دينيّة
03 آب 2015, 21:00

عام على تهجير المسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى

(ليا معماري، نورنيوز) في السادس من آب العام المنصرم، وتحت الممارسات الإرهابية لتنظيم داعش، غادر المسيحيون للمرة الاولى، مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق ،مخلفين وراءهم كنائسَ ومنازلَ ومحال وحياة مسيحيّةً ضاعَت معالمها مع سيطرة هذا التّنظيم على أرض الموصل.

هذا، وإنّ إفراغ الموصل وبلدات سهل نينوى من المسيحيين وصمةُ عار، لا بل جريمةٌ بحقّ العراق وشعبه وتاريخه، تتحمّلُ مسؤوليّتها الدول العربية، والإسلاميّة، والمجتمع الدولي.
ومع مرور عام على هذه الذكرى الأليمة، يبدو ان هذه الهجمة هي جزء من مخطط لتمزيق الشّعوب وشرذمة الشرق الأوسط وتقسيمه، كما إن الدوافع لم تكن دينية وإنما سياسية، وتتمثّلُ في المنفعة والمصالح، وهما لغة السياسة العالمية.
وإزاءَ هذا الواقع الأليم، أسئلة عديدة تطرح نفسها: أَلَم يحِن للمجتمع الدّولي أن يتناولَ تهجير العراقيين على نحوٍ أفعل؟ والى متى سيقى المسيحيون عُرضةً للاضطهاد والتّهجير والقتل؟ وهل ما يقوم به "داعش" مسألةٌ مشروعةٌ إسلاميًّا؟
عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب أكد في حديث لتيلي لوميار ونورسات "أن داعش هي فكر دخيل على مجتمعنا وعلى المسلمين أن يعوا أن الوجود المسيحي في المنطقة هو ضرورة وحاجة لوجودهم ، متسائلا وبإلحاح، ما هي الوسيلة المتاحة لحماية المسيحيين اليوم؟ أين الخطة المسيحية والآليات المعاكسة لصد الهجمات التكفيرية التي ترتكب بحق المسيحيين؟ وأين الكنيسة من ذلك؟

من جهته، دعا رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد الى ضرورة عقد مؤتمراتٍ عربيةٍ وعالميةٍ تهز الساحتين الوطنية والعالمية، ينبثق عنها قناعاتٍ ورؤيةً شاملةً لمعالجة هذه الأزمة الوجودية.


مقابل ذلك، وفي الوقت الذي يتساءل فيه المهجرون عن قُربِ عودتهم الى أرض الآباء والأجداد، رأى بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل ساكو " أن لا ايجابيات تلوح في الأفق الا اذا وجدت الضمانة الدولية وتم طرد الجذور التكفيرية".
وما بين كفي التهجير والرضوخ للأمر الواقع، هل مِن أملٍ عند مسيحيي العراق بَعد؟