الأراضي المقدّسة
04 أيلول 2024, 12:20

"تعملّنا مريم العذراء الصبر، والصمت، والانتظار": البطريرك بيتسابالا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الاحتفال باليوبيل المئويّ لباب كنيسة مريم تابوت العهد وتدشين المذبح الجديد، بمشاركة المطران بولس ماركوتسو، ورئيس الأساقفة لوران أولريش، رئيس أساقفة باريس، ووفد الأساقفة المرافق له، إلى جانب العديد من الأساقفة والكهنة. وقد حضر نيكولا كاسيانيدس، القنصل الفرنسيّ العامّ في القدس وزوجته، بالإضافة إلى ممثّلين عن دولة مالطا وحضور المئات من المؤمنين من مختلف أنحاء أبرشيّة القدس، نقلًا عن مكتب إعلام البطريركيّة اللاتينيّة.

 

بدأ الاحتفال بمباركة باب كنيسة مريم تابوت العهد، الذي يعود عمره إلى 100 عام. صُمّم الباب حينها ليجسّد حضور الله في العلّيقة المشتعلة ونور قيامة السيّد المسيح من القبر. ومن ثمّ قام البطريرك برشّ الماء المقدّسة على المؤمنين وجدران الكنيسة الداخليّة، كعلامة على تكريسها من جديد بعد أعمال الترميم.  

كنيسة العذراء تابوت العهد تابعة لجمعيّة راهبات مار يوسف للظهور التي احتفلت مؤخَّرًا بالذكرى المئويّة لتأسيسها، وبتدشين الهيكل الجديد، وإعادة فتح أبوابها أمام الحجّاج، بعد عامين من أعمال الترميم.

أشار البطريرك بيتسابالا إلى أهمّيّة هذا الحدث، وما يمثّله من إصرار على تأكيد الإيمان والثقة بالله، في ظلّ الظروف الصعبة التي نمرّ بها. كما حثّ المؤمنين على التمسّك بالصبر والطاعة لمخطّط الله، والتحلّي بالرجاء في خضمّ التحدّيات والمآسي الحاليّة. قال: "تعملّنا مريم أيضًا من خلال فترة الحمل: فهي وقت الصبر، والصمت، والانتظار. تُنجَز الأمور البشريّة في لحظة، أمّا الأمور الإلهيّة فتأخذ وقتًا وتأتي ببطء".

بعد العظة تمّت تلاوة "طلبة القدّيسين" إشارة إلى اتّحاد الكنيسة السماويّة مع الكنيسة المجاهدة (الأرضيّة)، وتبع ذلك وضع ذخائر القدّيسة إميلي دي فيالار، مؤسّسة رهبنة القدّيس يوسف للظهور، بالإضافة إلى ذخائر القدّيسة مريم ليسوع المصلوب، والتي عُرفت بصداقتها مع الأخت جوزفين رومي، مؤسّسة المزار، إلى جانب ذخائر البابا بيوس العاشر، الذي كان يشغل السدّة البطرسيّة حينذاك.

من ثم، مسح البطريرك المذبح الجديد بزيت الميرون، كعلامة على تكريسه لله تعالى، وإلى ما يرمز إليه الهيكل بكونه جسد السيّد المسيح، حيث تُقدَّم الذبيحة وهو مقدِّمها. ومن ثمّ وضع البخور على الهيكل، ليفوح عبيره في أرجاء الكنيسة، في إشارة إلى صلوات القدّيسين واتّحادهم معنا، وكعلامة على الألوهيّة ومجد الله الحاضر بين شعبه.

لمحة عن تاريخ الدير:

أسّست الأخت جوزفين ديرًا لراهبات القدّيس يوسف على تلة أبو غوش عام 1913، بوحي إلهيّ. بدأت الأخت جوزفين في بناء بيت للضيافة وكنيسة مكرّسة للعذراء مريم، تابوت العهد. انتهت أعمال البناء عام 1924 بدعم من متبرّع فرنسيّ. تعدّ الكنيسة رمزًا للإيمان ولعلاقة تاريخيّة مع تابوت العهد. في عام 2017، كشفت أعمال الحفر عن فسيفساء تعود إلى العصر البيزنطيّ، ما يؤكّد أنّ المنطقة كانت مأهولة. هذا الاكتشاف يعزّز أهمّيّة الموقع كمكان مقدّس. يعيش في دير أبو غوش اليوم أربع راهبات من مناطق مختلفة في الأرض المقدّسة يخدمن الزوار المحلّيّين والأجانب.