الأردنّ
30 كانون الثاني 2020, 19:00

وزير الأوقاف يرعى الاحتفال بأسبوع الوئام العالميّ بين الأديان

نورسات/ الأردنّ
مندوبًا عن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، رعى وزير الأوقاف والشّؤون والمقدّسات الإسلاميّة الدكتور محمد الخلايلة، اليوم الخميس، الاحتفال، بمناسبة أسبوع الوئام العالميّ بين الأديان بعنوان ”الأردن أنموذج الوئام بين اتباع المذاهب والأديان” بالتعاون مع دائرتي قاضي القضاة والإفتاء العام والمركز الأردنيّ لبحوث التّعايش الدّينيّ في المركز الثّقافيّ الإسلاميّ التّابع لمسجد الشّهيد الملك المؤسّس عبدالله بن الحسين .

وأكّد وزير الأوقاف في كلمته تمسّك الأردن بالقيم والمبادىء وعلى رأسها قضيّة المسجد الأقصى المبارك والوصاية الهاشميّة على القدس والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيةّ داعيًا العالم أجمع أن يكون عادلًا ومنصفًا في قضايا العالم الإسلاميّ لاسيّما قضايا القدس والمسجد الأقصى المبارك والأقلّيّات الدّينيّة الإسلاميّة وما تتعرّض له في كثير من بقاع العالم.

وقال إن الدّعوة إلى الوئام هي من صميم الشّريعة الإسلاميّة ومبادئها العامّة التي دلّت عليها وطبّقه الخلفاء والأئمّة على مرّ التّاريخ تطبيقًا عمليّا وإن الالتزام بالشّريعة الإسلاميّة يدعو المسلم إلى الوئام والعيش المشترك والتّسامح والتّمسك به، مشيرًا إلى أنّ الوئام يعطي الحقّ للبشر المختلفين بألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم بأن يعيشوا بسلام وأمن وأمان.

وأضاف أنّ الإسلام لا يدعو فقط إلى الاعتراف بالآخر بل يدعو إلى احترام هذا الاعتراف وقبول التّنوّع الثّريّ لثقافات عالم اليوم والانفتاح والاتّصال وتعزيز حرّيّة الفكر والضّمير، مشيرًا إلى أن الوئام هو الفضيلة التي تُيسّر إحلال السّلام وتسهم في إحلال ثقافته محل ثقافة الحرب.

ّولفت إلى أنّ الوئام والدّعوة إليه لا يعني التّساهل أو التّنازل عن القيم والمبادئ الأساسيّة في ديننا الإسلاميّ، ولا يعني الضّعف أو الانهزام إنّما هو موقف إيجابي يدعو الى الإقرار بالحقوق الإنسانيّة المعترف بها للنّاس جميعًا وهو يدعو الإنسان إلى أن يتمسّك بمعتقداته ودينه ويقبل أن يتمسّك الآخرون بمعتقداتهم ودينهم.

من جهته قال سماحة المفتي العام الشّيخ عبد الكريم خصاونة، إن جلالة الملك عبدالله الثّاني سيّد من سادات بني هاشم عميد آل البيت نذر نفسه لخدمة الأمّة الإسلاميّة يسير بخطى ثابتة وواثقة وبروّيّة وببصيرة حادّة متحمّلًا المسؤوليّات الجسام ومجنّبًا الأردن كلّ شرّ وسوء، يقود السّفينة وسط عالم مليء بالصّعاب ومنطقة ملتهبة بالفتن ونحن جميعًا نلتفّ حوله في دفاعه عن المقدّسات الدّينيّة .

وأضاف أنّ الأردنيّين مسلمون ومسيحيّون يعتزّون بالتّعايش الذي يعيشونه في الأردن وأنّه نموذج للشّراكة في الوطن والمصير ويطّبق بينهم العدل والمساواة ويعطي كلّ صاحب حقّ حقّه، وأنّ الأردن بُني بالتّعايش وبالوئام وننهض ونتطوّر في مواطن تعايشنا عائلة واحدة. وأكّد أنّ الاختلاف ليس وسيلة من أجل تمزيق ّالأسرة الإنسانيّة واضطهاد بعضها لبعض، وإنّما وسيلة من وسائل التّعاون البشريّ والتّعارف والتّآلف والتّلاقي على البرّ والتّقوى مشيرًا إلى أنّ المبدأ الإنساني الخالد يؤكّد على أنّ النّاس سواسية ولا فضل لأحد على أحد عند الله إلّا بالتّقوى.

وقال سماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الرّبطة، إنّ أسبوع الوئامِ بين الأديان له خصوصيّته في الأردن، فتخصيصُ هذا الأسبوعِ كان بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2010، والذي تبنّته الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة لسموّ الفكرة وضرورتها لتحقيق العيش الكريم للبشريّة كلّها.

ّوأشار الرّبطة إلى العهدة العُمريّة التي تذكر بالحقّ والمسؤوليّة الهاشميّةِ في الوصايةِ على المُقدّساتِ في القدسِ الشّريفِ، والتي هي محل إجماعٍ إسلاميّ مسيحيّ، والتي يحملُ لواءَها بشجاعة واقتدارٍ جلالةُ الملكِ عبدُ الله الثاني والتي تذكرُ بالمبادئِ الإسلاميّةِ لقيم الوئامِ بين أتباعِ الدّيانات، والتي تعدّ أُنموذجًا مشرّفًا لمعاهدةٍ قانونيّةٍ تقررُ مبادئَ التّعايشِ السّلميِّ والوئامِ الإنسانيِّ بينَ أتباعِ الدّيانات.

وأضاف أن الإسلام كان سبّاقًا في تقريرِ مفهومِ المواطنةِ القائمةِ على الحفاظِ على الحقوق، والاشتراكِ في أداءِ الواجباتِ، معَ طِيْبِ التّعاملِ بين مكوّنات المجتمع، بدون اعتداءٍ على خصوصيّةِ أيٍّ منها، مشيرًا إلى أنّ العدالةُ والرّحمةُ هما أساسُ فكرةِ الوئامِ بين أتباعِ الدّيانات، وبين أفرادِ المجتمعات.

و قال مدير المركز الأردنيّ للتّعايش الأب نبيل حداد إنّنا نحتفل اليوم بأسبوع عالميّ الوئام حمل شهادة ميلاد أردنيّة التقت حولها البشريّة ذات يوم تشريني قبل عشرة أعوام في نيويورك لتتبنّى دول العالم المبادرة التي حملها ملك مؤمن وخرجت من مدرسة الفكر الهاشميّ وولدتها أم الوثائق رسالة عمّان.

وأضاف الأب حداد أنّنا في الأردن الجغرافيا الأكثر حضورًا بتاريخ القداسة والأحسن بالسّيرة والسّلوك تعلّمنا في مساجده وكنائسه ومدارسه الوئام والسّلام والحبّ فيما بيننا البعض وأنّنا في مركز التّعايش نتشرّف بالمشاركة مع اإخوتنا في وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء وقاضي القضاة بهذا الاحتفال السّنويّ العاشر.

وأشار إلى أنّنا في الأردن وئامنا ليس موسميًّا بل هو حالة نعيشها 52 أسبوعًا في العام وأنّ رسالة عمّان تعنيني وأعنيها ولو لم تعنيني كمسيحيّ أردنيّ لما كنت أوّل رسول يحملها إلى بقاع هذا الكون، وإن روحي الأردنيّة تتآلف مع لغتها وهمومها ومضامينها والاهتمامات التي تعاطت معها لأنّها رسالة فتحت مساحات كبيرة لتفعيل الأفكار وتحويلها إلى مناهج وفّرت موقفًا راسخًا في مواجهة حملة فكر الكراهية والتّطرف.

حضر الاحتفال أمام الحضرة الهاشميّة وسفير الفاتيكان في عمّان وسفراء عدد من الدّول العربيّة والاجنبيّة وشخصيّات دينيّة اسلاميّة ومسيحيّة .