"ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان"
في الواقع، يدخل سرّ الزّواج ضمن مشروع الله الخلاصيّ، لذا على الشّريكين، مهما كَبُرت مشاكلهما، أن يسلّما عائلتهما الجديدة إلى الرّبّ ويعيشا في كنفها على ضوء تعاليمه. وها إنّ الإنجيل المقدّس يقدّم مفتاح ديمومة الزّواج. ففور إعلانهما زوجين يدخل الأخيران في شركة ووحدة، "ولذلك يترك الرّجل أباه وأمّه ويلزم امرأته فيصيران جسدًا واحدًا" (تك 2/ 24)، ويلتزمان تجاه بعضهما البعض أمام الله والكاهن والعائلة والأصدقاء ويضحي "ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان" (مر 10/ 9).
الحياة لن تكون كلّها "عسل"، إذ لا بدّ أن يمرّ كلّ ثنائيّ بامتحانات تقضّ مضجعهما، ولكن يبقى الحبّ والاحترام فوق كلّ اعتبار، "فليحبّ كلّ منكم امرأته حبّه لنفسه، ولتوقّر المرأة زوجها" (أفس 5/33)، فالله أوجدهما ليكمّلا بعضهما ويبذلا نفسيهما من أجل الآخر في كلّ الأحوال، هو القائل: "لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فلَأصنعنّ له عونًا يناسبه" (تك 2/ 18)، فيخضعان بعضهما لبعض بتقوى المسيح (أفس 5/ 20-21)، ويبقى الإخلاص عنوان رباطهما ويكون الزّواج مكرّمًا عند جميع النّاس، والفراش بريئًا من كلّ دنس لأنّ الزّناة والفاسقين سيدينهم الله (عب 13/4).
المفتاح هو بكلّ بساطة: دعوة الله إلى كنف هذا الزّواج، فيبقى هو المحور والصّخرة الّتي عليها تُبنى هذه الكنيسة البيتيّة، وفيها تنمو كلمة الله وتزهر تعاليمه فتثمر عائلة تدلّ إلى المسيح في مسيرة راسخة فيه بالرّغم من كلّ المنعطفات والاعوجاجات المفاجئة.