دينيّة
27 شباط 2017, 09:02

ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: "لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر."

نفادُ الخمر هو محور الحديث، والخمرة هي محور الاحتفال، لأنّه بلا خمر لا يستطعم المدعوّون بفرح الوليمة، ولكن ما هو هذا الخمر؟

 

هل هو هدف الدّعوة

أو غاية الوليمة؟ إلى أيّ حدّ هو أساسيّ؟ لماذا اعتبرت مريم أنّ نفاد الخمر هو أمر مهمّ

وعلى يسوع التدخّل؟ لماذا يسوع بالذات هو الذي عليه التدخّل؟ مريم هي الأم التي

استقبلت الحياة في أحشائها وهي المرأة التي اختبرت نعمة الحياة في ذاتها وأدركت

أنّ هذه الحياة التي حلّت بداخلها هي التي جعلت منها أرضاً جديدة وحوّاء جديدة

تأبى أن ترفض عمل الله في ذاتها وتأبى أن ترفض مشيئته لأنّ أعماقها التي هي من

صنع الله ومسكن لله، لن تستريح إلّا باتّحادها بخالقها، وما نفاذ الخمرة في وليمة الحياة

إلّا غياب للحياة بعمقها ومعناها وقيمتها . ولكن هل يمكن للحياة أن تغيب أو تضمحلّ

في وليمة العرس؟ حاشا! لأنّ العريس موجود في الوليمة وما خمرة الحياة إلّا نتاج الكرمة

التي أعطت الحياة. نعم! الكرمة هي التي تعطي الثمار المحيية وهي التي تروي اليباس

في الجفاف الروحي بماء الحياة الذي يجدّد لتنبت الثمار. فأبت مريم، التي اختبرت عظمة

الحياة في داخلها، إلّا أن تعطيها للعالم ليتجدّد بحبّ "معطي الحياة "ويفرح بوليمة عرسه،

فكان العرس في قانا فرحاً  وحبّاً يدفقان في الخليقة لتدرك أنّه حتى في الغياب والموت

"هو هو" الله الخالق المتجسّدحاضر ليحوّل الموت إلى حياة.