يونان للرّاهبات الأفراميّات: علينا أن ننشر الفرح بالمحبّة الفاعلة
في عظته، عبّر يونان عن فرحه بالاحتفال بهذه الذّبيحة الإلهيّة، متوجّهًا إلى الرّاهبات قائلًا بحسب إعلام البطريركيّة:
"أيّتها الأخوات الرّاهبات الأفراميّات العزيزات، واللّوتي قام بإرشادهنّ أبونا مارون موسى العزيز. وخلالها تمكّنتُنَّ أن تصلِّينَ وتتأمّلْنَ وتفكِّرْنَ بالدّعوة الّتي إليها دعاكُنَّ الرّبّ، كي تَكُنَّ شهيداتٍ له بالمحبّة الحقيقيّة وبالفرح الّذي تنشرْنَهُ حولكنَّ، وبالثّقة بربّنا الّذي لا يتركنا أبدًا.
سمعنا من رسالة مار بولس إلى تلميذه تيموثاوس، أنّه ليس سهلًا اليوم أن يقوم أحد بتوجيه النّصح إلى التّلميذ، فنحن نعرف أنّه قد يكون الأولاد ناكري جميل لوالدِيهم ولا يهتمّون بأهلهم. بولس يذكّر تلميذه تيموثاوس أن يتجنّب الأقوال الباطلة، وأن يعمل الأعمال الحسنة. كم هو سهل أن يتكلّم أحد وينشر أفكاره، واليوم للأسف غالبًا ما نتبع ما يُسمَّى طرق وسائل التّواصل الاجتماعيّ السّهلة، في حين أنّنا ننسى الرّسالة الحقيقة، فلا نعتني بأولادنا الّذين يحتاجون إلينا وبخدمتهم، أكانوا في المدارس أو الرّعايا أو الميتم، خاصّةً بأعمال التّقوى والبرارة الّتي يعرف ربّنا وحده كيف يكافئنا عنها.
إنّ الرّبّ يسوع هدّأ العاصفة وأسكنَها، ونحن اليوم في حياتنا، أكان في جمعيّتنا الرّهبانيّة، أو في كنيستنا، أو في بلادنا، نجابه صعوبات جمّة ومخاطر كثيرة وتحدّيات كبيرة. كيف نستطيع أن نتابع رسالتنا الّتي إليها دعانا الرّبّ؟ ونحن نعي جيّدًا أزمة الدّعوات في العالم كلّه، أكانت كهنوتيّة، أو بشكل خاصّ رهبانيّة. وهذا الأمر يتمّ التّطرُّق كثيرًا إلى أسبابه، والكنيسة ليست بعيدة عن هذه الأسباب، لأنّه وللأسف، البعض من رجال الكنيسة، والبعض من المدعوّين والمدعوّات يتمثَّلون بروح العالم، في حين أوضح يسوع لتلاميذه: أنا أرسلكم إلى العالم، أنتم لستم من العالم.
أيّتها الأخوات الرّاهبات، عليكنَّ أن تبشِّرنَ البشرى السّارّة وتنقُلْنَها للعالم، بأنّ الرّبّ خلّص العالم، وعلى العالم أن يتبعه. لكن للأسف غالبًا ما يتناسى الكثيرون المسيحَ، حتّى أنّ البعض من المدعوّين يتكلّمون عن الله الخالق والمدبِّر، وقليلًا ما يذكرون الرّبّ يسوع الّذي هو المخلّص وهو أساس إيماننا المسيحيّ. إنّ الكثير من الدّيانات تؤمن بالله وتقبله، كونه هذه القوّة الجبّارة الخالقة والمدبِّرة، لكن ما يميّزنا هو الرّبّ يسوع الّذي خلّصنا. والرّاهبة كانت ولا تزال تُدعى عروس الرّبّ يسوع، بمعنى أنّها تتبعه بكلّ محبّة وإخلاص وأمانة.
أتضرّع إلى الرّبّ يسوع كي يمنحكُنَّ هذه النِّعَم الّتي تأمَّلتُنَّ بها مع أبونا مارون أثناء هذه الرّياضة الرّوحيّة، حتّى تستطِعْنَ متابعة مسيرتكُنّ الرّهبانيّة بالفرح دائمًا. علينا أن ننشر الفرح من حولنا، ليس فقط بالكلام، بل بالمحبّة الفاعلة، فالمحبّة تعني أن نقبل بعضنا البعض، ونشارك بعضنا البعض في مسيرة هذه الدّعوة الأساسيّة الّتي نسمّيها دعوة اتّباع الرّبّ يسوع، واضعين ثقتنا بالرّبّ على الدّوام، وليس بهذا العالم وبوسائله وماله وقوّته، إذ أنّنا نرى هذه القوّة الإعلاميّة الّتي تنتشر في العالم وتضيّع الكثير من النّفوس".
وأنهى يونان عظته سائلًا "الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أمّ الرّحمة، شفيعة رهبانيتكُنّ، أن يباركَكُنَّ ويرافقَكُنّ كلّ حين أينما تخدمْنَ، سواء هنا في لبنان، أو في سوريا، أو في العراق، فتكُنَّ الشّاهدات الحقيقيّات للرّبّ يسوع".
وفي الختام، بارك يونان الرّاهبات ورسالتهنّ، وكرّس أيقونة جديدة للرّبّ يسوع من رسم الأخت الرّاهبة إخلاص شيتو، وهي باكورة عملها في رسم الأيقونات، متمنّيًا لها التّقدُّم والنّجاح في هذا العمل الّذي يمجّد الرّبّ ويُظهِر صورتَه في قدّيسيه ومختاريه.
وفي الختام، كان لقاء عائليّ بين البطريرك يونان والرّاهبات.