فاطيما في سطور
تحمُّلُ الالامِ من أجل اصلاح الأثمةِ وهدايةُ الخاطئين، وتِلاوةُ الوردية من أجل السلام في العالم ولإنهاء الحروب، هذه كانت الرسالةُ الأولى للعذراء في الظهور الأول.
في الظهور الثاني طلبتِ العذراءُ من الأطفال أن يصلّوا المسبحةَ يومياً. ووعدت بأخذ جاسِنتا وفرانسيسكو الى السماء، أما لوسيا فسلمتها مَهمّة البقاء في هذا العالم لإقامةِ الصلاة وتكريسِ نفسِها لقلب مريم. وفي هذا الظهور منحت السيدةُ العذراء الأطفالَ رؤيةً أخرى لله، كاشفةً عن قلبها النقي الذي أحاطت به الأشواكُ التي تعبِّرُ عن الانتهاكات والإهانات التي أحدثتها أخطاءُ الانسانية، والبحثُ عن الإصلاح والتكفيرِ لهم.
أمّا في الظهور الثالث الذي حدث في الثالث عشر من تموز فقدمت خلاله العذراءُ سراً من ثلاثةِ أجزاء صانه الأطفالُ بحرارة. دار الجزأين الأوَلَين عن رؤيةٍ لجهنم ونبوءةِ الدَورِ المستقبلي لروسيا وكيفية الاتقاءِ منه، والذي لا يجب أن يُكشَفَ عنه الى أن تكتبَه الأخت لوسيا في مذكرتها الثالثة بطلب من المطران سنة 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادةً بالسر الثالث، قد نُقِلَ الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.
هذا وتوالت الظهوراتُ تباعًا والتي كان يشاركُ فيها أكثرُ من عشرينَ ألفَ شخصٍ، وتزامن ذلك مع بروز إشاعات شككت في مصداقية الظهورات.
إلى أن ظهرت العذراءُ الخفيةُ للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال في يوم الثالث عشر الماطر من شهر تشرين الأول من العام 1917 في فاطيما. وحضر في تلك الأمسية أكثرَ من سبعينَ ألفَ شخصٍ الى فاطيما، ولم يستطع أحداً رؤيتَها سوى الأطفال. وصرحت بأنها مريم المقدّسة. وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورِها التالي، فجأةً توقّفت الأمطارُ وانقشعَ الغيمُ ليكشفَ عن الشمس. وبدأت الشمسُ تدور وكأنها ستقع، وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق، واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت. إلاّ أنّ الشمس عادت واتخذت موقعَها الطبيعي في السماء. وعُرِفَ أن هذه الظاهرةَ قد حدثت مرتين، وكانت بالفعلِ معجزةَ الشمس.
وصمتت العذراءُ حتى العاشر من كانون الاول العام 1925، الى أن ظهرت للوسي مع طفلها في سحابةٍ من ضوء، وقال الطفل: "استمدّي الرحمةَ من قلب امِك المقدسة، المحاطُ بالأشواك التي تعبِّرُ عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالون يطعنون قلبها، ويستمرون في عمل ذلك دون أن يُزيلَ أيِ أحدٍ منهم الأشواكَ عن طريق العودة الى الله".
وفي العام 1929 قالت مريم العذراء للوسيا أنّه حان لروسيا أن تكرّس نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها الى الرب.
يُذكر أن فرانسيسكو الذي أصيب بالحمى الأسبانيّة، توفّي العام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة بينما توفيت جاسِنتا العام 1920 عن عمر يناهز التاسعة، وقد رفعهما البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصاف الطوباويين في الثالث عشر من أيار العام 2000 حينما زار المـَقام في فاطيما.
أما الأخت لوسي فقد تُوفّيت في الثالث عشر من شباط العام 2005 عن عمر يناهز السابعةَ والتسعين.