القدّيس شربل.. حبيس قبل 23 عامًا
فيها أمضى وقته في الصّمت والصّلاة والعبادة والشّغل اليدويّ في الحقل.
فيها إلتحم بيسوع المسيح مكرّسًا صلواته وأفكاره وأعماله في خدمة الرّبّ.
فيها ناجى الرّب طوال اللّيالي.
فيها كان مثال القدّيس والنّاسك، ينهج منهج الآباء الحبساء القدّيسين.
فيها كان إنسانًا سكرانًا بالله.
فيها ركع على طبقٍ من قصب أمام القربان، يتضرّع ويصلّي.
فيها عانى آلام الإحتضار هادئًا، ساكنًا على الرغّم من الأوجاع المبرّحة.
فيها مات يوم 24 كانون الثّاني 1898 مردّدًا الصّلاة التي لم يستطع أن يكملها في القدّاس الأخير: "يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك...!".
هي محبسة القدّيسين بطرس وبولس - عنّايا، التي ألهم الله القدّيس شربل بالإستحباس فيها في 15 شباط عام 1875.
على مثال القدّيس شربل، إجعلنا يا ربّ نسكر فيك، ونعطيك ذاتنا، رافعين أفكارنا وقلوبنا إليك وحدك.
ليكن إستحباسك، يا قدّيس شربل، نافذة حرّيّة لأنفسنا الخاطئة، ولتجعلنا نسير على خطاك، درب القداسة متّبعين تعاليم الرّبّ.
علّمنا يا مار شربل، أن نجد أنفسنا وسط عالم يغمره الشّرّ والفساد، وأن نرى في قلب يسوع المسيح محبسة تطهّرنا من آثامنا وتقرّبنا إليك وإلى جميع القدّيسين.