دينيّة
26 آب 2014, 21:00

الرجاء

(المطران جوزف معوّض) فضيلة الرجاء هي من الفضائل الالهيّة مع الايمان والمحبّة. تُسمّى بالفضائل الالهيّة لأن الله مصدرها وغايتها. فالله يهبها للانسان، ويبثّها في قلبه، لكي يؤمن به ويحبّه ويرجوه.

ان الرجاء هو الفضيلة التي تجعل المؤمن يتوق وينتظر بشوق وثقة ان ينال الحياة الأبدية من الله، بفضل الخلاص الّذي أتمّه يسوع المسيح للبشريّة، وبعمل الروح القدس. وفي هذا المجال، يقول مار بولس: "...بل نحن الّذين لنا باكورة الروح نئنّ في أعماق نفوسنا منتظرين من الله التبنّي وافتداء أجسادنا. ففي الرجاء كان خلاصنا..." (روما 8/23-24).
وفضيلة الرجاء تجعل المؤمن أيضاً يتّكل بثقة في الوقت الحاضر، على معونة الروح القدس، ليهبه الثبات والمثابرة، في مسيرته على الأرض نحو الملكوت السماوي الّذي يرجوه. وفي هذا السياق نقرأ عند مار بولس: "...بالروح القدس الّذي أفاضه علينا وافراً بيسوع المسيح مخلّصنا، حتّى نتبرر بنعمة المسيح ونرث الحياة الأبديّة الّتي نرجوها" (تيطس 3/5-7).
بهذا الرجاء الّذي يطال حياتنا الحاضرة والمستقبلية، نواجه الصعوبات والأخطار، منتظرين بثقة خلاص الله ومعونته لنا. والمؤمن يتمسّك بالرجاء على الرغم من ضعفه، لأنّ الله أمين في محبّته للبشر، ولو تراجعوا هم بمحبّتهم له. فمحبّة الله هي التي تجدّد المحبّة في قلب الانسان وتنعشها.
وهذا الرجاء له تأثير على كلّ أعمالنا، فهو يوجّهها لكي تتطابق مع الغاية التي نرجوها، وتساهم في الوصول اليها، وهذه الغاية، كما ذكرنا أعلاه، هي الحياة الأبديّة مع الثالوث الأقدس. وفي هذا المعنى، نتذكّر كلام قداسة البابا فرنسيس في الارشاد الرسولي "فرح الانجيل" عدد 181: "الرجاء المسيحي الحقيقي، الساعي الى الملكوت الأُخروي [الاسكاتولوجي]، يولّد دائماً التاريخ".