دينيّة
14 كانون الأول 2024, 10:00

ميلادُ الفداء...وصليبُ الفرح

تيلي لوميار/ نورسات
الأب أنطونيوس مقار إبراهيم راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

 

أحداث حياتنا المسيحيّة الإيمانيّة مترابطة. هكذا، في حدث الميلاد نرى حدث الصليب والفداء.

مشهد والمذود وبيت لحم والهدايا، يقابله مشهد يسوع حامل صليبه "وحامل خطايا العالم" كما ناداه المعمدان.

كتب بولس الرسول إلى أهل فيليبّي: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا: الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خُلسةً أن يكون معادلًا لله. لكنّه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد..." (في 2: 5-11).

1- "آخذًا صورة عبد" لا بل أقلّ من عبد فقد ولد في مذود.  

2- "وضع نفسه"، وأطاع حتّى الموت على الصليب، معلَّقًا على خشبة العار.  

3- محبّة الله للبشر. ولد يسوع ليُصلب، وصُلب ليموت ومات ليقوم وقام ليعطينا خلاصًا وحياة أبديّة نتشاركها معه.

 

 

إختار الله  شخصيّات وشرائح من المجتمع ليعلن لهم عن ابنه إلهًا متجسدًا وهم: سمعان الشيخ وحنّة بنت فنوئيل (ولو أنّهما لم يريا الإله الوعد إلّا طفلًا محمولًا بين ذراعي أمّه)، وزكريّا وإليصابات، ومريم ويوسف، ورعاة بيت لحم ومجوس بلاد فارس.  

سمعان الشيخ: رجل بار تقيّ ممتلئ بالروح القدس، انتظر ميلاد المسيح بفارغ الصبر، فحمل يسوع بين ذراعيه "عيناي قد أبصرتا خلاصك".

حنّة ابنة فنوئيل: نبيّة ملازمة الهيكل، عابدة الله بأصوام وصلوات، هي التي سبّحت الله بميلاد يسوع وتكلّمت عليه مع المنتظرين الفداء في أورشليم.    

زكريّا الكاهن: شيخ تقيّ متقدّم في الأيّام، يتنبّأ بالروح القدس بأنّ الربّ افتقد شعبه وصنع فداء لشعبه، نعم – زكريّا، وفي وسط إعلان الميلاد، يتنبأ بالفداء والخلاص في التسبحة التي أنشد.

أليصابات: كانت عاقرًا، والعقر عارٌ على المرأة في ذلك الوقت، هتفت إلى الله قائلة  "نظر إليّ لينزع عنّي العار من بين الناس".

العذراء مريم اختارها لتحمل في أحشائها العمّانوئيل لأنّها مباركة ومتواضعة وفاقها تواضعًا، لأنّه انتظر "نَعَمَها" ليتحقّق مخطَّط خلاصِه.  

يوسف خطّيبها تجلّت فيه البساطة والرجولة في آن، بطاعته لأمر الربّ وبوداعته وشهامته وحِلْمِه (الأناة والتعقّل).

الرعاة. استقبل هؤلاء البسطاء حدث الميلاد ونقلوه، ببساطةٍ وشفافيّة فأدّوا دورهم بعظمة وفعلت النعمة الإلهيّة فعلها فيهم، من دون شكّ، يكفيهم أنّهم رأوا الربّ المخلّص.

المجوس: حكماء تركوا أرضهم ليقطعوا أميالًا طويلة، تابعين النجم والروح القدس، إلى حيث الطفل المولود "الملك" بقيادة الروح القدس.

هذا الطفل هو الملك والكاهن وحمل الفداء للشعوب كلّها.  

الربط  بين الميلاد والصليب هو ربطٌ مُحْكَم جَمَعَ بين فرح المذود وألم الصليب، بين ميلاد الفادي والفرح الذي يجنيه البشر من خلاصه لهم على الصليب، بين ميلاد الفداء وصليب الفرح

ها إنّا نبشّركم بفرح عظيم ولد لكم اليوم مخلّص

هللويا هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه. آمين.