دينيّة
22 كانون الأول 2024, 10:00

نشيد المخلوقات ج3

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب بولس رزق الفرنسيسكانيّ

 

 

-   الريح: قاد الروح القدس القدّيس فرنسيس في صلاته وكلمة روح تأتي من كلمة ريح أو روح في العبريّة واليونانيّة. هي كلمة واحدة والمقصود: كما تتحرّك أوراق الشجر فنعرف أنّها تعرّضت لريح هكذا المولود من الروح تظهر عليه علامات عمل الروح القدس. والريح ترمز إلى نسمة الله

- الماء: نافع، متواضع، ثمين، عفيف، وهو رمز إلى الحياة يقول لنا النبيّ إرميا "تركوني أنا ينبوع المياه الحي وحفروا لأنفسهم آبارًا مشقّقة لا تضبط ماءً فيها (إر۲: 13). خرجت الحياة من الماء، فالمياه في البداية هي الروح القدس تخرج منه حياة جديدة، هكذا أصبحت المعموديّة رمز للميلاد الجديد وخلقة جديدة في الله. ولدينا ألقاب ليسوع المسيح "أنا الينبوع الحي". والمياه هي رمز للتقديس والتطهير لذلك يرى القدّيس فرنسيس أنّنا من خلال المياه ندخل حياة جديدة مع يسوع. الماء وسيلة التطهير ومنها نكون أبناء الله بالتبنّي في سرّ المعموديّة. الماء مصدر للحياة لكلّ كائن حيّ.

 

- النار: جميلة قوية يستخدمها الإنسان في حياته اليوميّة، النار مصدر الضوء والحرارة ورمز الروح القدس. واستخدمها القدّيس فرنسيس في كيّ العين عندما كان مريضًا.

 

-  الأرض: تعطينا الثمار والزهور وهذه الأرض لخدمة الإنسان فعليه أن يحافظ عليها، لأّننا نتغذّى ونعيش من خلالها. الأرض أو الأمّ التي تغذّي خلائقها. الأرض هي البيت المشترك الذي نعيش عليه في وسط المخلوقات التي خلقها الله من أجل الإنسان.

 

-  نجد الإشارة إلى تسبيح القدّيس فرنسيس لله على مخلوقاته كلّها مطلقًا عليها اسم "أخ" و"اخت" وبالتالي يضع القدّيس فرنسيس الإنسان في مستواها فهو أيضًا مخلوق على الرغم من أنّه مدعوٌّ إلى مسؤوليّة أخلاقيّة أكبر، لأنّه مُنح الحرّيّة. ولا يجد الإنسان نعيمًا إلّا إذا احترم الشريعة الإلهيّة.

 

- الإنسان الذي يعيش بعيدًا عن الله هو إنسانٌ حزين. وليس من قبيل الصدفة أن تظهر في القسم المخصّص له، في النشيد، مصطلحات "يغفر"، "المرض"، "المحن"، "المتاعب"، "الخطايا".  

الجزء الأخير يتحدّث عن حالة الإنسان وطبيعته المائتة، والتي من أجلها يبارك أولئك الذين يتحمّلون الأمراض الجسديّة بصبر ويموتون في نعمة الله، لأنّ الموت الثاني هو موت النفس والبعد عن الله. ويلٌ للذين يموتون في الخطايا، بينما الطوبى للإنسان الذي يموت في حالة النعمة والعمل بالوصايا المقدّسة.

كتب القدّيس فرنسيس هذا النشيد لكي يُرتّلَ في تسبيح الله، على غرار المزامير، حيث وجد الرهبان إخوة القدّيس فرنسيس المبادئ الأساسيّة لنظامهم، المرتكزة بشكل رئيس على مفهوم الحبّ الذي يُعتبر تكريسًا للآخر، ذلك الحبّ الذي أعلنه يسوع، والذي هُوَ هُو.