نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس- بكركي
وأضاف خوري: "لقد أثبت البطريرك الرّاعي أنّه لكلّ لبنان وليس لطائفة أو لمذهب معيّن، والإنسانيّة ميزة لا تفارقه، لاسيّما وأنّ الظّروف الاجتماعيّة والسّياسيّة المحيطة بلبنان وبالمنطقة بحاجة لأمثال غبطته ليكون عونًا للمسؤولين عن هذا الوطن."
من جهتها اعتبرت حدّاد أنّ "زيارة غبطته واجب ومناسبة لأخذ البركة والاستماع إلى توجيهاته الدّينيّة والدّنيويّة، ونحن نسأل الله دائمًا أن يحفظه راعيًا للبنان وساهرًا على مجده."
والتقى الرّاعي النّائب المدّعي العامّ الماليّ القاضي علي ابراهيم وكان بحث في "ملفّ الفساد وتعقيداته والآليّات المتبعة لمكافحته من خلال السّرعة في إتمام التّحقيقات في جرائم الاختلاس والتّزوير والاحتيال وغيرها من الملفّات الّتي من شأنها تخفيض نسبة الفساد في لبنان إلى أدنى مستوياته وصولاً إلى تعميم ثقافة الشّفافيّة والعدل واحترام والتزام القانون."
وأكّد ابراهيم أنّ الدّولة هي"الحاضن الوحيد لأبنائها وتطهيرها من الفاسدين والمفسدين هو ضرورة ملحّة لكلّ مواطن يؤمن بالعيش بحرّيّة وبكرامة تحت سقف القانون."
بعدها استقبل النّائب ماريو عون يرافقه البروفيسور داني فاضل والسّيّد روني جدعون بحضور لجنة من مركز التّوثيق والأبحاث المارونيّ، وكان بحث في مواضيع عامّة تتعلّق بالشّأنين الوطنيّ والاقتصاديّ، كذلك تطرّق البحث إلى مشروع زراعة القنّب في لبنان الّذي أثير في الآونة الأخيرة، بهدف استعمالها في صناعة المواد الأوّليّة للاستعمال الطّبّيّ والصّيدلانيّ والمستحضرات والعقاقير الطّبّيّة والصّيدلانيّة.
وأكّد عون أنّ "المشروع لا يزال قيد الدّرس والبحث والمشاورات من قبل مختلف الأفرقاء في لبنان"، مشدّدًا على"ضرورة ووجوب أن تكون هناك جهة مراقبة تتمتّع بالشّفافيّة والمصداقيّة تشرف على تطبيق هذا المشروع وحسن سير عمله في حال تمّت الموافقة على إقراره."
ولفت عون إلى "أنّ الهدف من تشريع زراعة القنّب في لبنان هو منح فرصة لانطلاقة اقتصاديّة تعيد زراعة القنّب إلى كنف القانون في وقت يفرض فيه الطّلب العالميّ للاستعمال الطّبّيّ والصّيدلانيّ زراعة واستخراج نوعيّة محدّدة من القنّب تتلاءم مع أصول التّصنيع وفق مواصفات الجودة العالميّة."
وظهرًا استقبل وزيرة الدّولة لشؤون التّنمية الإداريّة الدّكتورة مي شدياق في زيارة التماس بركة عرضت خلالها "لأسلوب العمل الدّقيق والهامّ في وزارة التّنمية الإداريّة الّتي ترتدي أهمّيّة كبرى، ولدورها الأساسيّ في هذه المرحلة نظرًا لعلاقتها المباشرة مع كافّة الوزارات والإدارات لجهة مكننة الحكومة الإلكترونيّة، تبسيط المعاملات، آلية المناقصات وتحقيق اللّامركزيّة إضافة إلى مشاريع تنمويّة مع مختلف البلديّات في لبنان."
وأكّدت شدياق على "الانطلاق بالعمل وفق شعار الحكومة "إلى العمل" ذلك أنّ وضع البلد لم يعد يحتمل المزيد من التّخاذل"، مشيرة إلى "الارتباط المباشر لوزارة التّنمية وآليّة العمل فيها بمؤتمر سيدر من حيث الكشف عن مكامن الخلل في عمل الإدارات وما ينتج عنه من فساد وهدر للمال العامّ الأمر الّذي شكّل سدًّا منيعًا في وجه نموّ لبنان وقيامه وازدهاره منذ نهاية الحرب حتّى اليوم."
وكانت شدياق قد قالت في ردّها على عدد من الأسئلة: "لقد تشرّفت بزيارة صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي وكانت الأجواء كالعادة ايجابيّة بامتياز، وزيارتنا إلى غبطته هي واجب علينا ولاسيّما بعد تعييني وزيرة. والبطريركيّة المارونيّة في بكركي بالنّسبة لي هي محجّة وأنا هنا لالتماس بركة سيّدنا والتّحدّث في عدد من المواضيع الآنيّة."
وتابعت شدياق لافتة إلى أنّ "الواقع السّياسيّ في لبنان في غاية الدّقّة والمشكلة الّتي أمامنا هي في الوضع الاقتصاديّ والماليّ المتأزّم بشدّة. والجميع يعلم أين هو مكمن الدّاء وأنّه يجب أن نشبك أيدينا من أجل الانتقال إلى مرحلة العمل. فهذه الحكومة شعارها "إلى العمل". شخصيًّا أتمنّى أن نتعالى فوق كلّ هذه التّجاذبات وطريقة التّعاطي السّلبيّة لناحية الرّدود الّتي تفوق في بعض الأوقات الحدّ المقبول وكأنّه من غير المسموح لأحد أن يطرح وجهة نظره في ما يتعلّق بأيّ موضوع من المواضيع. لكلّ منّا رأيه وتفسيره وواجباتنا أن نعمل معًا ونحارب الفساد. ولقد رفعت إلى مجلس الوزراء ملفّ استراتيجيّة مكافحة الفساد وآليّتها التّطبيقيّة ونأمل أن يتمّ إقرارها في الجلسة المقبلة، كما نعمل على وضع آليّة تطبيقيّة لاستراتيجيّة الحكومة الإلكترونيّة الّتي سنعرضها قريبًا على مجلس الوزراء لإقرارها وتطبيقها. وهناك غيري من الوزراء الّذين يطرحون العديد من المشاريع ومهمّتنا أن نعمل بطريقة إيجابيّة."
وعن رأيها في الخلاف القائم بين القوّات اللّبنانيّة والتّيّار الوطنيّ الحرّ حول مسألة الكهرباء أجابت شدياق: "أسفت لهذه الطّريقة بالتّعاطي، فالدّكتور جعجع فنّد بالأمس في اجتماع كتلة الجمهوريّة القويّة كلّ ما هو متعلّق بهذا الملفّ من مشاكل تعترض إنتاج الكهرباء وتصريفها قبل الوصول إلى التّعرفة وزيادتها وموقف القواّت معروف في هذا الشّأن، وهو عدم القبول بوجود قطب مخفيّة، ولدينا وزيرين في الحكومة وهما قامتان كبيرتان الأستاذ غسّان حاصباني والأستاذ كميل أبو سليمان، وهما موجودان في اللّجنة الوزاريّة الّتي تبحث موضوع الكهرباء برئاسة رئيس الحكومة. وإنّما الطّريقة الّتي واجه بها البعض تعليق الدّكتور جعجع تعبّر عن قلّة دراية ونيّة بتوتير الأجواء فهل نحن اليوم في دولة ديكتاتوريّة ممنوع فيها التّعبيرعن الرّأي؟ نحن لا نزال في بلد ديمقراطيّ وطريقة التّعاطي جدّ سيئة وهي تؤثّر سلبًا علينا فهناك المجتمع الدّوليّ الّذي يراقبنا، فإن لم نسرع في اتّخاذ الإجراءات والإصلاحات الضّروريّة للبدء جدّيًّا في المشاريع المطلوبة سوف نخسر كلّ المساعدات الدّوليّة من سيدر ونحن نتراشق بأسلوب أقلّ ما يقال فيه إنّه بعيد عن الأخلاقيّات اللّبنانيّة. لذلك أتمنّى على الجميع إيقاف هذه الأساليب."
وعن خلفيّات هذا الإشكال أعلنت شدياق أنّ "هناك أسلوبًا يعتمد وهو إحراج الآخر لكي لا يعبّر عن موقفه أو يضع أصبعه على الجرح مع العلم أنّ النّيّة موجودة لدى الجميع بالتّعاون معًا لتخطّي هذه المصاعب وإيصال ملفّ الكهرباء إلى برّ الآمان. لاسيّما وأنّ فخامة رئيس الجمهوريّة قال في مجلس الوزراء إنّ أوّل ما طلب منّا في مؤتمر سيدر هو معالجة موضوع الكهرباء وتخفيف العجز في الموازنة. وأنا أتحدّث في هذا الصّرح المسيحيّ الكريم، ونحن تعلّمنا في أدبيّاتنا أن نتعامل مع المسائل بمستوى راق، ونأمل أن تصل هذه الرّسالة إلى الجميع."