دينيّة
28 كانون الأول 2017, 13:33

وفاة رائد الحوار المسيحي الإسلامي في العالم، مخلفاً خلفه ارث عظيم!

توفي الأب موريس بورمانز، خبير الحوار الإسلامي المسيحي، وهو في سنّ الثانيةِ والتسعينَ عاماً، في منزل التقاعد للآباء البيض.

. وستقام الجنازة يوم الثلاثاء في الثاني من كانون الثاني العام 2018 .ينتمي الأب موريس بورمانز، الذي ولد في العام 1925، إلى جمعية المبشّرين في أفريقيا والتي يُعرَفُ أعضائُها باسم "الآباء البيض"، وقد كرّس حياته لتطوير جهود التفاهم والتفاهم المتبادل بين المسيحيين و المسلمين.

عاش بين الجزائر وتونس، ورسم كاهناً في العام 1949 في تونس، وعمل أستاذًا للّغة والقانون الإسلامي والروحانية عند المسلمين في المعهد الحبري للدراسات العربية والإسلامية في روما خلال الأعوام 1964 و1984، وأستاذًا للدراسات الإسلامية في الجامعة الأوربينية في روما، ومدير المجلة الدولية الإسلامية المسيحية، كما شارك في العديد من الندوات الإسلامية المسيحية في عواصم البحر الأبيض المتوسط.

كما كان الأب بورمانز حائزاً على شهادة الدكتوراه في السوربون، مع أطروحة حول موضوع "الحالة الشخصّية والأسرة في المغرب العربي من العام 1940 إلى يومِنا هذا"، لتحليل مستقبل قانون الأسرة  

قبل وأثناء وبعد الاستقلال.عُرَفَ كشخصية فكرية مرجعية أثناء تدريس الشريعة الإسلامية وتاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية، وكان مديراً لمجلّة إسلاموكريستيانا من العام 1975 إلى 2004. وهو خبير اعترف به الفاتيكان وقدّره، ساهم في الخطاب الذي ألقاه البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في الدار البيضاء في التاسع عشر من آب العام 1985، فضلاً عن التواصل مع الشخصيات الإسلامية خلال اجتماعات الأسيزي.

على الرغم من أن المتقاعد من التدريس النشط لعدة سنوات بسبب سنّه، الأب بورمانز لا يزال الرقم المرجعي للمعلّمين والطلاّب. ففي العام 2015، شارك في لقاء مع البابا فرنسيس بمناسبة الذكرى الخمسين لهذه المؤسّسة التي تأسّست في سياق المجمع الفاتيكاني الثاني وإنهاء الاستعمار.

بشّر من القلب، وكانت لديه سهولة بالّلغة الفرنسية كما في اللّغة العربية، وكان متحمّساً للاجتماعات والحوارات. إن عمله الهائل يترك لنا إرثاً ثميناً من المهم بالنسبة للعالم أجمع ليس فقط من أجل فهم الإسلام بشكل أفضل والدخول في حوار مع المسلمين، ولكن أيضاً للتعبير بشكل أفضل عن أصالة الإيمان المسيحي، والكنيسة اليوم لديها حاجة كبيرة، بشأن هذه الأسئلة، لجمع إرثٍ لإنجازِ مهمّتها على نحو أفضل اليوم.