"خمسة مؤتمرات كبرى" تتابعونها خلال انعقاد مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة
1 - تغير المناخ
إلى جانب الخطب المعتادة التي سيقدمها رؤساء الدول وقادتها، تنعقد خلال فعاليات الجمعية العامة هذا العام خمسة مؤتمرات واجتماعات رفيعة المستوى، تغطي العديد من القضايا الرئيسة التي تواجه العالم اليوم.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جعل من الكفاح ضد أزمة تغير المناخ من أولوياته الأشد أهمية. وبعقده لـ قمة العمل المناخي يوم الإثنين الثالث والعشرين من سبتمبر /أيلول، يهدف غوتيريش إلى تقوية طموحات دول العالم في هذا الشأن، ومتابعة التقدم في الوفاء بالالتزامات الدولية، التي قطعتها هذه الدول على نفسها، بخفض الاحتباس الحراري، وهي التزامات مثلت جزءاً من اتـفاق باريس حول العمل في مواجهة تغير المناخ في عام 2019.
سيجمع المؤتمر حكومات العالم، ومؤسسات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، والسلطات المحلية من حول العالم، وعددا من المنظمات الدولية الأخرى للعمل على حلول طموحة في مجالاتٍ ست:
وقد وضع الأمين العام تحديا أمام زعماء العالم، لحضور المؤتمر مسلحين بخطط عمل مناخية محددة، بدلا عن الخطب، على حد تعبيره. ويتطلع الأمين العام إلى أن يخلق المؤتمر تحركا ضخما في اقتصادات العالم، بعيدا عن الوقود الأحفوري، ونحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. "أريد أن استمع إلى الحديث عن السبل التي سوف نوقف بها الزيادة في الانبعاثات بحلول عام 2020، والطرق التي عبرها سنخفض من الانبعاثات بشكل هائل، حتى نصل بها إلى الصفر بحلول منتصف القرن". واعترافا بما يبذله الشباب من عمل يضع العمل المناخي في صميم جدول الأعمال الدولي، ستقام أيضا قمة الأمم المتحدة للمناخ المخصصة للشباب في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول، لتمثل منبراً للقادة الشباب، من الناشطين والمبتكرين ورواد الأعمال ممن يقودون النشاط المناخي. وهي منصة لاستعراض أعمالهم وحلولهم وتقديمها في مقر الأمم المتحدة، ومقابلة صناع القرار الدوليين.
2 - سعيا لجعل التغطية الصحية الشاملة للجميع حقيقة واقعة
في نفس اليوم الذي تقام فيه قمة العمل المناخي، تستضيف الأمم المتحدة ولأول مرة اجتماعا رفيع المستوى حول التغطية الصحية الشاملة للجميع تحت عنوان "التحرك معا لبناء عالم أكثر صحة". وتدعي الأمم المتحدة أن هذه القمة ستكون أهم لقاء سياسي على الإطلاق لمناقشة موضوع التغطية الصحية الشاملة. مع افتقار نصف سكان العالم على الأقل إلى الخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجونها، ومع دفع التكلفة العالية للصحة بحوالي 100 مليون شخص نحو حياة الفقر المدقع في كل عام، يسعى هذا الاجتماع إلى
أن يمثل الفرصة الأفضل لتأمين التزام سياسي، من كافة رؤساء الدول والحكومات، للاستثمار في التغطية الصحية الشاملة لضمان الصحة للجميع وتحديدها كواحدة من الأولويات الكبرى.
وقد التزمت كل الأمم بالسعي نحو تحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة للجميع بحلول عام 2030، التي تتضمن التأمين من المخاطر المالية، وخدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة والفعالة بأسعار معقولة للجميع.
3 - تحقيق أهداف التنمية المستدامة
إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 – أكبر المشاريع طموحا على الإطلاق بهدف تحويل عالمنا وتعزيز الرخاء وضمان الرفاهية للجميع وحماية البيئة – يتضمن 17 هدفا للتنمية المستدامة.
من بين هذه الأهداف، الالتزام بما يلي:
القضاء على الفقر وعلى الجوع؛
توسيع نطاق الوصول إلى الصحة، وإلى التعليم، والعدالة، والوظائف.
تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
حماية الكوكب من التدهور البيئي، والتخفيف من تأثيرات أزمة المناخ.
وستعقد في يومي الرابع والخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول قمة أهداف التنمية المستدامة وهي القمة الأولى من نوعها، منذ اعتماد دول العالم بالإجماع للخطة في عام 2015، وستمثل فرصة لتسريع الخطو قدما بنحو تحقيق الأهداف الـ 17.
وقد شهدت الأمم المتحدة بالفعل تقدماً يتحقق على مدى السنوات الأربع الماضية. غير أن المنظومة الأممية تحذر من أن الصراعات والنزاعات حول العالم، وتغير المناخ، والافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية وتزايد أوجه عدم المساواة وفجوات التمويل الكبيرة، قد حدَّت كلها من تأثير الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ما زال الذين تُركوا في مؤخرة الركب يعانون أكثر من غيرهم، بما في ذلك في الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموا، والبلدان النامية غير الساحلية.
4 - تمويل التنمية
لا يمكن الوصول إلى تحقيق أي من هذه الأهداف دون المال اللازم، لكن توفير التمويل الكافي لتحقيقها يشكل تحديا ضخما. فمخاطر الوقوع في الديون المتزايدة بالإضافة إلى التدابير المقيدة للتجارة، تعني أن الاستثمارات المطلوبة بشدة لأجندة 2030 لا تزال تكابد من نقص التمويل.
وسيجمع " الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية" في السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول، القادة الحكوميين وممثلين عن قطاع الأعمال والقطاع المالي، في محاولة لإطلاق العنان للموارد والشراكات اللازمة، وتسريع التقدم نحو تمويل التنمية المستدامة.
وتشير التقديرات إلى أن هنالك حاجة ماسة إلى استثمارات سنوية تتراوح بين 5 و7 تريليونات دولار في كل القطاعات، لتحقيق تلك الأهداف التنموية. ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى تهيئة بيئة مناسبة، تتيح استثمارات طويلة الأجل في التنمية المستدامة، لتعزيز صحة ورفاهية البشر ، والكوكب.
5 - دعم الدول الجزرية الصغيرة النامية
في مايو/أيار 2019 زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جزيرة توفالو المنخفضة ليرى بنفسه كيف تتأثر دول المحيط الهادئ بارتفاع منسوب مياه البحر.
آخر مؤتمرات القمة الخمسة هي "استعراض منتصف المدة رفيع المستوى الخاص بإجراءات العمل المعجَّل للدول الجزرية الصغيرة النامية (مسار ساموا)" والذي ينعقد بعد خمس سنوات من التوصل إلى اتفاق طموح، لدعم التنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
وتعتبر هذه البلدان من بين أضعف الدول في العالم، وتواجه مجموعة فريدة من القضايا المتعلقة بحجمها الصغير وبُعدها وتعرضها للصدمات الاقتصادية الخارجية والتحديات البيئية العالمية، بما في ذلك آثار تغير المناخ.
وسيناقش استعرض منتصف المدة هذا التقدم المحرز في مكافحة التأثير المدمر لتغير المناخ، وفي بناء المرونة الاقتصادية والبيئية، وغيرها من التحديات التي تواجهها هذه الدول. وستظهر هذه القضايا أيضا بشكل بارز في مؤتمرات القمة الأربعة الأخرى التي تعقد في نفس الأسبوع.
وسيتم تشجيع الحكومات، والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة الآخرين على إطلاق شراكات جديدة تعزز تنفيذ المجالات ذات الأولوية في "مسار ساموا" وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.