للأمبراطورية الرومانيّة، زمن الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس. فوتيوس كان ابن أخ أو ابن أخت أنيكيتوس و قيل لا بل أخوه.
في ذلك الزمان أصدر ذيوكليسيانوس مرسوماً أوجب فيه على كلّ مواطن أن يظهر ولاءه للأمبراطور بتقديم العبادة للأصنام، وهدّد المسيحيّين بكلّ أنواع التعذيب والنفي إلى أقصى الأرض إذا لم يذعنوا. هذا أحدث في العاصمة اضطراباً ليس بقليل. وقد عمد عدد كبير من المسيحيّين إلى نكران الإله الواحد، خوفاً من العذابات، وخضعوا لأوامر قيصر، فيما قاوم الراسخون في الإيمان، بجرأة، كلّ تهديد. وإذ تسلّحوا بعلامة الصليب الظافر اعترفوا، بالفم الملآن، باسم المسيح وبذلوا أنفسهم للتعذيب. امتدّ الاضطهاد إلى مختلف مدن الأمبراطورية وتسبّب في وقوع الضحايا لا تعدّ ولا تحصى.
وعلى مدى سنتين كان ذيوكليسيانوس يتنقّل بين تسالونيكي ونيقوميذية ليقف على سير تنفيذ مراسيمه في الشأن المذكور. وقد جمع المشيخة، بحضور العسكر، وأمر بعرض أدوات التعذيب، المنجيق، والعجلة، والمشواة. مجرد النظر إلى هذه الأدوات كان يثير الهلع. ثم خطب في الجموع. وفيما عمّ الاضطراب الشديد، تقدّم عضو في المشيخة، الكونت أنيكيتوس، المعروف بسعة ثقافته وحكمته. تقدّم من الأمبراطور وتوجّه إليه بجسارة وسخرية من التهديدات الباطلة الّتي أطلقها صوناً لأوثان لاحياة فيها ولا طاقة لها على الدفاع عن نفسها. ثم اتّهمه بإعلان الحرب على الإله الحيّ وأنّه يجبر الناس، المخلوقين على صورة الله ومثاله، على السجود لحجرة منحوتة ولخشب محفور. أضاف: وحده المسيح هو السّيد الحقيقيّ للسماء والأرض وبه تعطى كلّ سلطة للملوك والحكّام، إذ هو وحده مزيّن السماء بالنجوم والأرض برونق النباتات والحيوانات خدمة للإنسان وحثّاه على تمجيد الله.
أغاظ هذا الكلام الأمبراطور فاتّهم أنيكيتوس بالتجديف على الإلهة. فأجابه القدّيس أيّا هي حسنات الأصنام الّتي لا يمكننا بحال، أنّ نسميها آلهة لأنّها بحاجة للنحت والتزيين. ثم اعترف بإيمانه بإله واحد في ثلاثة أقانيم، يسبغ على المسيحيّين نعمة الظفر على أمير هذا العالم. استبان الجمهور مائلاً إلى أنيكيتوس، ولولا تدخّل الجنرال بلاسيديس لكان الأمبراطور فتك بالناس.
عمد عندها ذيوكليسيانوس إلى جلد القدّيس وأطلق عليه أسداً الذي لم يؤذه. عند ذلك تمّصلبه وعرضه للنار لكن الممحاولة باءت بالفشل، فانضمّ إليه فوتيوس ومجّد الله معه، فألقيا اٌثنان بحفرة ومثلا في اليوم التالي أمام الأمبراطورن وبعد ثلاثة ايام تمّ القضاء عليهما بالنار.
تذكارالقديسين الشهيدين فوتيوس وأنيكتس(بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان فوتيوس وأنيكتس أخوين شقيقين، وكانا من مدينة نيكوميذية العظمى ومن أشراف المملكة. وكان أنيكتس برتبة كونت، ذا شهرة ونفوذ كبيرين في أيام الملكين ذيوكلسيانس ومكسميانس، في أوائل القرن الرابع. إلاّ أن الفضائل المسيحيّة والتقوى الحقيقيّة كانت زينة حياته وحياة أخيه، أكثر ممّا كانت تزيّنها الرتب والأموال.
فلمّا قامت زوبعة الإضطهاد في نيكوميذية وعمّت أنحاء المملكة، أخذت حكومة ذيوكلسيانس تتحرّى الناس وتميت كل من يجرأ على الإعتراف بالمسيح. فلمّا رأى الكونت أنيكتس ذلك، ورأى أخوانه المسيحيين ترتعد فرائصهم هلعاً من قساوة الإضطهاد وفظاعة أنواع العذاب، قرّر في نفسه أن يضحّي بذاته في سبيل أخوانه، فيكون للمسيحيين مثالاً حسناً وسبب جرأةٍ وشجاعة في تلك الأيام العصيبة. فضحّى بكل غالٍ ورخيص، وترك الوظائف والرتب والأموال والحسب والنسب، وذهب إلى دار الملك، فجاهر بنصرانيته واعترف بالمسيح وبإيمانه.
فقُبض عليه وقُدّم للملك. فدهش ذيوكلسيانس لتلك الجرأة، وثار ثائره لمّا رأى أحد رجاله يهزأ بمراسيمه ويتحدّاه حتى في عُقر بيته. فأمر به الجند، فنكلوا به تنكيلاً وأذاقوه من العذابات ما تقشعرّ له الأبدان. فصمد لها بثباتٍ واحتملها بصبرٍ وجلادة. ولمّا لم ينالوا منه مأرباً طرحوه للوحوش لتفترسه. لكن تلك الحيوانات الضارية كانت له أقل شراسةً وشرّاً من أخيه الإمسان، فأتت وربضت أمامه وأنَست به. حينئذٍ أمر الملك بضرب عنقه. فلما همّ الجلاّد بقطع رأس ذلك البطل المغوار شُلّت يمينه، فلم يقدر أن يمدّها إليه بسوء وبينما كان جاثياً على ركبتيه ليتلقّى الضرب بالسيف، ركض أخوه فوتيوس إليه وأخذ يقبّله ويبكي على عنقه، فقبضوا أيضاً عليه وذهبوا به وبأخيه إلى السجن. فبقيا أيّاماً يستعدّان للموت وللإستشهاد بالصلاة وتلاوة المزامير، ويشجّع الواحد الآخر في ذلك الجهاد الأخير.
ثم أخرجوهما وعذّبوهما بالضرب والجلد وتفكيك الأعضاء، فلم يقدروا أن ينالوا من ثباتهما وشجاعتهما. فزجّوهما في النار فاحترقا، وهكذا ظفرا معاً بإكليل المجد المعدّ للشهداء الأبطال.
استشهاد القديسة يوليطة (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة يوليطه. ولدت بقيصرية القبادوق من أبوين مسيحيين غنيين فورثت عنهما أموالا جزيلة فاغتصبها منها أحد الظالمين بواسطة شهود زور أقامهم ضدها بالرشوة ولما علم أنها تريد إقامة الحجة عليه لتظهر اغتصابه وكذبه وشي بها عند والي القبادوق أنها مسيحية فقالت في نفسها أن الأشياء الحاضرة ليست شيئا لتعرضها للضياع أما الأمور المقبلة فان أنا اقتنيتها فلن ينزعها أحد مني ولما حضرت أمام الوالي اعترفت باسم المسيح فطرحها في النار فأسلمت القديسة يوليطا روحها الطاهرة بيد الرب ونالت عوض أملاكها الفانية الحياة الأبدية وقد مدحها القديس باسيليوس الكبير كثيرا.
صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.