دينيّة
01 تشرين الأول 2016, 07:00

"لنحبّ كثيرًا" مع تريزا الطّفل يسوع

ماريلين صليبي
"عندما يذكّرك الشّيطان بماضيك، ذكّره أنت بمستقبلك!"، "الأهمّ ليس في أن نفكّر كثيرًا، بل في أن نحبّ كثيرًا!"، بهذه الكلمات كانت تزيّن تريزا الطّفل يسوع أيامها المباركة وتكرز بالإيمان، هي التي حملت القداسة في قلبها وعقلها طيلة حياتها وتربّعت إلى جانب الآب وحبيبها يسوع المسيح في بيت الله السّماويّ، فكيف نغرف من هذه الأقوال رسائل محيية ترسم حياتنا المستقبليّة؟

 

الإنسان ضعيف النّفس، سهل السّقوط؛ يعيش وسط زحمة من الأفكار التي كثيرًا ما تجرفه إلى طرقات اليأس والخطيئة، إذ تغلّفه الحسابات والمادّيّات التي بها يتمرّغ بالوحول المهلكة، ويمتزج بالانجرافات المميتة.

الإنسان فريسة سهلة المنال، يحملها الشّيطان خفيفةً ليّنة ليرميها في أودية الظّلام والضّلال حيث تتآكلها الحيوانات الشّرسة وتتقاسمها.

إلّا أنّ الأمثولة مع تريزا الطّفل يسوع محيية مجدِّدة حاضنة، تدفع بالإنسان الخاطئ نفسه إلى أن ينفض غبار الضّياع عنه ويتقدّم من سرّ التّوبة ليبني مستقبلًا مزهرًا مضيئًا فوّاحًا بعطر البخّور والإيمان؛ مستقبل يسير الإنسان فيه خلف قلبه المحبّ وعطائه السّخيّ.

بالمحبّة وحدها ينتصر الإنسان على كلّ التّجاذبات الدّنيويّة، بالمحبّة يقترب من الكمال المرجوّ، محبّة تنبع من قلب صادق ينبض إيمانًا ورجاءً وتعاونًا، فيكسب بذلك الحياة الأبديّة...