يوبيل المتطوّعين وعمّال الرّحمة.. تزامناً مع تقديس الأم تريزا
لم يأتِ هذا اليوبيل بالصّدفة في هذا التّاريخ، ولكنّه وُضع قبيل تقديس أمّ الفقراء لأنّها كانت رسولة الرّحمة بامتياز. وأراد البابا أن يدعو من خلاله كلّ رجل وامرأة على وجه الأرض ليكونا "عاملَيْ رحمة" من خلال أعمال حسّيّة وملموسة على مثال قدّيسة أفقر الفقراء.
هو عمل مجّانيّ يغذّيه حبّ كبير، عمل اختار متطوّعون أن يكرّسوا مساحة في حياتهم لفعل الخير وأن يمنحوا وقتاً لمن هم بحاجة إليه ويملأوه غبطة ويبثّون فيه حياة فُقدت لأسباب عديدة، فيشعر "عامل الرّحمة" عندئذ بقلبه يخفق بطريقة استثنائيّة ويكاد يلامس السّماء وقدّيسيها في تلك اللّحظات، ويرى من خلال مَن صنع لهم الخير وجه يسوع وسعادته بأبنائه الّذين ما صمّوا آذانهم عن وصاياه لا بل شرّعوا قلوبهم ومدّوا أيديهم عطاء وسخاء.
هو سعيد من عليائه لأنّ جماعة قرّرت أن تنحني مثله أمام كلّ أنواع البؤس البشريّ، فتصادقت مع الخطأة، تشاركت الطّعام مع الفقراء، زارت المسجونين وأحبّت كلّ النّاس من دون التّمييز بين سقيم وسليم.
هؤلاء المتطوّعون لا ينتظرون مكافأة مادّيّة بل شرّعوا أبوابهم من خلال الخدمة للقداسة الحقّ واضعين نصب عيونهم الحياة الأبديّة، هم لبّوا نداء الرّبّ: "إذهب أنت أيضاً وافعل كذلك" عندما قال لمعلّم الشّريعة لمّا سأله: "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟"
إذاً في هذا اليوبيل، لنكن عمّال رحمة، ننظر خلاله إلى كلّ إنسان مريض وحزين ومشرّد وعطشان وجائع وسجين... وبخاصّة إلى من يعيشون في مجتمعهم وهم يحملون تلك الصّفات لأنّ ضعفاً روحيّاً أصابهم وأبعدهم عن الله، فنكون مرشديهم إلى الطّريق والحقّ والحياة.