بعد 25 عامًا من ألمٍ في ظهره.. جنديّ المسيح يُشفى!
جراح واضحة حفرتها الحرب على ظهره بقسوة وعنف لتؤرّخ اليوم الذي انفجرت فيه قذيفة ضلّت اتّجاهها تاركة الجنديّ موجوعًا لفترة 25 عامًا.
سنوات عصيبة هي، لم يملّ فيها الألم من مضايقة حامله، ألم تمسّكت مخالبه بعظام الجنديّ وجلده، ألم أخذ من ظهره مبيتًا ليليًّا يستعرض فيه أفظع الأوجاع.
زوجة الجنديّ شاركت في الاستعراض الذي فرضه الألم أيضًا، فهي كانت تشهد على صراخ زوجها الموجع وآهاته الشّاقّة وتحاول جاهدة إخماد نار الألم بصبر ورجاء.
هذا القبول الفرِح تسلّح به الجنديّ أيضًا، فما كانت سنواته الـ25 القارصة إلّا مسرحًا طيّبًا للخضوع لمشيئة الله بقناعة مصحوبة بالإيمان العظيم المتوَّج بالإرادة والعزم.
القدّاس الإلهيّ ضرورة ملحّة للعائلة، فالجنديّ والزّوجة كانا أسبوعيًّا يحملان صليب الأوجاع ويرفعاه على مذبح الرّبّ فيباركه المسيح وينعش خشبه ويحيي صاحبه بالرّجاء.
غير أنّ المسيح أبى إلّا أن يخفّف من ثقل صليب الوجع، فأضفى على الجنديّ نعمة الشّفاء التّام إذ غابت الجراح والأوجاع واختفت الصّفائح المعدنيّة، ليصرخ الشّافي بإيمان: "لا شيء مستحيل مع الآب، هو ربّ الممكن!"