"المسيحيّ حامل الرجاء مهما اشتدّت الظروف": البطريرك ساكو
بعد قراءة الإنجيل بحسب القدّيس متّى (17/21-14)، بدأ البطريرك كلمته انطلاقًا من شفاء الطفل المريض الذي يأتي القدّيس متّى على ذكره في إطار تجلّي الربّ يسوع، بعد إعلانه عن آلامه وموته.
قال أوّلًا: "أراد الربّ يسوع، من خلال ظهوره الممجّد على الجبل أن يعزّز لدى التلاميذ ولدينا الإيمان بعظمته وقدرته وأن يرسّخ الرجاء في الظروف الصعبة والمقلقة التي نواجه كبشر.
يهدف يسوع من خلال شفاء الصبيّ الذي يذكره القدّيس متّى، إلى أن يعبّر عن قربه من كلّ إنسان. إنّه يعطي نفسه للجميع من دون تحفّظ، يريد أن يأتي إلينا حقًا، مزيلًا أي حواجز، أيّ حدود، أيّ إحراج… إنّه يأتي إلينا حتّى عندما لا نعرف ما تعنيه هذه العلاقة، هذه الشركة".
أضاف البطريرك ساكو: "يصف والد الطفل وضع ابنه بأنّه "يتألّم شديدًا.. يقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء". موقف الوالد يعبّر عن حبّه الجمّ لابنه ويسعى إلى إيجاد علاج له.
أتذكّر كنت كاهنًا جديدًا، رافقت مطراني لتعزية عائلة عقراويّة استشهد ابنها. فأخذ المطران يعزّي الأب بكلمات روحيّة، لكنّ الأب انتفض وقال: "سيّدنا، أنت لا تحسّ بضخامة ألمي، إنّه فلذة كبدي وبالسورث "بروني جكار ديي"، أنت لست متزوّجًا لذا لا تشعر بوجعي، وتعزيتك لا تلمس قلبي! هذا كان درسًا أقلّه لي، بألّا أقول أبدًا كلامًا عاديًّا"!
أردف البطريرك: "قدّم الرجل ابنه لتلاميذ المسيح الذين لم يستطيعوا فعل شيء، لكنّه لم يستسلم، بل ذهب إلى يسوع جاثيًا ومصلّيًا وراجيًا: "يا سيّد ارحم ابني". إنّها صلاة الوالد المحبّ، كيف لا يستجيب يسوع دعاءه ودعاءنا إذا كان بهذه الحرارة والثقة. قام يسوع بشفاءه وأعاده إلى حالته الطبيعيّة، والفرح الذي غمر الوالد جعله يقفز ويشكر لأنّ طفله ولد من جديد.
ثمّ نرى يسوع يوبّخ تلاميذه (ويوبّخنا) على قلّة الإيمان :"إن كان لكم من الإيمان قدر حبّة خردل لقلتم لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل".
حبّة الخردل، مقدار صغير، لكن له قوّة فاعلة. هكذا إيمان بسيط صادق قادر على صنع المعجزة".
وختم البطريرك ساكو كلامه بـ:"يقول لنا يسوع إنّ الله غير غافل عن بؤسنا وألمنا وحاجاتنا، لكنّه يحترم حريّتنا ونظام الطبيعة.. ولا يتدخّل أبدًا إلّا إذا صلّينا بقلب مؤمن وواثق وخاشع مثل والد هذا الطفل الذي أتى اليه طالبًا: يا ربّ ارحم ابني… الإيمان وإقامة علاقة وجدانيّة مع يسوع هما وحدهما قادران على عمل المعجزة".