عيد جميع القديسين.. أصوله وإلامَ يرمز
القداسة ليست امتيازاً إنما هي دعوة لجميع المسيحيين المعمدين بالروح القدس. لذلك نحن جميعنا مدعوون للسير على درب القداسة، وهو درب يسوع المسيح، الذي يعلّمنا كيف نصبح قديسين. وهو يُرِينا الطريق في إنجيل التطويبات إذ قال: "لما رأى الجموع صعد الجبل وجلس، فدنا إليه تلاميذه فشرع يُعلِّمهم قال:
طوبى لفقراء الروح فإنّ لهم ملكوت السماوات.
طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض .
طوبى للمحزونين فإنهم يُعزَّون.
طوبى للجياع والعِطاش إلى البر فإنهم يُشبَعون .
طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون.
طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله .
طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يُدعَون.
طوبى للمُضطهدين على البِرّ فإن لهم ملكوت السماوات .
طوبى لكم، إذا عيّروكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كَذِب من أجلي،
افرحوا وابتهجوا: إنّ أجركم في السماوات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم ." (متى 5: 1- 12)
في الواقع، إن ملكوت السماوات هو للذين يضعون ثقتهم في محبة الله؛ فملكوت الله هو لذوي القلوب البسيطة، والمتواضعة، والذين لا يدينون الآخرين. ملكوت الله هو للذين يتألمون مع المتألمين ويفرحون مع الفرحين. ملكوت الله هو للمسالمين وللرحماء وللذين يسعون لصنع المصالحة والسلام؛ فالقديسون هم فاعلو مصالحة وسلام؛ يساعدون دائما الآخرين على إيجاد المصالحة، ويجتهدون دائماً لإحلال السلام.
القديسون كثر حتى في يومنا هذا الذي يطغى عليه الشر والتكنولوجيا والعولمة. والبرهان على ذلك القديسين المعاصرين الذين أحببناهم وطالبنا بتقديسهم، نذكر منهم الأب بيو والأم تريزا والبابا يوحنا بولس الثاني وغيرهم من القديسين. إنهم قديسون استحقوا التطويبات ونحن شهدنا على قداستهم، ولمسنا حقيقة حضور الروح القدس بين البشر وتجلّت لنا محبة الله.
على غرار جميع القديسين، لم يصبح هؤلاء قديسين بين ليلة وضحاها، لقد عانوا الكثير. على غرارنا، كانت لديهم شكوكهم وتساؤلاتهم ومخاوفهم وانسانيتهم، لكن ما يميزهم عنا هو أنهم عاشوا فرح المسيح في حياتهم واختبروا رجاء القيامة بثقة عميقة.
ما أروع القداسة؛ إنها طريق رائعة مميزة بالفعل! ولا ننسى أننا كلنا مدعوون الى القداسة!
tag