"العذراء مريم هي علامة تعزية ورجاء": البابا فرنسيس لرهبنة كهنة أم الله
بدأ البابا رسالته واصفًا هذه الذكرى بمناسبةٍ يسعده فيها الاتّحاد في الصلاة مع أعضاء هذه العائلة الرهبانيّة التي أوكِلت إليها منذ عام ١٦٠١ حراسة هذه الأيقونة، والتي ترغب في تكريم مريم الأمّ المُحبّة والحنونة والفنار المنير التي قادت أبناءها إلى الميناء الآمن.
كما وجّه البابا تحيّة قلبيّة إلى كلّ عضو في الرهبنة وإلى جميع مَن يشاركون في هذا الحدث الجلل بالنسبة إلى الكنيسة في روما بكاملها.
هو احتفالٌ لرهبنة كهنة أمّ الله بمرور ٤٥٠ سنة على تأسيسها على يد القدّيس جوفاني ليوناردي. ومرور 1500 سنة على طقس تكريم الأيقونة المريميّة المذكورة.
قال البابا إنّ التكريم بدأ عقب ظهور عجائبيّ لأمّ الله في 17 تمّوز/يوليو سنة 524 في روما بحضور البابا القدّيس يوحنّا الأوّل، وذلك في رواق كان ملجأً للفقراء والحجّاج تحوَّل مذّاك إلى مزار مريميّ ومأوىً لرِعاية الموشكِين على الموت.
وتابع البابا فرنسيس قائلًا لأعضاء هذه الرهبنة إنّ هذا يدعوهم، باعتبارهم مَن يحمل الإرث الروحيّ للقدّيس ليوناردي، إلى الاهتمام باستقبال الفقراء والأخيرين وتعزيزه، وذلك كي تكون الأماكن التي نسكنها وكنائسنا أروقةً مفتوحة للعالم يتمّ فيها تقديم التعزية والمساعدة في الكثير من حالات العوز التي تميّز حياتنا اليوم.
أضاف البابا قال: "إنّ هذا حدث في لحظة تميّزت بالصعوبة بالنسبة إلى الكنيسة، فقد غمرت العذراء بثوبها البابا يوحنّا الأوّل الذي عانى ثمّ مات من أجل السلام من دون إنكار إيمانه وكان رهينة لمؤامرات وحروب بين الإخوة. اليوم وأمام المشهد الحاليّ كيف يمكننا ألّا نلمس الحاجة العاجلة إلى تعزيز السلام والصلاة من أجله؟" وهكذا دعا البابا أعضاء الرهبنة إلى التضرّع من أجل السلام وإلى أن يكونوا بناة سلام في جماعاتهم أوّلًا، وإلى أن يكونوا مثالَ الحياة الأخويّة، جذّابين للمؤمنين الذين يقدّم لهم أعضاء الرهبنة خدمتهم الرعويّة.
تابع البابا رسالته داعيًا رهبان أمّ الله إلى أن يروا مريم كعلامة تعزية ورجاء أكيد، كوجه الله الأموميّ ومسكن للجوء إليه. فمريم تهبنا بلا توقّف ابنها، الينبوع الوحيد للوفاق ورجاء الخلاص، طريق السلام الذي يجب أن يكون هدف بحث الإنسان. وبهذه الروح أسّس القدّيس جوفاني ليوناردي، والذي كان صيدليًّا، رهبنة كهنة أم الله ليمنح الكنيسة الطبيعة الرسوليّة الأصليّة انطلاقًا من أوّليّة المسيح الذي يجب أن يكون في مركز كلّ شيء ومقياس كلّ شيء، المسيح الذي هو الدواء الوحيد القادر على علاج أمراض الكنيسة والإنسان".
وتمنّى البابا أن يعيد احتفال الرهبنة باليوبيل، تحت نظرة مريم العذراء، إلى الذاكرة عمل الكرازة للقدّيس جوفاني ليوناردي الذي كان قد كتب أيضًا النُظم الأولى لمجمع نشر الإيمان وذلك من أجل تنشئة كهنة قادرين على قبول التحدّي الإرساليّ لأزمنتهم. ومن هذا المنطلق أراد البابا في رسالته تشجيع الرهبنة على الاهتمام بالتنشئة المتكاملة في مسيرة تدريجيّة في تماشٍ مع المصلوب القائم من بين الأموات وبالنظر إلى مريم تلميذة المسيح وأمّ الكنيسة.