ورشة عمل عن التنمية المستدامة وتمويل مشاريع تتوسّل الطاقة المتجدّدة
بعد النشيد الوطني، تحدث دبوسي فأعرب عن سعادة غرفة طرابلس ولبنان الشمالي باستضافة ورشة العمل المتخصصة التي تتمحور حول الأخذ بثقافة التحول نحو الإقتصاد الأخضر الذي تنضوي تحت هذا الخيار المشاريع الصديقة للبيئة، وأكد "أن ورشة العمل هذه، تجمع بين وزارة الصناعة ومجموعة فرنسبنك، وتعطي مثالا حيا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاون بينهما، لما فيه تحقيق الهدف الأسمى ليس على المستوى الإقتصادي فحسب، وإنما تمتد هذه الشراكة لتطال مشاريع إنمائية معاصرة تشمل حياة الإنسان الصحية والبيئية والإجتماعية ويتم الإنتقال معها من مناخ يسيء الى البيئة الى مناخ صحي مستمد من الطاقة المتجددة ويفسح المجال أمام استثمارات جديدة على كل الصعد".
وقال: "نحن كغرفة تجارية وصناعية وزراعية تمثل المصالح العليا للقطاع الخاص وتتطلع الى شراكة فعلية مع القطاع العام في موضوع التنمية المستدامة، بادرنا الى إطلاق مشروع اقتصادي صديق للبيئة يقضي بإقامة أكبر محطة على الطاقة الشمسية على سطح قاعة المعارض في معرض رشيد كرامي الدولي بمساحة تمتد على 40 ألف متر مربع بهدف تأمين إنارة شوارع مدن الفيحاء العامة ومعرض رشيد كرامي الدولي ومرفأ طرابلس والمنطقة الإقتصادية الخاصة بقوة 5.8 ميغاوات، وقد أبرمت غرفة طرابلس وفرنسبنك مذكرة تفاهم تتعلق بهذا المشروع ولقي موافقات من إدارة المعرض ومن وزارة الإقتصاد والتجارة والجواب كما ورد الينا أخيرا سيكون إيجابيا من جانب كهرباء لبنان وشركة قاديشا، وان وزارة الصناعة هي شريكة أساسية في كل المجالات ضنا بمصلحة القطاع الصناعي وبتطوير وتحديث مشاريعه ومؤسساته الإنتاجية".
وأضاف: "إننا نرحب بورش العمل الآيلة الى تشجيع القيام بمشاريع استثمارية مستمدة من الطاقة البديلة وتعزز خيار التنمية المستدامة التي تسير فيه غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، حيث دشن دولة الرئيس سعد الحريري في 30 نيسان من العام الجاري 2018 "مبنى التنمية المستدامة"، وأزاح الستار عن "مركز إقتصاد المعرفة" وقص الشريط العائد لـ"مركز الأبحاث والتطوير الصناعي (إدراك)، الذي يحتضن بدوره مركزي تذوق زيت الزيتون وتجميع العسل وهي المراكز الأولى من نوعها على مستوى لبنان والمنطقة وتشكل بمجموعها المرتكزات الإستراتيجية لمبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية".
وخلص دبوسي الى الإعراب عن تمنياته "بنجاح ورشة العمل، وان تحقق ما تتطلع الى تحقيقه مجموعة فرنسبنك عبر توثيق الروابط بين المشاريع الصديقة للبيئة والقروض المصرفية الميسرة التي تعزز من مسيرة لبنان نحو تطبيق البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في التنمية المستدامة".
القصار
من جهته، تناول القصار ممثلا مجموعة فرنسبنك "الأهداف التي تعقد من أجلها ورشة العمل المتعلقة بالتنمية المستدامة وتوفير القروض المصرفية الميسرة التي تساعد القطاع الصناعي باعتباره ركنا أساسيا في بنية الإقتصاد الوطني على استخدام وسائل جديدة في العملية الإنتاجية تحد من تلوث البيئة وتوفر الإنتاج النظيف".
ولفت الى أن فرنسبنك "هو من الأوائل الذي أخذ بتوجهات الإقتصاد الأخضر الذي يراعي بمرتكزاته البيئة وتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة الإحتباس الحراري وتغير المناخ الذي يؤثر سلبا على فواتير الطاقة الكهربائية المرتفعة والباهظة والتي تستدعي ليس فقط السعي الى خفضها، بل في توفير البيئة الصالحة والأفضل للأجيال القادمة".
وقال: "فرنسبنك خطا خطوات متقدمة في خيار الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة منذ عام 1999 حين كان رئيس المجموعة عدنان القصار رئيسا للغرفة الدولية وخلال ولاية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حيث تم إطلاق "الميثاق العالمي"، وكذلك في العام 2012 حين تم الاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية المنبثقة من مجموعة البنك الدولي على بناء شراكات وتقديم الحلول المستمدة من الطاقة البديلة، وقد تم التوقيع على إتفاقيات عدة، سواء أكانت مع غرفة طرابلس أم مع عدد من محطات المحروقات والجامعات ومع جمعية الصناعيين اللبنانيين لتدعيم هذا المسار".
جدعون
ومن جهته استهل جدعوة كلمته بتوجيه الشكر لدبوسي على استضافته ورشة العمل، مهنئا على الإنجازات التي تتحقق في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، وهي محل تقدير وإكبار، ونحن كجهة حكومية نشارك في تعزيز العلاقة بين القطاعين والخاص وعلى جهوزية كاملة للدفع بهذا الاتجاه".
وقال: "نحن في وزارة الصناعة بدأنا نميز بين الصناعة التقليدية والصناعات الحديثة المبنية على الإبداع والإبتكار، حيث يجب تأكيد الحضور الصناعي الوطني أمام التنافسية القائمة والعمل على بلورة القدرات، وبالتالي الإعتماد على التخصصية. ولعل المثال السويسري ليس ببعيد عنا، وإن سويسرا تعتمد الابتكارات، وهي بلد ليس بغني بالمواد الخام بل يمتاز بصناعة السكاكين، وهو يعكف منذ سنوات على تجهيز أكبر تلسكوب في العالم، ونحن في لبنان عندما يتم إنجاز أي عمل مميز على وجه الدقة فنصفه بانه مثل الليرة للدلالة على جودة المنتج ونقاوة الإبتكار، من هنا اهمية دعوتنا الى أصدقائنا في الشمال بضرورة مجانبة التصنيع التقليدي وإعتماد ثقافة الإبتكار".
وأضاف: "نحن في الوزارة الصناعة بصدد إطلاق مناطق صناعية، وحصة الشمال محفوظة في هذا المجال، ولكن علينا الانتقال من مرحلة "صنع في لبنان" الى مرحلة الإبتكار في لبنان"، والإيجابية توصل الى إعتماد حلول المرتكزة على التخصصية، والإبتكار هو الحافز الأساسي المساعد على تغيير العقلية في كل القطاعات لا سيما في القطاع الصناعي، لذلك في هذا السياق هناك ضرورة للأخذ بخيارات الطاقة البديلة بالرغم من أن كلفتها لا تزال مرتفعة، ولكن مع التقدم في الوقت، فإن هذا الخيار سيلعب دورا حاسما وحيويا في التخفيف من الكلفة وتأمين الوفر".
ظريفة
بعد ذلك قدم انطوان ظريفة من فرنسبنك عرضا مفصلا للمنهجية والطرق التي يعتمدها المصرف في مضمار التنمية المستدامة وتمويل المشاريع التي تستمد مرتكزاتها من الإقتصاد الأخضر، لا سيما الصديقة للبيئة منها الآلية التي يعتمدها في توفير القروض الميسرة المساعدة للمؤسسات الصناعية المنتجة".
خوري
وكان لبيار خوري كلمة، ثم توالت المداخلات والحوارات التي تناولت الأسس التي تنطلق منها ورشة العمل التي عملت على تنظيمها مجموعة فرنسبنك ومختلف المحاور التي شكلت محطات تم خلالها الإضاءة على دور المصرف في مجال المشروع اللبناني للمياه ألقاها صلاح صليبا مدير المشروع، وإضاءة أخرى من فارس قيقانو المستشار في تمويل المشاريع حول كيفية تمويل المشاريع المتعلقة بالطاقة البديلة والمستدامة.