ورشة عمل عن مشروع بناء القدرات وإدارة الأزمات والكوارث
بعد كلمة لنتالي باسيل، القى بشاواتي كلمة تناول فيها المراحل التي قطعتها عملية الشراكة مع وكالة التنمية الفرنسية، وقال: "انتجنا مسارا منهجيا إمتد لثلاث سنوات متواصلة، تم خلاله التركيز على بلورة شراكة أساسية ومتينة بالإستناد الى وعي تام ادركته الجهات الثلاث المتعاونة الوكالة ومعهد "Bioforce" ومجموعة UDR، وتستند بدورها على إصرار شديد لإتمام مهمتين تقنيتين متكاملتين لإنجاح مشروع بناء القدرات وتمكين المهارات لما له من أهمية فائقة".
اضاف: "لسنا اللاعبين المنفردين، بل نحن جزء من عملية التشارك المثلثة الأطراف"، متمنيا "النجاح في تنفيذ المشروع الذي يعود بالمنفعة المتبادلة على كل المستويات الإنمائية والإجتماعية والإنسانية".
دبوسي
من جهته، قال دبوسي: "اننا في شراكة جديدة مضمونها الإهتمام بالقضايا الإنسانية الإقتصادية الإجتماعية. والعلاقة التي نشهدها اليوم بين الجانبين الفرنسي واللبناني ليست جديدة فهي عنوان للتواصل وللصداقة المتينة وتتكامل من خلال مشروع بناء القدرات وتمكين المهارات، وهو مشروع إنساني يتسم بالشمولية الجامعة وقد تجلت تلك العلاقة من خلال مؤتمر "سيدر" الذي عقد مؤخرا، وهو مؤتمر لدعم لبنان ويشكل قيمة معنوية عليا يعزز ثقة اللبنانيين بأنفسهم والمجتمع الدولي بهم. ان مؤتمر "سيدر" ليس موضوع أرقام عددية بقدر ما هو يشجع على الشفافية والإلتزام بالإصلاحات المطلوبة".
اضاف: "هذا المشروع الذي نحن بصدده اليوم يفسح المجال امام شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، لذلك نبارك تلك المساعي الخيرة والبناءة التي تبذلها وكالة التنمية المحلية (ليدا) بشخص مديرها العام الأستاذ سيمون بشواتي عنوان الإلتزام والجدية والعطاء والمثابرة ولأصدقائنا الفرنسيين في وكالة التنمية الفرنسية من مختلف مواقعهم إهتمامهم بطرابلس الكبرى التي باتت حاجة إستثمارية التي نتطلع الى أن ننجزها معا وتعود بالمنافع المتبادلة للجانبين اللبناني والفرنسي، وهذا ما لفتنا اليه كل من سفراء فرنسا والصين والولايات المتحدة الاميركية"، متمنيا لورشة العمل "النجاح في تحقيق الاهداف التي عقدت من أجلها".
قمر الدين
وألقى رئيس بلدية طرابلس كلمة قال فيها: "يسرنا أن نلتقي واياكم اليوم في طرابلس لاطلاق مشروع بناء قدرات الفعاليات المحلية في طرابلس وتعزيز جهوزيتهم في مجال إدارة الأزمات والكوارث الممّول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية و منطقة Auvergne Rhone-Alpes والمنفذ من قبل اتحاد بيوفورس ومجموعةURD ووكالة التنمية الاقتصادية المحلية في لبنان".
أضاف: "تواجه البلديات اللبنانية حاليا تحولا ديموغرافيا هائلا بسبب أزمة النازحين السوريين وبلوغ عدد النازحين في بعض المدن والبلدات والقرى ضعف عدد المواطنين اللبنانيين. فمهما كان مدى استعداد المدن اللبنانية، فإن تأثير الأزمة السورية يفوق جميع الإمكانات البلدية. وهنا تجد البلديات اللبنانية نفسها بحاجة الى مواجهة الانعكاسات الإنسانية لهذه الأزمة، رغم ان حجم المشكلة يستدعي إمكانيات وتدخلا على المستوى الوطني وليس المحلي فقط. لقد واجهت طرابلس في السابق العديد من الكوارث والأزمات، وكانت البلدية خط الدفاع الأول للتصدي لها لجهة تأمين المكان والطعام والنظافة والعناية الصحية، طبعا دون اغفال دور القطاعات والأجهزة من جيش وامن داخلي وصليب احمر ودفاع مدني والهيئة العليا للإغاثة ووزارات معنية من صحة وشؤون اجتماعية وتربية وغيرها"، مشيرا الى ان "بعض هذه الكوارث كانت طبيعية مثل فيضان نهر ابو علي والبعض الآخر بفعل الانسان مثل الحروب وجولات العنف والتفجيرات التي شهدتها المدينة من سنوات ليست ببعيدة".
وأعلن ان "المسح السريع الذي اجراه البنك الدولي في العام 2008 لخمس مدن من منطقة المتوسط وشمال افريقيا MENA من بينها طرابلس، قد اظهرت ان المدن الخمسة هي نقاط ساخنة أو تواجه تغييرات مناخية مهمة ومخاطر كوارث طبيعية، كما أظهرت نتيجة الدراسة التي أعدت ضمن نطاق اتحاد بلديات الفيحاء في العام 2010 بأن المعلومات المتعلقة بمخاطر الكوارث لا يتم تجميعها بصورة روتينية مستمرة لا من قبل البلديات ولا من قبل الوزارات المختصة، وان الاستعدادات لمواجهة مختلف الكوارث الطبيعية في مدن الفيحاء هي متدنية بسبب عدم وجود خطة لادارة الكوارث المحتملة".
ولفت الى ان "الظروف غير عادية والمسؤوليات جسام، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود وتكاتف جميع المعنيين من بلديات ووزارات وقطاعات وأجهزة ومؤسسات ومجتمع محلي وجهات مانحة دولية لتخطي تداعيات هذه المرحلة الصعبة"، وقال: "ليس مشروعنا اليوم سوى أكبر دليل على ما يمكن تحقيقه من خلال التواصل والمشاركة والعمل المشترك وهي من أهم معايير الحوكمة الجيدة".
اضاف: "ان المدن النامية عادة ما تهتم بأعمال الاغاثة والترميم بعد وقوع الكوارث دون بذل أي جهد بتفادي الكارثة وتخفيف وقعها، في حين ان إدارة الكوارث تتطلب عدة مراحل تبدأ باستشراف الكارثة والوقاية ومن ثم تخفيف وقعها والاستعداد لها والاستجابة والمعافاة. وهذا ما دفع بالبلدية الى أن تكون من أول الموقعين على الانضمام الى الحملة العالمية "مدينتي تستعد" للحد من الكوارث، ولقد قامت بلدية طرابلس ومن خلال اتحاد بلديات الفيحاء، بتنفيذ العديد من المشاريع في السنوات العشر الماضية منها على سبيل الذكر وليس الحصر، انشاء مركز ووضع خطة لادارة الأزمات في اتحاد بلديات الفيحاء من خلال هبة من مكتب التعاون الايطالي في السفارة الإيطالية، حيث جرى تأهيل المركز ليصبح مقاوما للزلازل وتجهيز سرية الاطفاء بسيارتي إطفاء حديثتين وبأجهزة معلوماتية واتصالات. كما جرى ارسال ممثلين من الصليب الأحمر والدفاع المدني ومن بلديات الاتحاد الثلاث الى إيطاليا للتدريب".
وتابع: "صحيح ان إدارة الكوارث في لبنان هي مسؤولية مركزية مناطة باللجنة الوطنية العليا لإدارة الكوارث والأزمات والهيئة العليا للإغاثة، الا ان هذا لا يحول دون دور محلي للبلديات في المساعدة والمساندة والتنسيق مع الجهود التي تجري على الصعيد الوطني. من هنا ضرورة قيام البلدية بتوفير قاعدة معلومات حديثة عن كل الموارد المتوفرة في نطاقها من طاقات بشرية ومستشفيات ومدارس وتجهيزات للجوء اليها عند الحاجة بالإضافة الى تدريب موظفيها على كوارث افتراضية وعقد اجتماعات وتدريبات مشتركة مع ممثلي الادارة المركزية، بالإضافة الى اجراء مسح وتحديد الأبنية والملاجىء التي هي بحاجة للترميم السريع ومسح المستودعات في المدينة والكشف على نوعية المواد المخزنة فيها، وان امكانيات تدخل البلديات بمفردها مكلفة وتفوق امكاناتها المادية كما ان العنصر البشري المدرب غير متوفر في الملاك، حيث ان الحد الأقصى المتوفر هو فريق طوارىء للمشاكل اليومية وبالتالي لا بد من اشراك كل مكونات المجتمع المحلي في عملية إدارة الكوارث وتزويدها بالوسائل والمهارات وإيجاد سيناريو لتدخل مشترك يعرف كل طرف ما يتوجب عليه عمله خلال الأزمة وبحيث تكون كل الأطراف على مستوى عال من الجهوزية والتنسيق".
وقال: "من هنا تأتي أهمية هذا المشروع الذي نطلقه اليوم حيث سيقوم بتدريب البلديات والجمعيات المحلية ضمن خطة ترمي الى عدم تهميشها في إدارة الكوارث".
وختم: "لا بد لي من الإشادة وتوجيه الشكر الى جميع الذين ساهموا في التحضير لهذا المشروع والى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال وعلى رأسها الأخ والصديق الأستاذ توفيق دبوسي على استضافتها هذا المشروع، متمنيا ان يكون لهذا المشروع الأثار الإيجابية على توفير الأمان والسلامة العامة وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مدينتنا وأن يكون حفل الاطلاق هذا نقطة الانطلاق في مسيرة انهاء معاناة طرابلس المدينة الحبيبة على قلوبنا".
ليسيا
وقال ليسيا: "ان العلاقة بين وكالة التنمية الفرنسية وطرابلس ليست جديدة بل تمتد لسنوات خلت، كانت انطلاقتها في العام 2005 حيث لعبت دورا مميزا في إطلاق ورش ترميم الأمكنة التاريخية والأثرية والاسواق الداخلية في تلك المدينة الغنية بتراثها، وكانت شراكتنا تتمحور حول الإهتمام المشترك في مواجهة صلب المصاعب".
اضاف: "إننا نعمل في مشاريع إنمائية مستمدة روحيتها من مؤتمر القمة الإنسانية التي إنعقدت في مدينة اسطنبول في تركيا العام 2016، وأن الاهتمام بلبنان هو جزء من هذه الإستراتيجية التي تستند بدورها الى القوة التقنية لتطوير المهارات وتمكين القدرات المحلية بإعتبار انهم سيكونون اللاعبون الأساسيون في تنفيذ البرنامج، موضوع التعاون والشراكة، وسيعتمدون بدورهم على كل القوى والجهات الفاعلة في مجتمعهم ليواجهوا كل المصاعب الناجمة عن المؤثرات الضاغطة للنزوح السوري على مجتمعهم، وأن هذه المسالة تتسم بطابع الإهتمام الأولي".
وأثنى على "الشراكة القائمة بين وكالة التنمية المحلية في طرابلس (ليدا) ووكالة التنمية الفرنسية والجهات المتعاونة المتمثلة في كل من معهد "Bioforce" ومجموعة UDR، حيث ننطلق جميعنا من التطلعات الإستراتيجية المشتركة في إطلاق التنمية من أجل الإستقرار والتقدم والإزدهار".
ومن ثم كان عرض للاختصاصي والخبير في قضايا التنمية حسن السيد، المدير العام المساعد لمجموعة UDR فيرونيك دو جيوفرواى تناولا أسس المشروع ومكوناته والأهداف التي يتطلع الى تحقيقها.