دينيّة
11 نيسان 2018, 07:00

خاصّ- "يا مار شربل أنا بالعناية الفائقة ناطرك!"..

ريتا كرم
هي صرخة باتريك جورج النّوّار للقدّيس شربل بعد درب جلجلة طويلة من الآلام والأوجاع الّتي لم يكتشف الأطبّاء سببها إلّا بعد أن تنقّل بين 10 مستشفيات عاينه خلالها 48 طبيبًا. درب توّجها في النّهاية طبيب السّماء بلمسة شافية جعلت من هذه الأعجوبة الرّقم 62 الّتي تُدوّن في سجلّات دير مار مارون- عنّايا بعد عيد مار شربل، في 17 آذار/ مارس 2018.

 

وفي حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" الإخباريّ، يخبر باتريك أنّه مع حلول زمن الميلاد 2017، عانى من وهن جسديّ راح يتفاقم مع مرور الوقت. ضعف ظنّه في بادئ الأمر نتيجة إصابته بالزّكام. ولكن الأمور راحت إلى الأسوأ فضعف العضل وأضحى لا يقوى على التّنفّس جيّدًا ما استوجب دخوله إلى المستشفى. فبدأت بذلك رحلته بين مستشفيات لبنان الّتي لم يتوصّل أيّ من أطبّائها إلى تشخيص حالته بدقّة واضحة، وانتهى به المطاف في مستشفى جبل لبنان حيث أمضى ثلاثة أسابيع لا يغذّيه خلالها إلّا المصل ولا يروي عطشه سوى الماء، وخضع خلالها من جديد لفحوص طبّيّة عديدة كشفت عن إصابته بمرض نادر يُسمّى "غيامباريه"، مرض من الممكن أن يقوده إلى شلل نصفيّ. وللتّأكّد أكثر أجري له زرع أُرسله الأطبّاء إلى فرنسا لفحصه.

وبانتظار النّتيجة، حدث أمر مفاجئ مع باتريك. ففي 22 شباط/ يناير، تلقّى اتّصالاً من سيّدة كان قد قدّم لها المساعدة في التّاريخ نفسه قبل عام، كانت تطمئنّ عليه عن طريق الصّدفة وطلبت زيارته ومساعدته كردّ للجميل، فتمّ اللّقاء في المستشفى ظهرًا، وقدّمت له مسبحة صلاة كان بأمسّ الحاجة إليها. وفي فترة بعد الظّهر تلا النّوّار مسبحة الورديّة وناجى مار شربل بعفويّة وصدق سائلاً إيّاه الشّفاء عالمًا بأنّ هناك من هم أولى منه ويستحقّون أكثر منه لمسة الشّفاء هذه، فقال: "أتمنّى بس تشفي الكلّ وتخلّص منهم، إذا ضلّيتك ذاكرني أنا ناطرك بالعناية الفايقة!"، متمنّيًا أن يترك له علامة في حال لبّى الدّعوة.

وفي حين كان اللّيل قد أسدل ستائره والفجر أضحى قريبًا، وتحديدًا عند الثّالثة والنّصف صباحًا، شعر باتريك النّوّار- وهو لا يزال مستيقظًا- بطيف يمرّ فوقه تاركًا على جبينه إشارة صليب رماديّ استمرّ ظهوره 40 دقيقة على مدى ثلاثة أيّام. صليب لم يدرك وجوده لولا والدته الّتي رأته عندما زارته في غرفته الّتي نُقل إليها بطلب منه وعلى مسؤوليّته.

في 25 شباط/ يناير، زار الطّبيب المريض في غرفته معاينًا ظهور الصّليب بأمّ العين، مبشّرًا باتريك أنّ المختبرات الفرنسيّة نفت إصابته بأيّ مرض. هذه البشرى أخرجته من المستشفى بعد يومين وأعادته إلى حياته الطّبيعيّة، ليشهد لنعمة السّماء الّتي وقّعها مرّة جديدة قدّيس لبنان الأوّل: شربل مخلوف.