دينيّة
18 أيلول 2016, 07:00

"أسيزي" تروي عطش كلّ الأديان إلى السّلام

ريتا كرم
في أسيزي "عطش إلى السّلام"، عطش سيرويه لقاء الأديان بين 18 و20 أيلول/ سبتمبر. فإلى مدينة السّلام، سيتوجّه كلّ القادة الدّينيّين والسّياسيّين وكلّ من له يد في صناعته، للمشاركة في اليوم العالميّ للصّلاة الّذي قاده البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ثلاثين عاماً، في 27 ت1/ أكتوبر 1986، جامعاً فيه 120 مسؤولاً دينيّاً.

 

البابا فرنسيس سيحضر في اليوم الأخير، أيّ الثّلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر، لينضمّ إلى بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسية المسكونية برثلماوس والرّئيس الإيطاليّ وأكثر من 400 وفدًا من رجالات الدّين والسّياسة والثّقافة، تحت عنوان: "متعطّشون إلى السّلام، أديان وثقافات وحوار".

اللّقاء يبثّ "روح أسيزي" الّتي تحدّث عنها يوحنّا بولس الثّاني في أوّل لقاء عقده مستلهماً إيّاه بعد ما جسّده القدّيس فرنسيس الأسيزيّ من نموذج للتّعايش والسّلام إبّان لقائه بالسّلطان كامل في تلك المدينة، فقال البابا شارحاً الهدف: "أن نأتي إلى هنا لا يعني أيّ نية في البحث عن توافق دينيّ بين بعضنا البعض أو القيام بأيّ مفاوضات على معتقداتنا حول الإيمان. كما ولا يعني ذلك أنّه يمكن للأديان أن تتصالح على مستوى الالتزام المشترك وأن تتنازل عن النّسبيّة في شأن المعتقدات الدّينيّة لأنّ على كلّ إنسان أن يتبع بصدق ضميره الحيّ هادفًا إلى البحث عن الحقيقة والالتزام بها. إنّ لقاءنا يبيّن ببساطة وهنا تكمن رمزيّته الكبيرة، بأنّ على البشرية جمعاء أن تبحث في المصادر الأكثر عمقًا حيث يتشكّل الضّمير الحيّ وعلى أساسه يجب أن يتصرّف الإنسان".

واليوم، في ظلّ كلّ النّزاعات الّتي يشهدها العالم، والخضّات الّتي تعكّر صفو السّلام، بخاصّة مع تنامي الحركات الجهاديّة والأصوليّة باسم الدّين، يأتي هذا اللّقاء ليكون "صدى الشّعوب الّتي تعاني وليس فقط صدى أصوات القادة"، بعيداً عن عنف الأديان وما يصحبه من إرهاب، ليعكس إمكانيّة التّلاقي، بالرّغم من تنوّع الشّعوب الدّينيّ والثّقافيّ والحضاريّ والسّياسيّ...، في لوحة فسيفسائيّة فريدة تهتف لسلام الله مع كلّ فكر تحرّر من عبوديّة التّعصّب، وفهم سرّ الله، وآمن بحقوق الإنسان واعترف بوجود الآخر وساهم في بناء ثقافة لغتها واحدة لا غير: السّلام.