دينيّة
22 كانون الأول 2016, 14:00

خاصّ- حبيس كولومبيّ في وادي قاديشا اللّبنانيّ

تمارا شقير
هو الأقرب إلى قلوب جميع المؤمنين والأكثر شعبيّة من بين الحبساء.. هو ذاك المواطن الكولومبيّ الّذي ترك بلاده وعائلته واختار التمثّل بالقدّيس شربل والإستحباس.. هو الأب الحبيس داريو اسكوبار، حبيسٌ تابع للرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة يقطن منذ سنين في محبسة سيدة حوقا في وادي القدّيسين- قاديشا.

بعد الإطلاع على تفاصيل حياة الحبيسين الأب يوحنا خوند والأب أنطوان رزق، ينهي اليوم موقع "نورنيوز" مسيرة الإيمان الّتي سبق وبدأها للتعرّف على حياة حبساء دير مار أنطونيوس- قزحيا مع الأب داريو اسكوبار. بمن تأثّر هذا الحبيس، ما الّذي دفعه إلى الإستحباس وما هو نمط عيشه في المحبسة؟ كل هذه التّفاصيل وسواها أطلعنا عليها نائب مدير عام مدارس الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأب شربل يوسف في حديث خاصّ مع موقعنا.

على الرّغم من انخراطه في المجتمع وفي الحياة الأكاديميّة، شعر داريو اسكوبار برغبة في الدخول إلى الرّهبانيّة والإستحباس خصوصًا بعدما ذاع صيت القدّيس شربل عالميًّا، فولد عنده فضول لمعرفة هوية هذا القدّيس وطريقة عيشه.

من هنا، تواصل الحبيس من كولومبيا مع الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، فطلبت منه الرّئاسة العامة القدوم إلى لبنان والخضوع إلى اختبار لاكتشاف نمط الحياة. وهكذا حصل، فأتى الأب اسكوبار إلى لبنان وعاد من ثم إلى بلاده ومارس نمط حياة جديد: حياة التعليم الرّسولي. ولكن هذا النمط لم يشف غليل الأب اسكوبار، لذا قرّر الهجرة إلى لبنان ودخول الرّهبانيّة بهدف اعتناقه حياة النسك.

انتسب الأب اسكوبار إلى الرّهبانيّة، ومكث أوّلاً في دير كفيفان ومن ثمّ في دير مار أنطونيوس قزحيا قبل أن يستحبس في محبسة سيدة حوقا في وادي قنوبين المجاور لدير قزحيا. ومنذ ذلك الحين، يتّبع الحبيس نظامًا معيّنًا، فيتناول وجبة طعام واحدة خلال النّهار، ينام خمس ساعات كحدٍّ أقصى، أما ما تبقى من الوقت، فيتوزع بين الصلاة والتّأمل، المطالعة والقراءة، والعمل في الأرض.

من جهة أخرى، يتميّز الأب الحبيس داريو اسكوبار بطيبة قلبه وقربه من النّاس، فهو الحبيس الأكثر شعبيّة وكثيرًا ما تتداول صوره على مواقع التّواصل الإجتماعيّ، إلّا أنّه يفضّل في بعض الأحيان البقاء داخل محبسته لتمضية وقت جميل مليء بالخشوع مع يسوع المسيح.

تحتوي محبسة الأب داريو على كتب كثيرة يطالعها ويحاول ترجمتها، ذلك إلى جانب رسالة خطيّة علّقها على الحائط وأوصى بإرسالها إلى ذويّه في كولومبيا بعد وفاته.

مميزٌ هو هذا الأب الحبيس، هو من قرّر التّخليّ عن عمله وعائلته وبلده للقدوم إلى لبنان والتّمثّل بحبيس عنّايا فاعتناق النسك، لذا، اجعلنا يا ربّ على مثال الأب داريو اسكوبار مؤمنين متمسكين بمبادئنا الدّينيّة ومولعين بحبّك الأبدي، آمين.