لبنان
04 كانون الثاني 2019, 13:30

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الجمعة- بكركي

ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركيّ في بكركي، الاجتماع الّذي دعا إليه مكتبا الرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات لدرس اقتراحات لإيجاد حلّ للقانون 46 وذلك استكمالاً للاجتماعات السّابقة والمشاورات الّتي حصلت في هذا الشّأن، بحضور ممثّلي الكتل النّيابيّة، ممثّلين عن مكتبي الرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات، ممثّلين عن اتّحاد المدارس الخاصّة، رئيس اللّجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة والأعضاء، وأدار مناقشات الاجتماع قدس الأباتي نعمة الله الهاشم.

 

توقّف المشاركون عند "الأزمة الّتي نشأت بسبب إقرار القانون 46 بين الأسرة التّربويّة من مدارس خاصّة وأهالي وطلّاب وجسم تعليميّ ولاسيّما في المدارس المجانيّة حيث تلكّؤ الدّولة في تسديد متوجّباتها منذ أكثر من أربع سنوات حتّى اليوم."

كما شدّد المجتمعون على ضرورة إجراء "دراسة معمّقة لهذا القانون وإزالة ثغراته وتصحيح ما ورد فيه من أخطاء والنّظر إلى بنوده المختلف عليها من أجل الأمان التّربويّ ومصلحة جميع أفراد الأسرة التّربويّة ولاسيّما أنّ هذا القانون سبب مشكلة اجتماعيّة وتربويّة لا تزال المؤسّسات التّربويّة تعاني منها."

واتّفق المجتمعون على "وجوب درس مشاريع مستقبليّة تؤمّن مصلحة الأسرة التّربوية كاملة وتأمين استمراريّة عملها وخاصّة أنّ التّعليم الرّسميّ لا يمكنه استيعاب العدد الكافي من التّلامذة."

من جهتهم وعد ممثّلو الكتل النّيابيّة "بدرس الاقتراحات الّتي قدّمت كحلول من أجل صياغة حلّ لمصلحة الجميع."

بعدها استقبل غبطته وزير الدّاخلية والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الّذي قال بعد اللّقاء: "لقد أتيت ولو متأخّرًا لتقديم المعايدة إلى صاحب الغبطة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السّنة ولكن الأهمّ هو أنّني أتيت لأحيّي غبطته على مواقفه الوطنيّة المسؤولة في مسألة تشكيل الحكومة والحرص على مصلحة البلاد والعباد قبل الحرص على مصالح السّياسيّين لهذا الحزب أو لذاك. وهذا الصّوت العالي من بكركي هو دائمًا صوت الحقّ، المستمرّ دائمًا مع سيّدنا البطريرك والّذي يصل إلى كلّ اللّبنانيّين مقيمين ومنتشرين. هذه المسؤوليّة الوطنيّة مقيمة في هذا الصّرح ومستمرّة ودائمة وهي حماية للبنان ولسيادته ولاستقلاله ولسلمه الأهليّ."

وتابع المشنوق: "لقد تشاورنا مع غبطته في الأزمة الحكوميّة، ولغبطته رأي محدّد في هذا الأمر يعلنه في كلّ عظاته الأسبوعيّة ولكنّنا أخذنا منه ما يوحي به دائمًا وهو التّفاؤل وعدم اليأس لأنّه لا يجب أن نيأس أو أن نقبل بأن يصيبنا اليأس بل يجب أن نستمرّ لغاية الوصول إلى شاطئ الأمان أيّ الأمان السّياسيّ، من خلال تشكيل الحكومة ومن خلال قيامها بواجباتها الكبيرة والكثيرة المقبلين عليها. كما سمعنا من غبطته تهنئته لكلّ القوى الأمنيّة على الجهد الّذي قامت به في فترة الأعياد وهو جهد استثنائيّ حقّق الأمن لكلّ اللّبنانيّين وأنا أطلق عليه عنوان لبنان الآمن للسّنة الرّابعة على التّوالي وهو يجعل لبنان من أكثر الدّول أمنًا ليس في المنطقة فقط وإنّما في العالم أيضًا."

وعن تفاؤله بتشكيل حكومة قريبًا، أوضح المشنوق: "بصراحة رأيي من أشهر، وأنا غير متابع لتفاصيل التّأليف، إنّ هناك صراعًا خفيًّا ولكنّه جدّيّ وعميق حول المسألة الرّئاسيّة وهذا الأمر فتح الباب وأخرج جميع العفاريت دفعة واحدة عفاريت السّياسة. قد تفسّر بحقيبة أو أكثر أو أقلّ هذا الأمر أصبح تفصيلاً. الاستراتيجيّة الأساسيّة الّتي يقوم عليها النّقاش هي فتح الملفّ الرّئاسيّ وهو الّذي يعطّل بشكل أو بآخر مسألة تشكيل الحكومة من قبل أكثر من طرف وليس من طرف واحد. وأنا هنا أتحدّث عمّا هو متوقّع وما هو حادث وما من أحد يتحدّث عنه."

وردًّا على سؤال عن تأييده لدعوة البطريرك إلى تأليف حكومة مصغّرة أعلن المشنوق: "أنا أؤيّد ما يقوله غبطته. ولكنّني أعتقد أنّ الحكومة المصغّرة لا تتّسع لأحلامهم ولطموحاتهم."

وعن إمكانيّة دعوة الرّئيس السّوريّ بشّار الأسد إلى حضور القمّة الاقتصاديّة في لبنان، أوضح المشنوق: "ليس لبنان هو من يقرّر الدّعوة بل الدّاعي إلى القمّة في لبنان وهي الجامعة العربيّة. لبنان ينقل الدّعوات من الجامعة وإذا لم يكن هناك دعوة من جامعة الدّول العربيّة لا يكون عند لبنان ما ينقله. أعتقد أنّه لن يكون هناك دعوة قبل اتّخاذ قرار بعودة سوريا إلى الجامعة العربيّة وأنا لا أرى أنّ هذا الأمر سيتمّ في وقت قريب. وأنا هنا أصف طبيعة الدّعوة ولا أتحدّث كجهة سياسيّة."

وعن إمكانيّة توزيره في الحكومة المقبلة أكّد المشنوق "نحن متّفقون على الفصل بين النّيابة والوزارة."

ومن زوّار الصّرح النّائب السّابق الدّكتور فارس سعيد ثمّ النّائب فريد هيكل الخازن الّذي شدّد على "ضرورة تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن والخروج من الحسابات الضّيقة الّتي لا تخدم أحدًا."