دينيّة
12 تشرين الثاني 2015, 22:00

شهداء تفجيرَي برج البراجنة ليسوا مجرد أرقام.. هم قصص وحكايات

(ساندرا زيناتي، تيلي لوميار) هم ليسوا مجردَ أرقام... بل قصصٌ وأحلامٌ وطموحات. ليسوا هم مجردَ جُزءٍ من حدثِ تفجيرَين إرهابيين.. بل هُمُ الحدثُ نفسُه. هم أفرادٌ وأطفالٌ بَكوَا في لحظات، وضحكوا في أخرى، لعبوا، أحبوا، عشقوا وأسسوا صداقات وأسر.

المشهد اليوم، إلى جانب الدمار والخراب اللذين لحقا بمنطقة برج البراجنة السكانية، وانتشار صور الشهداء على الجدران، والاستنكارات، وعمليات مسح المنطقة، ورفع الأدلة، المشهدُ هو لِلُبنانيين من مختلف الأعمار رحلوا آخذين معهم جُزءًا منا، ولآخرين على أسرّة المستشفيات، لا نعلم إن كانوا سيخرجون في أكفان، لا قدَّرَ الله، أو على الأقدام، إنْ شاءَ هوَ نفسُه.
هذا المشهد تُقابلُه مشاهدَ أخرى عديدة، مشاهدَ أهلٍ لم يبق لديهم سوى الحمضِ النووي ليتمكنوا من التعرف على أبنائهم الشهداء، وآخرين تغص بهم أروقة المستشفيات آملين أن يسمعوا تشخيص طبيب قائلاً: "زال الخطر عنه، إنه بخير". ولاسيما أقرباء الجريح الطفل حيدر حسين مصطفى الذي يتّمه هذا التفجير الإرهابي.
سياسياً، كلّف رئيس الحكومة تمام سلام الهيئةَ العليا للإغاثة القيامَ بمسح سريع لمكان تفجير برج البراجنة تمهيدا للتعويض عن الأضرار التي خلفتها عبوتي الانتحاريين غير اللبنانيين، وتَزن الأولى 7 كيلوغرامات والثانية 2 كيلو من المواد المتفجرة.
قضائياً، أعطى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر تعليماتِه إلى الاجهزة المختصة بتسليم الجثث التي انتهى الكشف عليها من جانب الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، إلى ذويها.
وفي المقلب الآخر استنكرت القوى السياسية التفجيرَين الإرهابيين داعيةً إلى تضافر الجهود لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد لبنان.
كما ندد عدد من الدول بتفجيري برج البراجنة، وتم التأكيد على دعم المؤسسات اللبنانية، ولاسيما أجهزة الأمن على اختلافها.
رؤساء الطوائف والكنائس نددوا بدورهم بالتفجيريين الإرهابيين، مشددين على ضرورة تضافر اللبنانيين وتحصين الساحة الداخلية من خلال الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وأمام كل هذه المشاهد نقف لحظة صمت على راحة أنفس الضحايا، ولاسيما الشهيد عادل ترمس الذي استشهد عندما منعَ الانتحاريَّ من الدخول إلى مسجد الإمام الحسين في عين السكة، في منطقة برج البراجنة.