دينيّة
12 أيلول 2017, 13:00

في سانتوريني لبنان.. ديرٌ فائق الجمال

تمارا شقير
على سحر إشراقة الشّمس يستيقظ دير دخول السّيّدة- النّاطور، وعلى أروع غياب شمس يغفو..

 

يقع على شاطئ بحر سانتوريني لبنان في أنفه، على بعد 70 كيلومترًا من العاصمة بيروت، ويحوط به سهل واسع تكسوه الشّجيرات والأعشاب البريّة.

يرتبط أصل الدّير بأسطورة، إذ يُحكى أنّ رجلًا غنيًّا من المنطقة قد زنى فعلّق بكاحله، لشدّة شعوره بالذّنب، سلسلة حديديّة محكمة الإقفال، ورمى المفتاح في البحر، وعزل نفسه في كهف بالقرب من شاطئ البحر. وفي يوم من الأيّام أحضر إليه صيّاد سمكة لتناولها، فعثر في أحشائها على مفتاح السّلسلة، وعلم حينها أنّ الله قد خلّصه من عذابه وسامحه على خاطاياه، فبنى إثر ذلك ديرًا فوق الكهف كرّسه لوالدة الإله وأطلق عليه اسم النّاطور.

ولكن من جهة أخرى، تفيد وثيقة من العهد الصّليبيّ أنّ السّيسترسيّين بنوا الدّير.

تعرّض الدّير لاعتداءات كثيرة، فقصفته سفينة روسيّة خلال الحرب العالميّة الأولى، وتوّقفت بعد سنوات الحياة الرّهبانيّة فيه، مع وفاة رئيس الدّير باسيليوس دبس.

أصبح الدّير في القرن العشرين ملجأً لرعاة المناطق الشّماليّة المجاورة، إلّا أنّ الأخت كاترين الجمل بدأت في العام 1973 بإعادة إصلاحه، ولكنّها سرعان ما اضطرّت لمغادرة المكان في العام 1976 مع اندلاع الحرب الأهليّة، لتعود بعد 3 أعوام وتكمل رسالتها السّامية.

حوّلت الأخت كاترين البناء من ركام إلى دير أرثوذكسيّ جميل تقوم في داخله مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصّة.

يتميّز دير النّاطور بالأيقونات والرّسوم الجداريّة الّتي تُزيّن أرجاءه، فالكنيسة الصّغيرة تحوي أيقونات الإيقونسطاس القديم وتنتمي إلى التّقليد الإيكونوغرافيّ اليونانيّ من القرنين الـ18 والـ19. أما الكنيسة الكبيرة المكرّسة لدخول السّيّدة فهي شبيهة بهيكل كنيسة البلمند، تتألّف من صحن رئيسيّ واحد طويل، تعلوه قبّة أسطوانيّة عالية ومسنّنة. وفي القبّة رسمت أيقونة كبيرة تُصوّر العذراء مريم تصلّي وتضمّ الطّفل يسوع الّذي يمدّ يده مباركًا.

يتميّز دير دخول السّيّدة بموقعه الجغرافيّ، فكلّ من زاره ذهل بجماله وبالمناظر الخلّابة الّتي يطلّ عليها، وكلّ من داست قدماه أرضه المقدّسة، سُحرت روحه بنسمة إيمان نفحتها عليه السّيّدة العذراء ليُشبّع فيها قلبه محبّة لابنها يسوع المسيح.