دينيّة
13 آب 2017, 07:00

"اليوم صار الخلاص لهذا البيت"

عشّارٌ خاطىءٌ هو، سارقٌ مرذولٌ، حوّلته نظرة يسوع المُحِبّة الرّحومة من خاطىء ظالم إلى تائبٍ مُحسِن، ومن جابٍ للضّرائب إلى عاملٍ في كرم الرّبّ.

 

سمع زكّا العشّار الكثير عن يسوع فقرّر أن يراه، لكنّ الحشد الغفير وقصر قامته دفعاه لتسلّق شجرة الجمّيزة لتحقيق غايته. على الرّغم من جاهه، لم يخجل زكّا ولم يأبه لسخرية الآخرين، "فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: " يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ" (لو 19: 5). كانت نظرة يسوع لزكّا نظرة محبّة وحنان ورحمة، فكانت السّبيل إلى فتح قلبه، وجعلته يتوب ويعتذر ويكفّر عن خطاياه أربعة أضعاف.

 

تغيير جذريّ حلّ على حياة زكّا، فلم يعلن يسوع الخلاص له فقط، إنّما لكلّ أهل بيته أيضًا "اليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ" (لو 19: 9 - 10)، ومنذ تلك اللّحظة انتقل من الظّلمة إلى النّور.

 

نظر يسوع إلى داخل زكّا، خاطب قلبه فملأه فرحًا وسلامًا، وعاد طفلًا مستعدًا للدّخول إلى ملكوت الله. إنّه عمل الرّوح القدس الّذي قاد زكّا إلى الارتداد، إنّه افتقاد الرّبّ ونعمته، علّ موقف يسوع منه يعلّمنا أن ننظر دائمًا إلى الآخر نظرة محبّة وحنان ورحمة، لنعيش في نعمة الله متخطّين المظاهر والمادّيات.