"باسم الآب والابن والرّوح القدس"
نحتفل اليوم بعيد الثّالوث الأقدس، عيد محور إيماننا المسيحيّ. فكل مسيحيّ يؤمن بالآب الذي خلق السّماوات والأرض، الآب الذي أرسل ابنه الوحيد ليخلّصنا. هذا الآب الحنون الذي لا يترك أولاده يومًا.
كلّ مسيحيّ يؤمن أيضًا بابن الله الوحيد يسوع الذي تجسّد من أجل خلاصنا، هو الذي تواضع وعاش كالإنسان وتحمّل العذابات من أجله. المسيح الذي أحبّ الإنسان فبذل نفسه في سبيله، أوضح لتلميذه أن "كل من رآني رأى الآب"، ليؤكّد أنه وأباه واحد.
كلّ مسيحيّ يؤمن أيضًا بالرّوح القدس الذي أرسله الله ليرافقه، الرّوح الذي احتفلنا بعيده الأسبوع الفائت في عيد العنصرة، الرّوح نفسه الذي حلّ على المسيح عندما تعمّد. وكيف ننسى كلمة المسيح لمّا قال "كلّ الخطايا مغفورة أمّا التّجديف على الرّوح فلن يغفر".
الكنيسة اليوم قوية بشفاعة الرّوح الذي يحلّ عليها، ولعل لحظة الخشوع الأكبر هي تلك التي يحلّ فيها الرّوح علينا في القدّاس فيملأنا إيمانًا وقوّة. وعندما نتكلم عن الرّوح القدس لا بد من التوقّف عند مواهبه السّبع التي منحنا إيّاها: الحكمة، الفهم، القوّة، المشورة، العلم، التّقوى مخافة الله.
كم هو قويّ هذا الإيمان المسيحيّ، وكم هو قدّوس هذا الثّالوث الذي لا يترك كنيسته، فلنصلّي اليوم، في عيد الثّالوث الأقدس أن يحلّ السّلام على العالم ويقوى إيمانه لنتحضّر لمجيء المسيح الثّاني.