وسط الإرهاب.. كتاب مقدّس لم تمسّه النّيران!
فهذا الحريق استطاع بلهيبه وشرارته وألسنته الجائعة أن يلحق ضررًا اقتصر على المادّيّات من دون أن يمسّ شيئًا من الرّوحانيّات، إذ إنّ الكتاب المقدّس ظلّ وحيدًا متأهّبًا سليمًا وسط عاصفة اللّهيب تلك.
بأوراقه الصّفراء الأصيلة، بعطره الفوّاح المُسكر، بنوره المشعّ الخافت، بقداسته المباركة، توسّط الكتاب المقدّس ساحة معركة لم يبقَ فيها سوى الرّماد.
الرّبّ الدي سمح بألّا يمسّ كلامه المقدّس بشرارة واحدة، لا بدّ من أنّه يبعث برسالة واضحة إلى مفتعلي الحريق بأنّ الخير منتصر لا محالة والإيمان متشبّث بمخالب عنيدة في أرض مسيحيّة لا تزعزها نيران الشّيطان.
مسيحيّو قيرغيزستان، ولو أنّهم أقليّة عدديًّا في بلادهم، أدركوا أمام هذه المعجزة التي صنعها الرّبّ داخل بيته، بأنّهم أقوى من كلّ محاولات الإضطهاد، إدراك نابع من إيمان عميق وثقة تامّة بالمسيح المخلّص، إدراك يطال مسيحيّي العالم أجمع ليثبّتهم في الرّجاء السّامي.
كلام الحقّ محفور بصلابة وثبات على أوراق مباركة لا تمسّها النّيران، وفي عقول حكيمة لا يمسّها الضّلال، وفي قلوب مؤمنة لا يمسّها الكفر، وفي نفوس صادقة لا تمسّها الخطيئة.
إذًا مهما حاول الدّمار المادّيّ إلحاق دمار روحيّ، للرّبّ تدخّلات مباركة تتخطّى كلّ محاولات الشّرّ!